عندما وقع زلزال في مدينة الحسيمة المغربية في عام 2004، اتخذت المملكة قرارات مهمة وأولها هي إنشاء خلية إدارة الأزمات والكوارث... وتم عمل مخطط لكيفية مواجهة الأزمات وآثارها والتعامل الفوري معها.
وأثمرت هذه القرارات المدروسة في مواجهة آثار زلزال الحوز الذي وقع في الثامن من سبتمبر الشهر الماضي، ما جعل المغرب لا يطلب المساعدة الدولية إلا في نطاق ضيق جداً عبر الاستعانة بآلات تقنية محددة في دول قليلة، وتم تجاوز صدمة الزلزال وما خلفه من آثار باقتدار نتج عن التخطيط السليم وإنشاء إدارة أزمات على أسس علمية وعملية.
نحن في الكويت لدينا من الإمكانات المادية والبشرية ما يجعلنا نقوم بإنشاء إدارة أزمات لمواجهة ما قد يحدث مستقبلاً وما يعلمه إلا الله عز وجل من كوارث.
الغزو العراقي فاجأنا ولم نكن مستعدين له ولكن الصامدين من أهل الكويت قاموا بإدارة تلك الأزمة باقتدار، وكان المخطط الوحيد الذي قامت عليه مواجهة تلك الكارثة هي حب الكويت، وتنادوا كمقاومة لحمل السلاح والقيام بعمليات بطولية مشهودة، وقام آخرون بإدارة مناطقهم واحتياجات السكان المعيشية بقدرة فائقة.
الكويت اليوم بحاجة ماسة جداً للقيام بإنشاء وحدة إدارة الأزمات وكيفية مواجهتها والتعامل معها وهذه مسؤولية الحكومة كاملة، إدارة الأزمات ليست غرفة عمليات يترأسها وزير أو وزيران في حدود إمكانية متواضعة دونما خطط ثابتة، الموضوع هنا هو قرار جاد ومدروس للعمل بصدق على هذا النوع من إدارة الطوارئ الكبرى وما يلزم من توفير إمكانات تقنية متطورة وكفاءات وطنية متخصصة في هذا المجال،
دمتم بخير.
jaberalhajri8@