«مطاحنة ديبلوماسية» متعددة الطرف في المنطقة وتهديداتٌ إسرائيلية بمكبرات الصوت لـ «حزب الله»
المسارُ التصادُمي يحتدم على جبهة جنوب لبنان... فهل يقع الأسوأ؟
رجل لبناني بين أنقاض منزل دمّرته قذائف إسرائيلية في بلدة رب ثلاثين الجنوبية (شينخوا)
- إسرائيل وسعت رقعة قصف بلدات لبنانية لتصل الى عمق 5 كيلومترات
- «حزب الله» نعى 12 عنصراً في 24 ساعة وينوّع استهدافاته للمواقع الإسرائيلية
- ميقاتي تحدث هاتفياً مع أبوالغيط وتلقى اتصالاً من شكري
- ازدياد حركة النزوح من قرى التماس جنوب لبنان و1500 عائلة لبنانية وسورية في مدارس صور
يحتدم المسارُ التصادُمي على الجبهة الجنوبية للبنان مع إسرائيل، في ظل زيادة جُرعة التصعيد المتبادَل في الميدان وبمكبّرات الصوت بما يوحي إما بأن دخول «بلاد الأرز» الحرب بات قاب قوسين، وإما بأن الأمر هو امتدادٌ للتدافع الخشن الديبلوماسي والسياسي و«عروض القوة» العسكرية في المتوسط في سياق محاولةٍ لإرساء توازن ردع، بين إسرائيل مدعومةً من واشنطن والغرب على قاعدة «حماية ظهر» تل أبيب في الغزو البري لغزة ومنْع انخراط حلفاء «حماس» الإقليميين في المعركة لـ «نجدتها»، وبين «محور الممانعة» بقيادة إيران لضمان عدم «استفراد» إسرائيل الحركة والضغط لوقف تدحرج «كرة النار» قبل أن تحرق... أوراقاً استراتيجية.
ومن اتساع رقعة عمليات «حزب الله» على طول الحدود الجنوبية واستهدافه مواقع جديدة يومياً ومنظومات الرصد الإسرائيلية، إلى الردّ الإسرائيلي بقصْف بات يطاول عمق 5 كيلومترات في الأراضي اللبنانية، وبينهما نعي الحزب 12 عنصراً سقطوا في نحو 24 ساعة، أوحت الوقائعُ الميدانية المتدحرجةُ بأنّ الجبهةَ الشمالية للدولة العبرية التي تتقاسم المشهدَ العسكري مع غزة تكاد أن تتقدّم على الأخيرة في الاهتمام الذي توليه لها تل أبيب وكبار مسؤوليها، من دون أن يكون ممكناً الجزم:
• هل أن الأمر هو في إطار محاولةٍ لاستعادة عنصر المباغتة في ما خص الاجتياح البري لغزة ولا سيما في ظل إيحاءات وتسريباتٍ عن فرْملةٍ للعملية.
• أم في سياقات رغبةٍ بربْط جبهاتٍ أخرى بالنار والاستفادة من عنصر التفوق الذي يشكّله الحضور الأميركي الوازن في البحر لاستدراج «حلٍّ متعدد الساحة».
وكان بارزاً أمس، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي عادت «متاعبه» الداخلية التي عزّزها إحياء «حماس» ورقة الرهائن بإطلاق الأسيرتيْن الأميركيتيْن، انبرى أمس ومن على الحدود مع لبنان لتوجيه سلسلة إنذاراتٍ أكد فيها «اننا نخوض معركة مزدوجة في جبهتيْ لبنان وغزة»، معلناً «أن حرب غزة(حياة أو موت) بالنسبة لإسرائيل ولا يمكننا الجزم في مسألة دخول حزب الله بحرب كاملة ضدنا، ولكن إذا قرر الحزب ذلك سيرتكب خطأ حياته، سنضربه بقوة لا يستطيع حتى تصورها والحالة في لبنان ستكون مدمّرة».
