غانتس: في هذه الحرب لا توجد ساعة ديبلوماسية تدق

القوات الإسرائيلية تتوغل في غزة ببطء.... لإبقاء الباب مفتوحاً أمام مفاوضات الرهائن

مدافع «هاوتزر» على حدود غزة (أ ف ب)
مدافع «هاوتزر» على حدود غزة (أ ف ب)
تصغير
تكبير
قال خبراء عسكريون لـ «رويترز»، إن القوات الإسرائيلية تتحرك ببطء في هجومها البري على قطاع غزة لأسباب، منها إبقاء الباب مفتوحاً أمام احتمال دخول حركة «حماس» في تفاوض على إطلاق سراح أكثر من 230 رهينة.
ويتناقض الحذر النسبي الذي توخته القوات الإسرائيلية في السيطرة على أجزاء من الأراضي وتأمينها في الأيام الأولى من التوغلات البرية المتواصلة في غزة، مع الأسابيع الثلاثة الماضية التي شهدت غارات جوية متواصلة على القطاع المطل على البحر المتوسط، ويتناقض أيضا مع الهجمات البرية الإسرائيلية السابقة هناك.
وجاء في تقييم من ثلاثة مصادر أمنية إسرائيلية، أن عدم الدخول مباشرة إلى المناطق الأكثر كثافة في المباني بكامل قوة القوات البرية استهدف في الوقت نفسه إنهاك قيادة «حماس» في حملة طويلة، مع ترك نافذة للتوصل إلى اتفاق محتمل في شأن الرهائن.

وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي، إن استعادة الرهائن جزء «لا يتجزأ» من هدف الجيش.
وأطلقت الجماعة الإسلامية المسلحة التي تحكم غزة، حتى الآن سراح أربع نساء مدنيات من بين 239 شخصاً يعتقد أنهم محتجزون، في شبكة عميقة من الأنفاق.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الاثنين، ان قواته حررت مجندة خلال عملية برية محدودة.
وقال قائد كبير سابق رفض نشر هويته، إنه من خلال التحرك ببطء، يأمل الجيش أيضاً أن يؤمن أجنحة القوات الإسرائيلية ويستدرج مقاتلي «حماس» للخروج من الأنفاق أو المناطق الحضرية الأكثر كثافة والاشتباك مع القوات في مناطق مفتوحة يسهل فيها قتلهم.
وأحجم ناطق باسم الجيش عن التعليق على تفاصيل الهجوم بسبب حساسية الأمر.
وصرح عاموس يادلين، الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية للصحافيين «شبرا شبرا، ومترا بمتر، في محاولة لتجنب وقوع إصابات وقتل أكبر عدد ممكن من إرهابيي حماس».
وجاء الرد الإسرائيلي شديد الوطأة بعد توغل مقاتلي «كتائب القسام» الجناح العسكري لـ «حماس» داخل إسرائيل يوم السابع من أكتوبر وقتلهم 1400 شخص، في أكثر الأيام دموية في تاريخ إسرائيل الممتد 75 عاما.
وفي الأسابيع الثلاثة التي تلت الهجوم، دمرت الغارات الجوية الإسرائيلية مساحات واسعة من غزة، وقتلت أكثر من 8500 شخص، بينهم ما يزيد على ثلاثة آلاف طفل، كما قطعت إمدادات الغذاء والأدوية والوقود.
ويؤكد زعماء «حماس» أنه يتعين وقف إطلاق النار قبل إطلاق الرهائن، وبينهم أشخاص يحملون جوازات سفر من 25 دولة.
وفي عام 2011، تفاوضت «حماس» على إطلاق سراح أكثر من ألف سجين فلسطيني في إسرائيل مقابل جندي واحد.
ودفعت الضغوط الدولية المتزايدة في شأن الأوضاع في غزة القوى الكبرى، الأسبوع الماضي إلى مطالبة إسرائيل بالسماح بـ «هدنة إنسانية» لإدخال المساعدات والإفراج عن الرهائن.
وفي أول خلاف معلن مع الحلفاء منذ السابع من أكتوبر، رفضت إسرائيل هذه المطالبات، واعتبرت أن أي هدوء في القتال يصب في مصلحة الحركة.
وقال بيني غانتس، وزير الدفاع السابق، والعضو في مجلس وزراء الحرب بزعامة نتنياهو، السبت، «في هذه الحرب لا توجد ساعة ديبلوماسية تدق».
وأكد وزير الدفاع يوآف غالانت، ان الحرب ستكون طويلة، وإن إسرائيل «فوق وتحت الأرض، من الجو والبر والبحر».
ولم يصف نتنياهو يوم السبت التوغل البري بأنه غزو واسع النطاق.
تطويق مدينة غزة
بعد حشد مئات الآلاف من الجنود، ومن بينهم قوات الاحتياط، على حدودها مع غزة، نفذت إسرائيل أول توغل بري متواصل في هجومها يوم الجمعة.
وقال الناطق العسكري الأميرال دانيال هاغاري إن الحكومة أعطت الجيش هدفين وهما تفكيك حماس، وهذا يتضمن بنيتها التحتية وقدراتها الميدانية، وتحرير الرهائن.
وتوغلت الدبابات وناقلات الجند المصفحة، بدعم من المروحيات والمسيرات، في المنطقة شبه الريفية شمال مدينة غزة، المركز الحضري الرئيسي للقطاع.
وقال سكان محليون و«وكالة شهاب للأنباء» التابعة لـ «حماس»، الاثنين، إن القوات تقدمت أيضا إلى الجنوب من المدينة مما يهدد طريق صلاح الدين، وهو شريان النقل الرئيسي الذي يمتد بطول القطاع البالغ 40 كيلومتراً.
وأكد مقاتلون وسكان ان الدبابات واجهت مقاومة على الطريق. وأعلن الجيش الإسرائيلي إنه لن يقدم تفاصيل عن مواقع قواته.
وقال أبوأحمد، الناطق باسم حركة «الجهاد الإسلامي» المتحالفة مع «حماس»، إن القوات الإسرائيلية لم تفلح في تحقيق أي اختراق مستدام، باستثناء التوغل في المناطق المفتوحة.
وتابع هاغاري انه تم إرسال مزيد من قوات المشاة والمدرعات مدعومة بالمدفعية والمهندسين العسكريين، وهي تناور على الأرض وتشتبك مع «حماس».
وأضاف في مؤتمر صحافي اعتيادي الاثنين، أن «النشاط الهجومي سيستمر بتصميم وكثافة وفقا لمراحل الحرب وأهدافها».
مخاطر الأنفاق
ووصفت مصادر أمنية شبكة «أنفاق حماس» العميقة في غزة بأنها مدينة تحت الأرض تضم مواقع إطلاق الصواريخ ومراكز القيادة ومسارات الهجوم التي تستهدف القوات الإسرائيلية.
وقال الميجر عمري عطار، من قوات الاحتياط في فرقة للعمليات الخاصة، إن القوات البرية تدربت أيضاً على تحديد مواقع فتحات الهواء ومنافذ الهروب المؤدية إلى فتحات الأنفاق وعلى وضع المتفجرات بداخلها لإغلاقها.
وأضاف ان وحدات خاصة أخرى داخل سلاح الهندسة القتالية، الذي استخدم في الماضي الروبوتات والكلاب، ستتعامل مع أي قتال داخل الأنفاق.
وأكد ان «الوضع معقد جدا، وأنا لا أتحدث عن عدد القتلى أو عدد المخطوفين، بل تحديدا البنية التحتية للمدينة السفلى، للأنفاق، وهو وضع شديد الحساسية».
والأحد، اكتشفت القوات الإسرائيلية العاملة بالقرب من معبر إيريز، عدداً من المقاتلين كانوا يخرجون من فتحة نفق. وأعلنت قتلهم أو إصابتهم.
ويختلف النهج حتى الآن عن الهجمات السابقة على القطاع الحضري في معظمه، والذي يقطنه 2.3 مليون شخص تعرضوا لهجمات إسرائيلية في 2008 و2014 وفي 2021 على «حماس» و«الجهاد».
عام 2008، دخلت القوات الإسرائيلية مناطق المباني بقوة هائلة، مما دفع «حماس» إلى الانسحاب والاشتباك دورياً.
وتدرك القوات الإسرائيلية المخاطر الناجمة عن المناطق كثيفة المباني في غزة ومخاطر إرسال قوات كبيرة.
ومما يسلط الضوء على تلك المخاطر أن إسرائيل فقدت في 2008، تسعة جنود أثناء توغلها. وعام 2014، ارتفع عدد القتلى إلى 66.
وجاء في أحدث بيانات صادرة عن الجيش أنه منذ السابع من أكتوبر، لقي 315 جنديا إسرائيليا حتفهم، معظمهم في هجمات «حماس» في بداية الأمر.
وقال بن ميلخ، الذي كان قائداً في سلاح الهندسة القتالية عام 2014 ومكلفاً تدمير الأنفاق، إن مهمتهم لم تكن التوغل أكثر من كيلومترين داخل الشبكة آنذاك.
وصرح لـ «رويترز»، «لم يكن يتعين علينا سوى تدمير عشرات الأنفاق، لكن التحدي اليوم سيكون مئات الأنفاق وكيلومترات كثيرة وحصنا حقيقيا تحت الأرض بنته حماس».
وتطهير الأنفاق يواجه صعوبات أخرى تتضمن الرهائن المحتجزين واتخاذ قرارات في شأن إغلاق منافذ التهوية.
وتابع ميلخ «برأيي، هذا هو السبب وراء قيام الجيش باتباع مقاربة منهجية أبطأ للتأكد من أنه يغطي جميع قواعدهم ويزيل الأنفاق مع تقدمه حتى لا يتعرض لكمين من الخلف أو من الجانب وهكذا».
وأضاف «لا نريد أن نخسر جنوداً، لذا سنتحرك ببطء، وسنتأكد من تقليص الخسائر البشرية بأفضل ما في وسعنا».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي