إنهم يا علي يعلمون أنه الكتاب الأكثر فعالية على كوكب الأرض، وانه ممتد ومطلق ومترامي الأطراف والمعاني والأكثر جمالاً والأكثر نفعاً والأعلى واقعية والأنسب وجوداً والأرسخ حُجة والأروع سرداً وقصة.
الكتاب الوحيد على وجه الأرض الذي يُسمي العلم الذي يأخذ صاحبه لخرق الأخلاق... جاهلية.
كما أنك تعلم يا علي -والعلم عند الله - أنه الكتاب الذي يُقدم مفهوم المساواة والعدالة والحرية والمسؤولية والإنتاج والعمل بشكل مختلف عما هو معروض في سوق الأفكار والفلسفات ودكاكين حقوق الإنسان.
لا بد يا علي أن يحرقوه! ماذا تتوقع منهم أن يفعلوا غير ذلك؟... يريدون أن يطفئوا نوره.
ولن أقول لك إنه لو كان هذا الكتاب حياً في قلوبنا، لما تجرأ الفرنجة على حرقه، ولكني سأقول لك وفر طاقتك للذين ينخرون في الكتاب من الداخل، الذي غيروا خلق الله وسطحوا تعاليمه وألصقوا فيه تهم الإرهاب والعنف وعدم مناسبة السياق والزمن.
ذكرت مؤسسة الراند في بعض تقاريرها أن المسلم المعتدل هو الذي يدافع عن حقوق المرأة في العمل والتعليم والمشاركة السياسية.
وأن المسلم المعتدل ليس الذي يحارب ويتبرأ من تعدد الآلهة، ولكنه الذي يحارب ويتبرأ من تعدد الزوجات... وأن المسلم المعتدل لا يمانع جمع التوارة والإنجيل والقرآن في كتاب واحد، بل ويدعو إلى إقامة شعائر الكتب الثلاثة في مكان واحد.
ولكي أصدقك القول يا علي، فأنا لا أشعر بالغضب مما يحدث باستمرار من حرق لهذا الكتاب العظيم... فطالما كانت الجاهلية تحرق كل المختلف عنها ومعها... أشعلوا النار لكي يحرقوا إبراهيم، فخرج سالماً وأحسوا حرارتها في صدورهم... يحرقون القرآن، فيشتعلون غيظاً وهماً فوق هم... أما نحن فنعلم بأن لا أحد يستطيع أن يطفئ نور الله سواء بناره أو بأفواههم. وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله... أبتر.
moh1altwan@