تراجع مؤشرات الاجتياح البري لغزة
واشنطن تدعو إسرائيل إلى «التمييز» بين «حماس» والمدنيين
دمار هائل في قطاع غزة (أ ف ب)
- بايدن يجرى محادثات مع زعماء إقليميين
- سوليفان يدعو إلى كبح جماح المستوطنين ضد «الأبرياء»
- "القسام» تنفّذ عملية إنزال خلف خطوط العدو
- النرويج تنتقد رد إسرائيل «غير المتكافئ»
- إسرائيل تُهدد مستشفى القدس
- «حماس» مستعدة «فوراً» لإبرام صفقة تبادل للأسرى
مع توسيع الجيش الإسرائيلي توغلاته البرية «المحدودة»، ومواصلة غاراته التدميرية، وتهديده المستشفيات، التي تضم عشرات آلاف النازحين، في ما وصفها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بالمرحلة الثانية من الحرب، باغت مقاتلو حركة «حماس»، القوات المتوغلة شمال غربي بيت لاهيا (قرب إيريز)، بـ «عملية إنزال خلف خطوط تمركزهم».
ووسط دعوة الأمم المتحدة إلى وقف إطلاق نار لوضع حد لـ«كابوس» إراقة الدماء، وتنديد اللجنة الدولية للصليب الأحمر بـ«فشل كارثي» إنساني، وتحذيرات إسرائيلية لإخلاء مستشفى القدس، الذي يؤوي ما بين 12 - 15 ألف نازح «على الفور»، وتعرض محيطه للقصف، حذر مسؤولون سياسيون، من أن «مستوى الشرعية الدولية لإسرائيل آخذ بالتراجع»، مقابل اتساع تظاهرات التضامن مع القطاع وضد الضربات اللا إنسانية، التي تستهدف مئات آلاف المدنيين المحاصرين، الأمر الذي دفع رئيس وزراء النرويج يوناس غار ستور، للقول إن رد الجيش الإسرائيلي، «غير متكافئ»، مشيراً إلى أن «نحو نصف آلاف القتلى هم من الأطفال».
وقال غار ستور، إن «القانون الدولي ينص على أن (رد الفعل) يجب أن يكون متكافئ. يجب أخذ المدنيين في الاعتبار، والقانون الإنساني واضح للغاية في شأن هذا الموضوع. أعتقد أنه تم تجاوز هذا الحد بشكل كبير».
وخلافاً لجيرانها من بلدان الشمال التي امتنعت عن التصويت، صوتت النرويج، الجمعة، على قرار للأمم المتحدة «يطالب بهدنة إنسانية فورية ودائمة ومتواصلة تفضي إلى وقف القتال».
وأضاف «أن الوضع كارثي وأعتقد أنه ينتهك بوضوح ما نسميه قواعد الحرب أو القانون الإنساني».
وفي واشنطن، حض مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان، إسرائيل على «التمييز» بين «حماس» والمدنيين.
ودعا في مقابلة مع شبكة «سي إن إن»، نتنياهو إلى «كبح جماح» عنف المستوطنين المتطرفين ضد الأبرياء في الضفة الغربية.
وصرح ساليفان لشبكة «سي إن إن»، أمس، «نعتقد أن آلاف المدنيين الفلسطينيين قتلوا في هذا القصف، وكل واحدة من الوفيات تمثل مأساة»، تماماً كما هو الحال في إسرائيل.
ورفض سوليفان الاعتراف بوجود خلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل في شأن الهجوم على غزة، لكنه أكد أن واشنطن واضحة مع حليفتها.
وأعلن سوليفان أن الرئيس جو بايدن، أجرى محادثات مع زعماء إقليميين، بينهم نتنياهو، أمس.
وفي السياق، أوضح مسؤولون إسرائيليون، أنه «إذا كانت نسبة التأييد في بداية الحرب 70 - 80 في المئة، فإن الساعة الرملية السياسية في تراجع، ونحظى حالياً بدعم بنسبة 60 - 70 في المئة»، وفق ما نقل موقع «واينت».
وأشاروا إلى أن «قصة الرهائن لا تزال تساعد. وكلما استمرت الحرب وانتقلنا إلى عملية برية، سيزداد تراجع التأييد لإسرائيل، خصوصاً في أوروبا».
«عملية إنزال»
ميدانياً، أكدت «كتائب القسام» الذراع العسكرية لـ «حماس»، أن مقاتليها «نفذوا عملية إنزال خلف الخطوط غرب إيريز، حيث اخترقوا الحدود وأطلقوا صواريخ مضادة للدروع تجاه آليات إسرائيلية، ما أدى إلى اشتعال النيران في دبابتين وقتل عدد من الجنود».
وفي وقت سابق، أعلن الاحتلال إصابة ضابط بجروح خطيرة وجندي بجروح متوسطة في حادثين منفصلين شمال غزة، وهذه أول إصابات يعلن عنها الجيش منذ شروعه بعمليات برية في غزة، مساء يوم الجمعة.
كما تعرض وسط إسرائيل لقصف صاروخي كثيف.
نتنياهو يعتذر
في المقابل، نبه نتنياهو، الإسرائيليين، أمس، إلى توقع حملة «طويلة وصعبة»، لكنه لم يصل إلى حد وصف التوغلات الحالية بأنها اجتياح، في حين قال مسؤولون أميركيون إن بعض مساعدي بايدن نصحوا نظراءهم الإسرائيليين بتأجيل شن هجوم فوري شامل.
كما اعتذر عن اتهامه مسؤولين أمنيين وآخرين في الاستخبارات بالفشل في اكتشاف هجوم «حماس» المباغت في 7 أكتوبر. وقال إن الجيش «سيدمّر العدو على الأرض وتحتها».
وكان نتنياهو وجه على منصة «إكس»، اتهامات لرئيس الاستخبارات العسكرية ورئيس الأمن الداخلي، لكنه حذف المنشور لاحقاً واستبدله بعد بضع دقائق، باعتذار.
وتابع نتنياهو، خلال مؤتمر صحافي «هذه هي المرحلة الثانية من الحرب التي أهدافها واضحة وهي تدمير قدرات حماس الحاكمة والعسكرية وإعادة الرهائن».
وفي السياق، أعلن رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» في غزة يحيى السنوار، أن الحركة مستعدة «فوراً لعقد صفقة تبادل تشمل الإفراج عن جميع الأسرى في سجون الاحتلال مقابل الإفراج عن جميع الأسرى لدى المقاومة».
تدميرياً، قصفت المقاتلات الإسرائيلية نحو 450 هدفاً لـ «حماس»، من بينها مراكز قيادة عمليات ومواقع مراقبة ومنصات لإطلاق صواريخ مضادة للدبابات.
وأعلن مكتب الإعلامي الحكومي التابع لـ «حماس»، أن حصيلة الحرب الهمجية الإسرائيلية، ارتفعت إلى 10 آلاف شهيد ومفقود تحت الأنقاض، بينهم نحو 2000 طالب.
وأمس، بدأت خدمات الاتصالات الهاتفية والإنترنت في العودة تدريجياً إلى غزة، بعد انقطاع تام لأكثر من يوم مما أثّر بشكل سيئ على عمليات الإنقاذ.