إسدال الستار على «حلم الاستقلال»
جمهورية ناغورني كاراباخ... «تكتب نهايتها»
حافلة لاجئين تغادر ناغورني كاراباخ إلى أرمينيا (أ ف ب)
- فرار أكثر من نصف سكان كاراباخ... وباشينيان يتهم أذربيجان بـ «التطهير العرقي»
أعلنت جمهورية ناغورني كاراباخ، المعلنة من جانب واحد، أمس، أنها «ستزول من الوجود» في نهاية العام، بعدما منيت بهزيمة عسكرية من أذربيجان، دفعت أكثر من نصف سكانها إلى الفرار، منهية بذلك حلم الاستقلال.
وأصدر الزعيم الانفصالي للإقليم سامفيل شهرمانيان مرسوماً يأمل بحل كل مؤسسات الدولة، قائلاً إن ناغورني كاراباخ «ستزول من الوجود» اعتباراً من الأوّل من يناير 2024.
وصدر المرسوم بعد دقائق من إعلان يريفان فرار أكثر من 65 ألف شخص من الإقليم إلى أرمينيا.
ويبدو أن الستار أُسدل بذلك على واحد من أكثر «النزاعات المجمّدة» طولاً في العالم والذي بدت تسويته مستعصية، بحيث فشلت الإدارات الأميركية المتعاقبة على غرار المسؤولين الأوروبيين في حلّه في جولات متواصلة من المحادثات.
غير أن الإعلان فاقم الغضب في يريفان.
واتّهم رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، أمس، أذربيجان بتنفيذ حملة «تطهير عرقي»، مؤكداً أنه لن يبقى أي أرمن في الإقليم «في الأيام المقبلة».
وقال «يشكّل ذلك تطهيراً عرقياً حذّرنا المجتمع الدولي منه منذ مدة طويلة».
وانتهى الهجوم الأذربيجاني الخاطف بهدنة في 20 سبتمبر الجاري، تعهّد فيها الانفصاليون الأرمن بتسليم أسلحتهم والدخول في محادثات بهدف «إعادة دمج» ناغورني كاراباخ.
وأُجريت جولتان من المحادثات، فيما عملت القوات الأذربيجانية بشكل منهجي مع قوات حفظ السلام الروسية على جمع أسلحة الانفصاليين ودخول بلدات ظلّت خارجة عن سيطرة باكو منذ القتال الأول بين الطرفين في المنطقة في التسعينات.
وبدأت القوات الأذربيجانية تقترب من أطراف ستيباناكيرت التي كان يعتبرها الانفصاليون الأرمن «عاصمتهم».
وأفاد المرسوم الذي أصدره شهرمانيان من ستيباناكيرت، بأن على السكان أن «يتعرفوا على شروط إعادة الاندماج» التي طرحتها باكو واتّخاذ «قرار فردي ومستقل» في شأن إن كانوا سيبقون.
«تطهير عرقي»
والأحد، أعادت أذربيجان فتح الطريق الوحيد الرابط بين ناغورني كاراباخ وأرمينيا، وهو ممر لاتشين الذي تحرسه قوات حفظ سلام روسية، بعد أربعة أيام على موافقة الانفصاليين على إلقاء سلاحهم وتفكيك جيشهم.
مذاك الحين، توافد عشرات الآلاف مع أغراضهم وسياراتهم باتجاه أرمينيا.
وأمس، قال باشينيان لأعضاء حكومته إن «تهجير الأرمن من ناغورني كارباخ متواصل».
وأضاف «يظهر تحليلنا بأنه لن يبقى هناك أرمن في ناغورني كاراباخ. يشكّل ذلك تطهيراً عرقياً حذّرنا المجتمع الدولي منه منذ مدة طويلة».
وقالت الناطقة باسم الحكومة الأرمينية ناظلي باغداساريان في بيان إنه بحلول صباح أمس، «عبر 65036 شخصا نزحوا قسراً الحدود إلى أرمينيا».
ويقدّر بأن نحو 120 ألف أرمني كانوا يقطنون الإقليم قبل هجوم باكو.