وسبق ذلك تهديد وزير الاقتصاد الإسرائيلي نير بركات بـ «قطع رأس الأفعى» في حال دخل «حزب الله» الحرب بشكل حقيقي، مؤكداً«إسرائيل لن تقضي على حزب الله فحسب، ولكننا سنستهدف إيران بالفعل، ونقول لأعدائنا إذا قمتم بمهاجمتنا فسنقوم بمسحكم من على وجه الأرض».
ولاقت الولايات المتحدة هذا التسخين الكلامي الإسرائيلي عبر موقفين بارزين لكل من وزير الدفاع لويد اوستن الذي أعلن«اننا نتوقع تصعيداً كبيراً في الشرق الأوسط بسبب أفعال وكلاء إيران وزيادة خطر الهجمات على قواتنا في المنطقة»، محذراً من أن واشنطن«لن تتردد في التحرك عسكرياً اذا توسّع النزاع في المنطقة»، ووزير الخارجية انتوني بلينكن الذي أشار الى«أننا نرى احتمالاً لتصعيد الحرب في الشرق الأوسط بسبب أفعال وكلاء إيران، وواشنطن لا تريد تصعيداً».
وفيما كانت واشنطن تؤكد أنّها سترسل منظومة دفاع جوي من طراز«ثاد»وكتائب إضافية من أنظمة الدفاع الصاروخية باتريوت إلى الشرق الأوسط، مع اتخاذ إجراءات أخرى بينها وضع عدد غير محدد من القوات في حالة الاستعداد للانتشار في إطار خطط الطوارئ وذلك رداً على الهجمات الأخيرة التي تعرضت لها قواتها في المنطقة و«بعد مناقشات مستفيضة مع الرئيس جو بايدن في شأن التصعيد الأخير من إيران والقوى التي تعمل بالوكالة عنها في جميع أنحاء الشرق الأوسط»، رفعت طهران بدورها التحدي بلسان وزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان الذي نبّه إلى أن المنطقة على برميل بارود وأي خطأ آخَر يمكن أن يفجّرها»، محذراً «الولايات المتحدة وإسرائيل من خروج أوضاع المنطقة عن السيطرة في أي لحظة».
وتطايرت هذه المواقف التي بدت أقرب الى «دق نفير» الحرب من فوق رأس لبنان الرسمي الذي بدا وكأنه يستعدّ لأسوأ «لا كلمة له» فيه، والذي أكد رئيس حكومته نجيب ميقاتي أمس أنّ «الاتصالات الديبلوماسية التي نقوم بها دولياً وعربياً واللقاءات المحلية مستمرة في سبيل وقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وجنوبه تحديداً، ومنع تمدد الحرب الدائرة في غزة الى لبنان».
وميقاتي، الذي تحدّث هاتفياً مع الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط وتلقى اتصالاً من وزير الخارجية المصري سامح شكري وضعه خلاله في نتائج «قمة القاهرة للسلام» التي غاب عنها لبنان، قال أمام زواره «أتفهّم شعور الخوف والقلق الذي ينتاب اللبنانيين جراء ما يحصل، ودعوات عدد من السفارات لرعاياها لمغادرة لبنان، لكنني لن أتوانى عن بذل كل الجهود لحماية لبنان».
وأضاف: «الاجتماعات والاستعدادات التي نقوم بها من أجل وضع خطة طوارئ لمواجهة ما قد يحصل، هي خطوة وقائية أساسية من باب الحيطة، لأننا في مواجهة عدو نعرف تاريخه الدموي، ولكننا في الوقت ذاته مطمئنون الى أن أصدقاء لبنان يواصلون معنا بذل كل الجهود لإعادة الوضع الى طبيعته وعدم تطوره نحو الأسوأ».
وتابع: «كذلك، فإن التدابير المتخَذة في مطار رفيق الحريري الدولي من قبل شركة طيران الشرق الأوسط هي أيضاً من باب الوقاية والحذر، والاعتبارات المتعلقة بإدارة المخاطر، ولم نتلق أي معطيات تفيد بأي أمر جلل قد يحصل في المطار. وأدعو أهلنا الى الوثوق بأننا مستمرون في الجهد المطلوب لإبعاد كل أذى عن لبنان».
وكان الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميللر كشف مضمون الاتصال الذي جرى بين بلينكن وميقاتي قبل يومين معلناً «تحدث وزير الخارجية مع رئيس الوزراء اللبناني لتأكيد دعم الولايات المتحدة للشعب اللبناني، وهو أشار إلى القلق المتزايد في شأن التوترات المتزايدة على طول الحدود الجنوبية للبنان».
وجدد بلينكن التشديد على «أهمية احترام مصالح الشعب اللبناني، الذي سيتأثّر بانجرار لبنان إلى الصراع الذي أثاره هجوم(حماس)على إسرائيل»، مُعرباً «عن تعازيه لعائلات المدنيين اللبنانيين الذين فقدوا أرواحهم بشكل مأسوي نتيجة للنزاع». كما أكد «استمرار دعم الولايات المتحدة للقوات المسلحة اللبنانية وقوى الأمن الداخلي، الضامنين الشرعيين الوحيدين لاستقرار لبنان وسلامة أراضيه».
استهدافات متبادلة
وفي المشهد الميداني، «نوّع»، «حزب الله» أمس في استهدافاته لمواقع إسرائيلية بدءاً من داخل مزارع شبعا المحتلة وتلال كفرشوبا الى نقاط أخرى عسكرية مقابل عدد كبير من البلدات اللبنانية الحدودية.
وفيما أدى قصف موقع «البياض» الإسرائيلي مقابل بلدة بليدا إلى احتراق سواتر الموقع ومحيطه، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن أن استهداف الحزب مواقع للجيش في الشمال أدى لتعطيل جزء من منظومة الرصد على طول الحدود، وسط تقارير عن أن الحزب قصف الأجهزة التقنية على برج موقع «العباد» عند حدود بلدة حولا بصواريخ موجّهة.
كذلك، استهدف «حزب الله» موقع ظهر العاصي الإسرائيلي مقابل ميس الجبل، وموقع المالكيّة وذلك بعد هجوم أيضاً على مستعمرة مسكافعام بالأسلحة الرشاشة والمدفعية وعلى ثكنة برانيت.
وردّاً على هذه العمليّات، قصفت المدفعيّة الإسرائيليّة مناطق في جنوب لبنان، تركّزت عصراً على بلدة عيترون حيث أشارت تقارير الى استهداف سيارة بداخلها 6 أشخاص، قبل أن تعلن قناة «المنار» «أن مسيّرة للعدو الصهيوني استهدفت سيارة مقابل موقع المالكية بجانبها عائلة من العمال السوريين كانوا يعملون في أحد حقول عيترون، وأدت الغارة إلى جرح سوري واحد ونجاة العائلة» مؤكدة «أن حديث العدو عن استهداف خلية لحزب الله في المنطقة غير صحيح».
وشمل القصف الاسرائيلي بلدات بليدا وحولا حيث سقطت قذيفة على منزل وتسببت باحتراقه، وأطراف راميا وعيتا الشعب وعلما الشعب والضهيرة وبركة اليابسة في سهل مارون الرأس ومرتفعات حلتا وأطراف كفرشوبا ومنطقة المرج (في أطراف حولا) وقرى أخرى.
وكان ليل السبت – الأحد اعتُبر الأكثر سخونة منذ بداية الحرب، حيث أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية «ان الرقعة الجغرافية للاعتداءات الاسرائلية اتسعت لتتعدى عمق 5 كيلومترات داخل لبنان من الخط الأزرق»، فيما «ازدادت حركة النزوح للسكان في القرى المتاخمة للخط الأزرق في اتجاه المناطق الأكثر أمناً، حيث يوجد في مدينة صور أكثر من 1500 عائلة لبنانية وسورية، توزعت على عدد من مراكز الإيواء في المدارس الرسمية والخاصة أعدّتها للغاية نفسها وحدةُ إدارة الكوارث في اتحاد بلديات صور التي أعلنت أكثر من مرة عن ضعف الإمكانات لتأمين حاجات النازحين».
