القنوات العربية «سقطت» في اختبار غزة
صالح الدويخ
تاريخٌ حافل بالصراعات والتوترات يربط الدول العربية والإسلامية بالكيان الصهيوني. في هذا السياق، أثبتت وسائل الإعلام أنها أحد أهم الأسلحة في مواجهة العدو، حيث تعكس القوة الناعمة والوسيلة الفعالة لنقل الحقائق وتشكيل الرأي العام، وهذا ما كانت تقوم به أهم المنابر الإعلامية في الوطن العربي التي لا تخضع لآليات الإعلام التقليدي.
إلا أن هذا الدور للأسف تراجع في رصد ما يحدث أخيراً في غزة، فلم نرَ توجيه الضوء على الظلم والانتهاكات الذي يمارسه العدو الصهيوني ضد الفلسطينيين بالشكل المطلوب، سواء عبر الصور والتقارير والشهادات، والمطلوب تشكيل الرأي العام الدولي في شأن الصهيونية والصراع في الشرق الأوسط من خلال الحملات الإعلامية والتوجيه السياسي نحو دعم حقوق الشعب الفلسطيني ورفض الاستيطان والعنف.
الإعلام السياسي يمكن أن يسهم في تحديد القضايا السياسية المهمة وتصدرها، ويمكن لوسائل الإعلام أن ترفع بعض القضايا إلى الواجهة وتضعها على أجندة السياسة الوطنية والدولية.
فلا يمكن أن ننسى دور بعض القنوات في فترة الربيع العربي وأثرها في التغيير، بغض النظر إن كان الوضع الحالي جيداً أو الأسوأ.
لذلك، فقدنا هذا التأثير ورسبت هذه القنوات في الاختبار، فجميعها تعرض القصف وما يتبعه من دمار، لكن أين جانب التأثير ما لم تكن هناك أيضاً آراء لمقدمي البرامج ونشرات الأخبار وعدم اقتصار هذا الأمر على تصريحات المتخصصين الذين تكررت آراؤهم وأصبحت مملة بين استنكار وإدانة منذ ستين عاماً مضت.
دور الإعلام السياسي المؤثر في صياغة سياسات الغرب لا يمكن أن يُستهان به، فهو يساهم في تحقيق التغييرات السياسية والاجتماعية، وفهم هذا الدور واستغلاله بشكل إيجابي يعد أمراً بالغ الأهمية للمستقبل السياسي للعرب إذا كان الهدف فعلاً الوقوف جنباً إلى جنب مع أهلنا في فلسطين.
نهاية المطاف: إذا كنت تريد أن تكسب أحداً لقضيتك، فعليك أولاً أن تقنعه بأنك صديقه... فهل التطبيع هو الحل؟!