تَراشُق ديبلوماسي أميركي – إيراني من فوق رأس بيروت
جنوب لبنان كأنه في «فوهة البركان»... تصعيد متدرّج ومواجهات متدحرجة
دخان قرب موقع عسكري إسرائيلي بعد قصف متبادل مع «حزب الله» (أ ف ب)
- «حزب الله» نفّذ عمليات متلاحقة و«كتائب القسام» في الميدان
- تقارير عن خسائر بشرية في الجيش الإسرائيلي وتوسيع رقعة استهدافاته لقرى لبنانية
- سقوط أجزاء من صاروخ بمقر الكتيبة الإندونيسية في «اليونيفيل»
- الجيش الإسرائيلي يدعو سكان المناطق الواقعة بعمق 9 كيلومترات من الحدود لالتزام الملاجئ
... كأنّه في «فوهةِ البركان». هكذا بدا الوضعُ في جنوب لبنان الذي شهد أمس أوسع تحريكٍ للجبهة، عملياتٍ من «حزب الله» و«كتائب القسام» وقَصفاً من إسرائيل وفق معادلةٍ «محسوبة» يُخشى ألّا تصمد طويلاً وتقوم على أن كسْر قواعد الاشتباك يماثله كَسْرٌ مضاد من «العيار نفسه»، ودائماً على خلفيةِ «الطوفان» الذي لم يَهدأ منذ 7 أكتوبر بين«حماس»وتل أبيب ويُنْذِر بأن يَجرفَ ساحاتٍ أخرى إلى حرب «وبعدي الطوفان».
وفيما كان الميدانُ يزدحم بالأخبار العاجلة عن استهدافاتٍ متلاحقة من جنوب لبنان، دشّنها «حزب الله» بإعلانِ «استهداف مركز تابع للجيش الإسرائيلي في مستوطنة شتولا وإصابة دبابة بالصواريخ الموجَّهة ما أدى إلى قتلى وجرحى»، وأعقبتْها عمليات متوالية دخلت على خطها «كتائب القسام» وشملت مناطق أخرى في الجليل الغربي وصولاً إلى نهاريا، بالتوازي مع ردّ إسرائيلي عنيف وغير مسبوق طاول العمق اللبناني وشمل البنية التحتية لـ «حزب الله» على الحدود، شخصتْ عيون بيروت على المسرح الديبلوماسي السياسي الذي كان يُسابِق «ساعة صفر» بدت وشيكة لبدء إسرائيل اجتياح بري لقطاع غزة... لن يكون بعده كما قبْله.
وبين الحركة المكوكية لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على الدول العربية قبل أن يعود إلى تل أبيب اليوم، و«ديبلوماسية الردع» بالمواقف التي يَعتمدها وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الذي بدا متحدثاً باسم «حزب الله» و«عنه»، لم يكن ممكناً الجزم بأي اتجاهاتٍ للصراع المتفجّر ما خلا أن المنطقة برمّتها ولبنان في مقدّمها على شفير إما الانفجار الكبير وإما معطى مفاجئ يوقف تَدَحْرج كرة النار، وهو ما يتطّلب واحدا من أمرين:
* تَوازن رعب ولكن تَمْضي معه تل أبيب في استراتيجية «الأرض المحروقة» في غزة والتي لم تعد تُقرأ عربياً إلا على أنها تنطوي على تصفية للقضية الفلسطينية.
* أو ترتيبٍ سريع لمسارٍ تَفاوُضي يحيي قواعد حل القضية الفلسطينية وفق مرتكزات «الدولتين والسلام العادل والشامل» ويضع الجميع على الطاولة، وهو ما يصعب استشرافُه في هذه المرحلة المبكّرة التي مازالت اسرائيل لا ترى فيها إلا الميدان ليس لاستعادة الردع فقط بل لضمان ألا يتكرر ثانية «11 سبتمبر الإسرائيلي» الذي حَفَر عميقاً في سكانها ومستوطنيها، وساهمت البروباغندا التي اعتمدتْها تل أبيب في سياق المزيد من «شيْطنة حماس" ووسْمها بـ «داعش غزة» في ترسيخ نتائجه النفسية المدمّرة أكثر، وهو ما يعكس أن تل أبيب اتخذت قرارَ «استئصال الخطر» بعدما تحوّل في أصله كما«وهجه»وجودياً لكيانها الذي يشكل شعبها وشعوره بالأمان ركيزتَه الرئيسية.
من هنا، كانت بيروت ترصد على مدار الساعة حركة السفن الحربية والعسكرية متعددة الجنسية في اتجاه المنطقة، والأهم انطلاق حاملة الطائرات «يو إس إس أيزنهاور» الى شرق المتوسط لتلتحق بـ «جيرالد ر. فورد» على وقع تأكيد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أنها «لردع الأعمال العدائية ضد إسرائيل أو أي جهود لتوسيع هذه الحرب»، بالتوازي مع إعلان مستشار الأمن القومي جيك سوليفان أنَّ«واشنطن قلقة في شأن القوات التي تعمل بالوكالة خاصة حزب الله وإيران».
وفي حين كان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت يحذر «حزب الله» على قاعدة «إذا لجمتم أنفسكم فنحن سنفعل ذلك أيضاً وهذه الحرب قاتلة وستغير واقع المنطقة للأبد»، مضى عبداللهيان في رفْع منسوب التهديد بـ«إن لم ينجح وقف العدوان على غزة فاتساع جبهات الحرب غير مستبعد ويزداد احتماله كل ساعة»، كاشفاً أن «السيناريوهات جميعها طرحت على الطاولة خلال لقائي في لبنان الأمين العام للحزب الله حسن نصر الله»، ومشدداً على أنّ «حزب الله»حدّد مراحل الخطوط الحمراء كلها ويتخذ الإجراءات المناسبة، في كل مرحلة، وصولاً لتحذيره من أنّه في حال اتساع نطاق الحرب «فإن خسائر فادحة ستلحق بالولايات المتحدة أيضاً».
وجاء استعداد الولايات المتحدة لإجلاء رعاياها في إسرائيل إلى قبرص بحراً اليوم، بالتوازي مع تحذير الحكومة الألمانية مواطنيها الراغبين في التوجه إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية ولبنان «بسبب تصاعد العنف في المنطقة إثر هجمات حماس على إسرائيل» معلنة أنها «ستبذل كل ما في وسعها لمساعدة المواطنين الألمان الذين يريدون مغادرة إسرائيل والأراضي الفلسطينية»، ليعزّز المخاوف من أن إرجاء العملية البرية على غزة يرتبط بإكمال عناصر الردع من جهةٍ وإخراج رعايا أجانب من الدولة العبرية من جهة أخرى، وهو ما جَعَلَ التدهور الأوسع على الجبهة اللبنانية أمس يُقرأ في الإطار نفسه.
وبعد نهارٍ بالغ السخونة على مساحة واسعة من الحدود اللبنانية - الإسرائيلية ترافق مع حديثِ القناة 12 الإسرائيلية عن أن «حزب الله رفع رأسه كثيراً وحان الوقت لقطع رأس الأفعى»، أعلن الحزب عصر أمس أنه «في مواصلةٍ للردّ على قتل وجرح الصحافيين في بلدة علما الشعب (الجمعة) والمدنيين في بلدة شبعا (السبت حيث قُتل لبنانيان)، قام مجاهدو المقاومة الإسلامية عصر الأحد بمهاجمة ثكنة حانيتا الصهيونية بالصواريخ الموجّهة، ما أدى إلى إصابة دبابتين من نوع ميركافا وناقلة جند مجنزرة وسقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف جيش العدو».
في موازاة ذلك، وعلى وقع تقارير عن اشتباكات عنيفة في مستوطنة كريات شمونة بين الجيش الاسرائيلي ومقاتلين تسلّلوا من لبنان قبل أن يتم لاحقاً نفي حصول أي اقتحام، أكدت «كتائب القسام» قصف مستوطنتي شلومي ونهاريا ومحيطهما بـ 20 صاروخاً «رداً على جرائم الجيش الإسرائيلي بحق أهلنا في غزة»، وذلك غداة تبنيها عمليتي تسلل نفذتا، الجمعة والسبت، من لبنان نحو إسرائيل، وإعلانها أن ثلاثة من مقاتليها سقطوا بعدما تمكنوا من«النفاذ داخل»إسرائيل.
وفي الوقت نفسه كانت قناة «المنار» التابعة لـ«حزب الله» تتحدث عن استهداف (عصراً) موقع المطلة الإسرائيلي بالرشقات الصاروخية الكثيفة من 3 اتجاهات وكذلك منطقة مسكافعام، ليعلن الحزب أنه هاجم جلّ العلام وبركة ريشا وموقع راميا وموقع المنارة وموقع العباد بالأسلحة المناسبة والمباشرة، وذلك بالتوازي مع إعلان الجيش الاسرائيلي أن طائراته «تستهدف البنية التحتية العسكرية لحزب الله في لبنان».