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أمس استهداف خلية عسكرية تابعة لـ«حزب الله» في جنوب لبنان، مشيراً إلى أن تلك المجموعة كانت تستعدّ لإطلاق صواريخ مضادة للدبابات باتجاه مستوطنة أفيفيم، بعدما كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن إصابة 3 جنود إسرائيليين بجروحٍ إثر استهدافهم بصاروخٍ مضاد للدروع انطلقَ ليل السبت من لبنان باتجاه منطقة برعام، ومتحدثة عن إطلاق نار على شبان في الجانب اللبناني من جبل الشيخ.
ووفق الصحيفة فإن أنظمة الدفاع الجوي اعترضت صاروخ أرض - جو انطلق من لبنان أيضاً، وأنّه تقرر إخلاء 14 مستوطنة إضافية بالقرب من الحدود مع لبنان تقع على بُعد 2 إلى 5 كيلومتراتٍ من الحدود (تضاف الى 28 مستوطنة كان تقرر إخلاؤها).
ومن اتساع رقعة عمليات «حزب الله» على طول الحدود الجنوبية واستهدافه مواقع جديدة يومياً ومنظومات الرصد الإسرائيلية، إلى الردّ الإسرائيلي بقصْف بات يطاول عمق 5 كيلومترات في الأراضي اللبنانية، وبينهما نعي الحزب 12 عنصراً سقطوا في نحو 24 ساعة، أوحت الوقائعُ الميدانية المتدحرجةُ بأنّ الجبهةَ الشمالية للدولة العبرية التي تتقاسم المشهدَ العسكري مع غزة تكاد أن تتقدّم على الأخيرة في الاهتمام الذي توليه لها تل أبيب وكبار مسؤوليها، من دون أن يكون ممكناً الجزم:
• هل أن الأمر هو في إطار محاولةٍ لاستعادة عنصر المباغتة في ما خص الاجتياح البري لغزة ولا سيما في ظل إيحاءات وتسريباتٍ عن فرْملةٍ للعملية.
• أم في سياقات رغبةٍ بربْط جبهاتٍ أخرى بالنار والاستفادة من عنصر التفوق الذي يشكّله الحضور الأميركي الوازن في البحر لاستدراج «حلٍّ متعدد الساحة».
وكان بارزاً أمس، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي عادت «متاعبه» الداخلية التي عزّزها إحياء «حماس» ورقة الرهائن بإطلاق الأسيرتيْن الأميركيتيْن، انبرى أمس ومن على الحدود مع لبنان لتوجيه سلسلة إنذاراتٍ أكد فيها «اننا نخوض معركة مزدوجة في جبهتيْ لبنان وغزة»، معلناً «أن حرب غزة(حياة أو موت) بالنسبة لإسرائيل ولا يمكننا الجزم في مسألة دخول حزب الله بحرب كاملة ضدنا، ولكن إذا قرر الحزب ذلك سيرتكب خطأ حياته، سنضربه بقوة لا يستطيع حتى تصورها والحالة في لبنان ستكون مدمّرة».
وسبق ذلك تهديد وزير الاقتصاد الإسرائيلي نير بركات بـ «قطع رأس الأفعى» في حال دخل «حزب الله» الحرب بشكل حقيقي، مؤكداً«إسرائيل لن تقضي على حزب الله فحسب، ولكننا سنستهدف إيران بالفعل، ونقول لأعدائنا إذا قمتم بمهاجمتنا فسنقوم بمسحكم من على وجه الأرض».
ولاقت الولايات المتحدة هذا التسخين الكلامي الإسرائيلي عبر موقفين بارزين لكل من وزير الدفاع لويد اوستن الذي أعلن«اننا نتوقع تصعيداً كبيراً في الشرق الأوسط بسبب أفعال وكلاء إيران وزيادة خطر الهجمات على قواتنا في المنطقة»، محذراً من أن واشنطن«لن تتردد في التحرك عسكرياً اذا توسّع النزاع في المنطقة»، ووزير الخارجية انتوني بلينكن الذي أشار الى«أننا نرى احتمالاً لتصعيد الحرب في الشرق الأوسط بسبب أفعال وكلاء إيران، وواشنطن لا تريد تصعيداً».
وفيما كانت واشنطن تؤكد أنّها سترسل منظومة دفاع جوي من طراز«ثاد»وكتائب إضافية من أنظمة الدفاع الصاروخية باتريوت إلى الشرق الأوسط، مع اتخاذ إجراءات أخرى بينها وضع عدد غير محدد من القوات في حالة الاستعداد للانتشار في إطار خطط الطوارئ وذلك رداً على الهجمات الأخيرة التي تعرضت لها قواتها في المنطقة و«بعد مناقشات مستفيضة مع الرئيس جو بايدن في شأن التصعيد الأخير من إيران والقوى التي تعمل بالوكالة عنها في جميع أنحاء الشرق الأوسط»، رفعت طهران بدورها التحدي بلسان وزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان الذي نبّه إلى أن المنطقة على برميل بارود وأي خطأ آخَر يمكن أن يفجّرها»، محذراً «الولايات المتحدة وإسرائيل من خروج أوضاع المنطقة عن السيطرة في أي لحظة».
وتطايرت هذه المواقف التي بدت أقرب الى «دق نفير» الحرب من فوق رأس لبنان الرسمي الذي بدا وكأنه يستعدّ لأسوأ «لا كلمة له» فيه، والذي أكد رئيس حكومته نجيب ميقاتي أمس أنّ «الاتصالات الديبلوماسية التي نقوم بها دولياً وعربياً واللقاءات المحلية مستمرة في سبيل وقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وجنوبه تحديداً، ومنع تمدد الحرب الدائرة في غزة الى لبنان».
وميقاتي، الذي تحدّث هاتفياً مع الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط وتلقى اتصالاً من وزير الخارجية المصري سامح شكري وضعه خلاله في نتائج «قمة القاهرة للسلام» التي غاب عنها لبنان، قال أمام زواره «أتفهّم شعور الخوف والقلق الذي ينتاب اللبنانيين جراء ما يحصل، ودعوات عدد من السفارات لرعاياها لمغادرة لبنان، لكنني لن أتوانى عن بذل كل الجهود لحماية لبنان».
وأضاف: «الاجتماعات والاستعدادات التي نقوم بها من أجل وضع خطة طوارئ لمواجهة ما قد يحصل، هي خطوة وقائية أساسية من باب الحيطة، لأننا في مواجهة عدو نعرف تاريخه الدموي، ولكننا في الوقت ذاته مطمئنون الى أن أصدقاء لبنان يواصلون معنا بذل كل الجهود لإعادة الوضع الى طبيعته وعدم تطوره نحو الأسوأ».
وتابع: «كذلك، فإن التدابير المتخَذة في مطار رفيق الحريري الدولي من قبل شركة طيران الشرق الأوسط هي أيضاً من باب الوقاية والحذر، والاعتبارات المتعلقة بإدارة المخاطر، ولم نتلق أي معطيات تفيد بأي أمر جلل قد يحصل في المطار. وأدعو أهلنا الى الوثوق بأننا مستمرون في الجهد المطلوب لإبعاد كل أذى عن لبنان».
وكان الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميللر كشف مضمون الاتصال الذي جرى بين بلينكن وميقاتي قبل يومين معلناً «تحدث وزير الخارجية مع رئيس الوزراء اللبناني لتأكيد دعم الولايات المتحدة للشعب اللبناني، وهو أشار إلى القلق المتزايد في شأن التوترات المتزايدة على طول الحدود الجنوبية للبنان».
وجدد بلينكن التشديد على «أهمية احترام مصالح الشعب اللبناني، الذي سيتأثّر بانجرار لبنان إلى الصراع الذي أثاره هجوم(حماس)على إسرائيل»، مُعرباً «عن تعازيه لعائلات المدنيين اللبنانيين الذين فقدوا أرواحهم بشكل مأسوي نتيجة للنزاع». كما أكد «استمرار دعم الولايات المتحدة للقوات المسلحة اللبنانية وقوى الأمن الداخلي، الضامنين الشرعيين الوحيدين لاستقرار لبنان وسلامة أراضيه».
