قيم ومبادئ

إلى حكومة إسرائيل

تصغير
تكبير

بنو إسرائيل الإرهاب والتشدد... هذا دأبهم مع الأنبياء والرسل جميعاً ومع أممهم، وليس غريباً عليهم الإجرام فاقرأوا سورة البقرة وماذا فعلوا بموسى، عليه السلام، من السخرية والظن السيئ حينما استجاب لطلبهم في إحياء الميت ليخبرهم بمن قتله فسخروا من موسى، وتحايلوا وأخذوا يتشددون في صفات البقرة حتى شدّد الله عليهم كل ذلك بسبب قسوة قلوبهم.
وهذا العالم كله يقف وراءهم اليوم في هذه الجريمة النكراء ليدلل على أن (ملة الكفر واحدة) وقد (تشابهت قلوبهم) فهذا الرئيس الأميركي بايدن والفرنسي ماكرون والبريطاني ريشي سوناك يرسلون التهاني والتبريكات لنتن ياهو لتحقيق هذا النصر الموهوم، وبكل تأكيد وبحسب قواعد القانون الدولي فإني أعتقد أن قتل الضعفاء جبن ولؤم وخِسة، وان سفك الدماء بغير ذنب ولا جريرة وحشية وهمجية أحْرى أن يُعزى صاحبها فيها لا أن يُهنّأ بها؟

أما وقد أخذتم البريء بجريرة المذنب فأنتم مجرمون وسفّاكون لا محاربون. عذرتكم بعض العذر لو لم تقتلوا الأطفال الذين لا يسألهم الله عن دين ولا مذهب قبل ان يبلغوا سن الحلم والنساء الضعيفات لا يُحْسِنّ القتال والشيوخ الزاحفين إلى القبور قبل اجتياحكم البري وقصفكم الجوي لتتعجلوا القضاء فيهم!
فمن أي صخرة أو جلمود في الجبال نحتّم هذه القلوب التي تنطوي عليها أجسامكم، فأصبحت لا ترويها أنّات الثّكالى ولا تحرّكها أشلاء رؤوس الأطفال؟!
ومن أي نوع من أنواع الأحجار صيغت عيونكم التي تستطيعون أن تروا بها منظر الطفل الصغير والنار تأكل أطرافه وتتمشّى في أحشائه وبين جوانحه، فتصرخ أمه عاجزة عن إسعافه، لأن النار لم تترك لها يداً تحركها ولا قدماً تمشي عليها (!) وحتى الإسعاف التي جاءت لتسعفهم لم تسلم من نيران مدافعكم؟!
عذرتكم لو أن هؤلاء الذين تريقون دماءهم وتجرفون بيوتهم في بلادهم كانوا ظالمين لكم في شأن من شؤون حياتكم، أو كانوا ذاهبين للكيد بكم وتخافون مغبتها وتخشون عاقبتها...
أما وأهل غزة في ظِلالِكم والقوم تحت حصاركم وداخل (قبتكم الحديدية) وهم أضعف من أن يمدّوا إليكم يد سوء أو يبتدروكم ببادرة شر فلا عذر لكم... فاقتلوا من شئتم وما شئتم، وشاءت لكم شراستكم ووحشيتكم، ولكن حذارِ أن تذكروا اسم الله على هذه الذبائح البشرية، فالله سبحانه أجلّ من أن يأمر بقتل الأبرياء أو يرضى باستضعاف الضعفاء حتى وإن سميتموها (حرباً دينية) والله أرحم الراحمين.
وما أرسل رسالة الإسلام للبشرية إلا ليقضي على مثل هذه الهمجية والوحشية التي كانت عند الأمم السابقة... ما جاء الإسلام إلا ليستل من القلوب أضغانها وأحقادها ثم يملأها بعد ذلك حكمةً ورحمة ليعيش الناس في سعادة وهناء...
وأخيراً،
لو أنكم قضيتم على كل من تديّن بدين غير دينكم - اليهودية – حتى أصبحت رقعة الأرض خالصةً لكم لانقسمتم على أنفسكم مذاهب وشيعا، وتقاتلتم على مذاهبكم تقاتل أرباب الأديان على أديانهم! حتى لا يبقى على وجه الأرض مذهب ولا متمذهب بالمذاهب الأيديولوجية والسياسية التي انشأتموها في أوروبا الشرقية وعلى وجه الخصوص في بولونيا وروسيا سنة 1869، ثم انتقلت إلى فلسطين شيئاً فشيئاً على الرغم من تناقضها، إلا أنها تشترك جميعاً في العقيدة الصهيونية. ومع ذلك، ها هم اليوم باتوا في أسوأ حالاتهم الدينية والاجتماعية والأمنية، وها هي إسرائيل تتآكل من الداخل، وها هم جنودكم المدجّجون بالأسلحة والبزات العسكرية التي عجزت عن تغطية خوائكم الروحي والمعنوي، وهذا هو الرعب الذي قذفه الله في قلوبكم وتشعرون به في قرارات أنفسكم، وهذا ليس نهاية المطاف إنما بداية الطريق والتاريخ يقول (لا بقاء لمحتل)، ومنا إلى حكومة نتن ياهو.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي