وجّهت ضربة لإسرائيل تتجاوز ما اعتادت عليه

هجوم «حماس» المفاجئ «نقطة تحوّل» في الصراع... وتداعياته بعيدة المدى

عناصر من «حماس» تقتحم السياج الحدودي مع إسرائيل السبت الماضي
عناصر من «حماس» تقتحم السياج الحدودي مع إسرائيل السبت الماضي
تصغير
تكبير

- الحركة تُدرك أنّ الحرب القادمة قد تكون «حرباً وجودية»
يرى محللون، أن الهجوم الذي بدأته حركة «حماس» على إسرائيل، السبت، «نقطة تحول في الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي وستكون له تداعيات بعيدة المدى».
وقال الباحث البارز في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب (INSS)، كوبي مايكل، لشبكة «سي إن إن» إن «الأمور ستتغير إلى الأبد».
وأضاف أنه لا يوجد شيء في التاريخ الإسرائيلي يقارن بهذا الهجوم.

وتابع مايكل، الذي شغل سابقاً منصب نائب المدير العام ورئيس المكتب الفلسطيني في وزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية، لـ «سي إن إن»، إن «حماس لن تكون الحركة نفسها التي عرفناها منذ سنوات».
ومن خلال القيام بضربتها النوعية، كان الهدف الأساسي لـ «حماس» هو إحداث تغيير جذري في الوضع الراهن، وفق الخبراء.
وقال الزميل البارز في معهد الشرق الأوسط ومدير برنامجه حول فلسطين والشؤون الإسرائيلية - الفلسطينية، خالد الجندي، إن أحد الأهداف هو إعادة القضية الفلسطينية إلى جدول الأعمال الإقليمي والدولي.
واعتبر أن «حماس نجحت إلى حد ما في تحقيق هدفها المتمثل في إعادة الاهتمام إلى القضية الفلسطينية».
ويرى محللون أن التنظيم ربما يحاول أيضاً «تحطيم أي مفاهيم حول قدراته العسكرية».
وقال زميل مجلس الشرق الأوسط للشؤون العالمية الذي يركز على الشؤون الفلسطينية، عمر الرحمن، إن «حماس وجهت ضربة لإسرائيل تتجاوز ما اعتادت عليه».
واعتبر أن تكتيكات الصدمة التي تتبعها «حماس» هي إعلان أنه «يجب أن تؤخذ الحركة على محمل الجد بشكل أكبر».
والاثنين، أعلن الجيش الإسرائيلي ان الحركة «احتجزت عشرات الرهائن».
وهددت بأنها ستبدأ في إعدام مدني إسرائيلي واحد، مقابل كل قصف جديد على منازل المدنيين من دون إنذار مسبق.
وكانت «حماس»، التي تسيطر على قطاع غزة، أكدت أن أربعة مختطفين لديها قتلوا جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأشار خبراء إلى أن عدد الرهائن المحتجزين، وحقيقة أن العديد منهم من المدنيين، «يظهر أن حماس تسعى إلى ما هو أكثر بكثير من مجرد تبادل للأسرى».
وفي حالة اختطاف سابقة، قامت إسرائيل بمقايضة أكثر من 1000 أسير مقابل رهينة إسرائيلية واحدة.
وقال الرحمن إن العدد الكبير من الرهائن والمختطفين يؤكد أن «هذه ليست عملية عسكرية قصيرة الأمد سوف تتلاشى وتُنسى، ولكن لها آثار سياسية طويلة المدى».
حرب دعائية
وكجزء من حملتها في الهجوم على إسرائيل، أنتجت «حماس» مقاطع فيديو دعائية توثق هجومها على إسرائيل خطوة بخطوة.
وفي بعض مقاطع الفيديو، ارتدى مقاتلوها كاميرات شخصية لتصوير العمليات أثناء اختراقهم التحصينات الإسرائيلية وشوهدوا وهم يرتدون زي الكوماندوس.
ويقول محللون إن «هذا هو المفتاح للحرب الدعائية التي تشنها الحركة، وهو ما يخدم عدداً من الأهداف».
ورأى الجندي ان الهدف من ذلك، من ناحية، هو «بث الخوف» بين الجمهور الإسرائيلي، والإشارة إلى أن قادتهم لا يستطيعون الحفاظ على سلامتهم.
وسيكون ذلك بمثابة صدمة لأن «الإسرائيليين يفتخرون بشدة بجيشهم وقدراتهم الاستخباراتية»، وفق الجندي.
ومن ناحية أخرى، فهي دعاية موجهة إلى «الداخل الفلسطيني».
وقد ظلت «حماس» عالقة منذ فترة طويلة في حرب سياسية مع السلطة الفلسطينية، التي تحكم الضفة الغربية وتشارك في التنسيق الأمني مع إسرائيل.
ويقول خبراء إن الهجوم واسع النطاق يُظهر أن الحركة تدرك أن الحرب القادمة قد تكون «حرباً وجودية».
وتابع مايكل ان «حماس لديها استراتيجية واضحة للغاية تعتمد على المنطق التنظيمي لصراع متعدد الجبهات».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي