بعد 11 يوماً من الحرب الجائرة على غزة، وتجاوز شهدائنا الـ 3 آلاف نفس بريئة بين طفل وامرأة وشيخ كبير ونزوح مئات الآلاف من الأبرياء عن بيوتهم وديارهم، وقفت صامتاً على بسالة هذا الشعب العربي الأصيل الذي يشكل منذ ثمانين سنة من الظلم والاحتلال وبطشه شوكة في حنجرة الاحتلال الصهيوني تحرمه النوم الهني والعيش السعيد، دافعين به إلى جحيم القلق والسهر والخوف.
هذا الشعب الأبي الذي يضرب كل يوم مثلاً رائعاً للبطولة والكفاح يقف صامداً أمام سلاح البطش والاعتداء شجاعاً بطلاً يصور احدى الحسنين النصر أو الشهادة والخلود الأبدي عند رب العباد في جنات وانهار وعيون، هكذا بشرنا الرحمن الرحيم، فلا تجد من بين صفوف امهات الابطال الشهداء في فلسطين المحتلة من تذرف عيناها الدموع حزناً ونحيباً بل كلهن فرح وسرور يسبق أو يلحق تهنئتها بابنها الشهيد زغاريد الافراح والابتهاج والتبرك بما نال ابننا البطل أو اختنا النشمية أخت الرجال بنت غزة الباسلة، نعم نحن نزف شهداءنا في عرس بهيج نغني ونصفق ولسان حالنا يقول لأم الشهيد:
يا ام محمد نيا لك
يا ريت امي بدالك
يا محمد جينا لك
كلنا اولادك وعيالك
يا محمد نياله ضحى
للوطن بحاله
يا محمد يا جماله
ضحى بعمره كرمالك
هذه الكلمات الصادقة التي تخرج من اعماقنا تلامس شغاف قلوب اهلنا في فلسطين وكل غزة، وتتخطى الحدود لتصل إلى مسامع المحتل والعدو المغتصب واعوانه اينما كانوا... يزمجر ليلهم يجعله عاصفاً بهدير مدافعنا وازيز رصاص أبطالنا فتتحرك نحونا البوارج المعادية التي أتت تسعف القاتل لتقتل وتدمي المصاب.
فهل رأيتم عدلاً مثل هذا بين السماء والأرض وثقه التاريخ غير في هذا الزمان الأغبر الذي جعل ابناء القرود والخنازير يعينهم من يتشدقون بالديموقراطية وحقوق الحيوان، وهم بحاجة إلى مئة سنة من التطور ليصلوا إلى رقي الحيوان الذي اثبت للعالم كله ان عالم الحيوان ارحم بكثير من الغازي المحتل واعوانه الذين يتكالبون على الشعب العربي الأعزل في غزة ظلماً وعدواناً. اللهم انصرنا على من يعادينا ورد كيده في نحره وأرنا بهم عجائب قدرتك، إنه قريب مجيب الدعاء اللهم آمين.