وسبق ذلك تأكيد وسائل إعلام عبرية إصابة خمسة جنود إسرائيليين بهجوم صاروخي على موقع للجيش في حانيتا بالجليل الغربي، بعدما اعترف جيش الاحتلال بمقتل جندي وإصابة 3 آخَرين بجراح عقب استهدافهم بصاروخ «كورنيت» على الحدود مع لبنان.
وكان «حزب الله»، الذي نعى أمس مقاتلاً ثانياً سقط في الساعات الـ 24 الأخيرة، أعلن صباحاً أنه «في سياق الرد على الاعتداءات الإسرائيلية التي استهدفت الصحافيين وأدت لاستشهاد الصحافي عصام العبدالله وجرح عدد من الصحافيين وأيضاً القصف الذي أدى إلى إصابة منزل في شبعا وأدى إلى استشهاد لمواطنين خليل أسعد علي هاشم و رباد حسين العاكوم، قامت مجموعة الشهيدين علي يوسف علاء الدين وحسين كمال المصري صباح الأحد باستهداف مركز لجيش العدو الصهيوني في منطقة شتولا بالصواريخ الموجهة ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات بين قتيل وجريح».
وأضاف أنه تم استهداف بالصواريخ الموجهة دبابة «ميركافا» في موقع الراهب على الحدود ما أدى إلى إصابتها إصابة مباشرة ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح.
من جهته، قام الجيش الإسرائيلي الذي دعا السكان في المناطق الواقعة بعمق 9 كيلومترات من الحدود مع لبنان لالتزام الملاجئ، بقصف مناطق لبنانية واسعة في ظل معلومات عن سقوط أجزاء من صاروخ في مقر الكتيبة الإندونيسية العاملة في «اليونيفيل» وسط تقارير عن أنه كان قد أطلق من الأراضي اللبنانية باتجاه إسرائيل، في مقابل تقارير أخرى عن أنه قد يكون من بقايا صاروخ من«القبة الحديدية».
وسبق ذلك استهداف الجيش الإسرائيلي المنطقة القريبة من الحدود عند أطراف بلدة بليدا بعدد من القذائف، وقصفه أطراف ميس الجبل وعيتا الشعب ورميش ومحيط بلدة الضهيرة وبلدات أخرى بدأت تشملها القذائف ابتداء من عصر أمس.
وعلى وقع التطورات المتدحرجة برز استقبال المدير العام السابق للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم، الذي لطالما اضطلع بأدوار تفاوض ووساطات في ملفات حساسة كالأسرى وسواها، السفيرة الأميركية دوروثي شيا «وعرضا تصاعد التطورات العسكرية على الحدود اللبنانية الفلسطينية كذلك الأعمال العسكرية بين إسرائيل وقطاع غزة».
وفيما كان الميدانُ يزدحم بالأخبار العاجلة عن استهدافاتٍ متلاحقة من جنوب لبنان، دشّنها «حزب الله» بإعلانِ «استهداف مركز تابع للجيش الإسرائيلي في مستوطنة شتولا وإصابة دبابة بالصواريخ الموجَّهة ما أدى إلى قتلى وجرحى»، وأعقبتْها عمليات متوالية دخلت على خطها «كتائب القسام» وشملت مناطق أخرى في الجليل الغربي وصولاً إلى نهاريا، بالتوازي مع ردّ إسرائيلي عنيف وغير مسبوق طاول العمق اللبناني وشمل البنية التحتية لـ «حزب الله» على الحدود، شخصتْ عيون بيروت على المسرح الديبلوماسي السياسي الذي كان يُسابِق «ساعة صفر» بدت وشيكة لبدء إسرائيل اجتياح بري لقطاع غزة... لن يكون بعده كما قبْله.
وبين الحركة المكوكية لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على الدول العربية قبل أن يعود إلى تل أبيب اليوم، و«ديبلوماسية الردع» بالمواقف التي يَعتمدها وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الذي بدا متحدثاً باسم «حزب الله» و«عنه»، لم يكن ممكناً الجزم بأي اتجاهاتٍ للصراع المتفجّر ما خلا أن المنطقة برمّتها ولبنان في مقدّمها على شفير إما الانفجار الكبير وإما معطى مفاجئ يوقف تَدَحْرج كرة النار، وهو ما يتطّلب واحدا من أمرين:
* تَوازن رعب ولكن تَمْضي معه تل أبيب في استراتيجية «الأرض المحروقة» في غزة والتي لم تعد تُقرأ عربياً إلا على أنها تنطوي على تصفية للقضية الفلسطينية.
* أو ترتيبٍ سريع لمسارٍ تَفاوُضي يحيي قواعد حل القضية الفلسطينية وفق مرتكزات «الدولتين والسلام العادل والشامل» ويضع الجميع على الطاولة، وهو ما يصعب استشرافُه في هذه المرحلة المبكّرة التي مازالت اسرائيل لا ترى فيها إلا الميدان ليس لاستعادة الردع فقط بل لضمان ألا يتكرر ثانية «11 سبتمبر الإسرائيلي» الذي حَفَر عميقاً في سكانها ومستوطنيها، وساهمت البروباغندا التي اعتمدتْها تل أبيب في سياق المزيد من «شيْطنة حماس" ووسْمها بـ «داعش غزة» في ترسيخ نتائجه النفسية المدمّرة أكثر، وهو ما يعكس أن تل أبيب اتخذت قرارَ «استئصال الخطر» بعدما تحوّل في أصله كما«وهجه»وجودياً لكيانها الذي يشكل شعبها وشعوره بالأمان ركيزتَه الرئيسية.
من هنا، كانت بيروت ترصد على مدار الساعة حركة السفن الحربية والعسكرية متعددة الجنسية في اتجاه المنطقة، والأهم انطلاق حاملة الطائرات «يو إس إس أيزنهاور» الى شرق المتوسط لتلتحق بـ «جيرالد ر. فورد» على وقع تأكيد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أنها «لردع الأعمال العدائية ضد إسرائيل أو أي جهود لتوسيع هذه الحرب»، بالتوازي مع إعلان مستشار الأمن القومي جيك سوليفان أنَّ«واشنطن قلقة في شأن القوات التي تعمل بالوكالة خاصة حزب الله وإيران».
وفي حين كان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت يحذر «حزب الله» على قاعدة «إذا لجمتم أنفسكم فنحن سنفعل ذلك أيضاً وهذه الحرب قاتلة وستغير واقع المنطقة للأبد»، مضى عبداللهيان في رفْع منسوب التهديد بـ«إن لم ينجح وقف العدوان على غزة فاتساع جبهات الحرب غير مستبعد ويزداد احتماله كل ساعة»، كاشفاً أن «السيناريوهات جميعها طرحت على الطاولة خلال لقائي في لبنان الأمين العام للحزب الله حسن نصر الله»، ومشدداً على أنّ «حزب الله»حدّد مراحل الخطوط الحمراء كلها ويتخذ الإجراءات المناسبة، في كل مرحلة، وصولاً لتحذيره من أنّه في حال اتساع نطاق الحرب «فإن خسائر فادحة ستلحق بالولايات المتحدة أيضاً».
وجاء استعداد الولايات المتحدة لإجلاء رعاياها في إسرائيل إلى قبرص بحراً اليوم، بالتوازي مع تحذير الحكومة الألمانية مواطنيها الراغبين في التوجه إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية ولبنان «بسبب تصاعد العنف في المنطقة إثر هجمات حماس على إسرائيل» معلنة أنها «ستبذل كل ما في وسعها لمساعدة المواطنين الألمان الذين يريدون مغادرة إسرائيل والأراضي الفلسطينية»، ليعزّز المخاوف من أن إرجاء العملية البرية على غزة يرتبط بإكمال عناصر الردع من جهةٍ وإخراج رعايا أجانب من الدولة العبرية من جهة أخرى، وهو ما جَعَلَ التدهور الأوسع على الجبهة اللبنانية أمس يُقرأ في الإطار نفسه.
وبعد نهارٍ بالغ السخونة على مساحة واسعة من الحدود اللبنانية - الإسرائيلية ترافق مع حديثِ القناة 12 الإسرائيلية عن أن «حزب الله رفع رأسه كثيراً وحان الوقت لقطع رأس الأفعى»، أعلن الحزب عصر أمس أنه «في مواصلةٍ للردّ على قتل وجرح الصحافيين في بلدة علما الشعب (الجمعة) والمدنيين في بلدة شبعا (السبت حيث قُتل لبنانيان)، قام مجاهدو المقاومة الإسلامية عصر الأحد بمهاجمة ثكنة حانيتا الصهيونية بالصواريخ الموجّهة، ما أدى إلى إصابة دبابتين من نوع ميركافا وناقلة جند مجنزرة وسقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف جيش العدو».