استهدافات متبادلة
وفي المشهد الميداني، «نوّع»، «حزب الله» أمس في استهدافاته لمواقع إسرائيلية بدءاً من داخل مزارع شبعا المحتلة وتلال كفرشوبا الى نقاط أخرى عسكرية مقابل عدد كبير من البلدات اللبنانية الحدودية.
وفيما أدى قصف موقع «البياض» الإسرائيلي مقابل بلدة بليدا إلى احتراق سواتر الموقع ومحيطه، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن أن استهداف الحزب مواقع للجيش في الشمال أدى لتعطيل جزء من منظومة الرصد على طول الحدود، وسط تقارير عن أن الحزب قصف الأجهزة التقنية على برج موقع «العباد» عند حدود بلدة حولا بصواريخ موجّهة.
كذلك، استهدف «حزب الله» موقع ظهر العاصي الإسرائيلي مقابل ميس الجبل، وموقع المالكيّة وذلك بعد هجوم أيضاً على مستعمرة مسكافعام بالأسلحة الرشاشة والمدفعية وعلى ثكنة برانيت.
وردّاً على هذه العمليّات، قصفت المدفعيّة الإسرائيليّة مناطق في جنوب لبنان، تركّزت عصراً على بلدة عيترون حيث أشارت تقارير الى استهداف سيارة بداخلها 6 أشخاص، قبل أن تعلن قناة «المنار» «أن مسيّرة للعدو الصهيوني استهدفت سيارة مقابل موقع المالكية بجانبها عائلة من العمال السوريين كانوا يعملون في أحد حقول عيترون، وأدت الغارة إلى جرح سوري واحد ونجاة العائلة» مؤكدة «أن حديث العدو عن استهداف خلية لحزب الله في المنطقة غير صحيح».
وشمل القصف الاسرائيلي بلدات بليدا وحولا حيث سقطت قذيفة على منزل وتسببت باحتراقه، وأطراف راميا وعيتا الشعب وعلما الشعب والضهيرة وبركة اليابسة في سهل مارون الرأس ومرتفعات حلتا وأطراف كفرشوبا ومنطقة المرج (في أطراف حولا) وقرى أخرى.
وكان ليل السبت – الأحد اعتُبر الأكثر سخونة منذ بداية الحرب، حيث أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية «ان الرقعة الجغرافية للاعتداءات الاسرائلية اتسعت لتتعدى عمق 5 كيلومترات داخل لبنان من الخط الأزرق»، فيما «ازدادت حركة النزوح للسكان في القرى المتاخمة للخط الأزرق في اتجاه المناطق الأكثر أمناً، حيث يوجد في مدينة صور أكثر من 1500 عائلة لبنانية وسورية، توزعت على عدد من مراكز الإيواء في المدارس الرسمية والخاصة أعدّتها للغاية نفسها وحدةُ إدارة الكوارث في اتحاد بلديات صور التي أعلنت أكثر من مرة عن ضعف الإمكانات لتأمين حاجات النازحين».
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أمس استهداف خلية عسكرية تابعة لـ«حزب الله» في جنوب لبنان، مشيراً إلى أن تلك المجموعة كانت تستعدّ لإطلاق صواريخ مضادة للدبابات باتجاه مستوطنة أفيفيم، بعدما كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن إصابة 3 جنود إسرائيليين بجروحٍ إثر استهدافهم بصاروخٍ مضاد للدروع انطلقَ ليل السبت من لبنان باتجاه منطقة برعام، ومتحدثة عن إطلاق نار على شبان في الجانب اللبناني من جبل الشيخ.
ووفق الصحيفة فإن أنظمة الدفاع الجوي اعترضت صاروخ أرض - جو انطلق من لبنان أيضاً، وأنّه تقرر إخلاء 14 مستوطنة إضافية بالقرب من الحدود مع لبنان تقع على بُعد 2 إلى 5 كيلومتراتٍ من الحدود (تضاف الى 28 مستوطنة كان تقرر إخلاؤها).