في موازاة ذلك، وعلى وقع تقارير عن اشتباكات عنيفة في مستوطنة كريات شمونة بين الجيش الاسرائيلي ومقاتلين تسلّلوا من لبنان قبل أن يتم لاحقاً نفي حصول أي اقتحام، أكدت «كتائب القسام» قصف مستوطنتي شلومي ونهاريا ومحيطهما بـ 20 صاروخاً «رداً على جرائم الجيش الإسرائيلي بحق أهلنا في غزة»، وذلك غداة تبنيها عمليتي تسلل نفذتا، الجمعة والسبت، من لبنان نحو إسرائيل، وإعلانها أن ثلاثة من مقاتليها سقطوا بعدما تمكنوا من«النفاذ داخل»إسرائيل.
وفي الوقت نفسه كانت قناة «المنار» التابعة لـ«حزب الله» تتحدث عن استهداف (عصراً) موقع المطلة الإسرائيلي بالرشقات الصاروخية الكثيفة من 3 اتجاهات وكذلك منطقة مسكافعام، ليعلن الحزب أنه هاجم جلّ العلام وبركة ريشا وموقع راميا وموقع المنارة وموقع العباد بالأسلحة المناسبة والمباشرة، وذلك بالتوازي مع إعلان الجيش الاسرائيلي أن طائراته «تستهدف البنية التحتية العسكرية لحزب الله في لبنان».
وسبق ذلك تأكيد وسائل إعلام عبرية إصابة خمسة جنود إسرائيليين بهجوم صاروخي على موقع للجيش في حانيتا بالجليل الغربي، بعدما اعترف جيش الاحتلال بمقتل جندي وإصابة 3 آخَرين بجراح عقب استهدافهم بصاروخ «كورنيت» على الحدود مع لبنان.
وكان «حزب الله»، الذي نعى أمس مقاتلاً ثانياً سقط في الساعات الـ 24 الأخيرة، أعلن صباحاً أنه «في سياق الرد على الاعتداءات الإسرائيلية التي استهدفت الصحافيين وأدت لاستشهاد الصحافي عصام العبدالله وجرح عدد من الصحافيين وأيضاً القصف الذي أدى إلى إصابة منزل في شبعا وأدى إلى استشهاد لمواطنين خليل أسعد علي هاشم و رباد حسين العاكوم، قامت مجموعة الشهيدين علي يوسف علاء الدين وحسين كمال المصري صباح الأحد باستهداف مركز لجيش العدو الصهيوني في منطقة شتولا بالصواريخ الموجهة ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات بين قتيل وجريح».
وأضاف أنه تم استهداف بالصواريخ الموجهة دبابة «ميركافا» في موقع الراهب على الحدود ما أدى إلى إصابتها إصابة مباشرة ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح.
من جهته، قام الجيش الإسرائيلي الذي دعا السكان في المناطق الواقعة بعمق 9 كيلومترات من الحدود مع لبنان لالتزام الملاجئ، بقصف مناطق لبنانية واسعة في ظل معلومات عن سقوط أجزاء من صاروخ في مقر الكتيبة الإندونيسية العاملة في «اليونيفيل» وسط تقارير عن أنه كان قد أطلق من الأراضي اللبنانية باتجاه إسرائيل، في مقابل تقارير أخرى عن أنه قد يكون من بقايا صاروخ من«القبة الحديدية».
وسبق ذلك استهداف الجيش الإسرائيلي المنطقة القريبة من الحدود عند أطراف بلدة بليدا بعدد من القذائف، وقصفه أطراف ميس الجبل وعيتا الشعب ورميش ومحيط بلدة الضهيرة وبلدات أخرى بدأت تشملها القذائف ابتداء من عصر أمس.
وعلى وقع التطورات المتدحرجة برز استقبال المدير العام السابق للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم، الذي لطالما اضطلع بأدوار تفاوض ووساطات في ملفات حساسة كالأسرى وسواها، السفيرة الأميركية دوروثي شيا «وعرضا تصاعد التطورات العسكرية على الحدود اللبنانية الفلسطينية كذلك الأعمال العسكرية بين إسرائيل وقطاع غزة».