لكن وزارة الخارجية الاذربيجانية دعت «السكان الأرمن إلى عدم مغادرة منازلهم وإلى أن يصبحوا جزءاً من مجتمع أذربيجان متعدد الاثنيات».
وفي موسكو، أعلن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أنه «أخذ علماً» بحلّ السلطات الانفصالية نفسها.
وأشار إلى أنه «لا يرى سبباً» يدعو الأرمن للفرار من المنطقة.
وأعلن الجيب الانفصالي، ذو الغالبية الأرمينية الذي ألحقته السلطات السوفياتية بأذربيجان عام 1921، استقلاله من جانب واحد عام 1991.
وشهدت المنطقة حربين بين الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين أذربيجان وأرمينيا، الأولى من 1988 إلى 1994 (30 ألف قتيل) والأخرى في خريف 2020 (6500 قتيل).
وكانت أذربيجان وافقت على السماح للانفصاليين الذين يلقون أسلحتهم بالمغادرة إلى أرمينيا بموجب اتفاقية لوقف إطلاق النار تم التوصل إليها الأربعاء الماضي.
غير أن مصدراً حكومياً أذربيجانياً قال لـ «فرانس برس»، إن حرس الحدود يبحثون أيضاً عن أشخاص متهمين بارتكاب «جرائم حرب» يتعين أن يمثلوا أمام المحاكمة.
وأمرت محكمة أذربيجانية، أمس، بوضع الزعيم الانفصالي السابق روبن فاردانيان قيد الحبس الاحتياطي عقب اتهامه بتمويل الإرهاب وارتكاب جرائم أخرى.
وقضت محكمة في باكو باعتقال فاردانيان، رجل الأعمال الذي قاد الحكومة الانفصالية في الإقليم من نوفمبر 2022 لغاية فبراير هذا العام، ووضعه في الحبس الاحتياطي لأربعة أشهر.
وتحمل الاتهامات عقوبة بالسجن قد تصل إلى 14 عاماً.
وأصدر الزعيم الانفصالي للإقليم سامفيل شهرمانيان مرسوماً يأمل بحل كل مؤسسات الدولة، قائلاً إن ناغورني كاراباخ «ستزول من الوجود» اعتباراً من الأوّل من يناير 2024.
وصدر المرسوم بعد دقائق من إعلان يريفان فرار أكثر من 65 ألف شخص من الإقليم إلى أرمينيا.
ويبدو أن الستار أُسدل بذلك على واحد من أكثر «النزاعات المجمّدة» طولاً في العالم والذي بدت تسويته مستعصية، بحيث فشلت الإدارات الأميركية المتعاقبة على غرار المسؤولين الأوروبيين في حلّه في جولات متواصلة من المحادثات.
غير أن الإعلان فاقم الغضب في يريفان.
واتّهم رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، أمس، أذربيجان بتنفيذ حملة «تطهير عرقي»، مؤكداً أنه لن يبقى أي أرمن في الإقليم «في الأيام المقبلة».
وقال «يشكّل ذلك تطهيراً عرقياً حذّرنا المجتمع الدولي منه منذ مدة طويلة».
وانتهى الهجوم الأذربيجاني الخاطف بهدنة في 20 سبتمبر الجاري، تعهّد فيها الانفصاليون الأرمن بتسليم أسلحتهم والدخول في محادثات بهدف «إعادة دمج» ناغورني كاراباخ.
وأُجريت جولتان من المحادثات، فيما عملت القوات الأذربيجانية بشكل منهجي مع قوات حفظ السلام الروسية على جمع أسلحة الانفصاليين ودخول بلدات ظلّت خارجة عن سيطرة باكو منذ القتال الأول بين الطرفين في المنطقة في التسعينات.
وبدأت القوات الأذربيجانية تقترب من أطراف ستيباناكيرت التي كان يعتبرها الانفصاليون الأرمن «عاصمتهم».
وأفاد المرسوم الذي أصدره شهرمانيان من ستيباناكيرت، بأن على السكان أن «يتعرفوا على شروط إعادة الاندماج» التي طرحتها باكو واتّخاذ «قرار فردي ومستقل» في شأن إن كانوا سيبقون.
«تطهير عرقي»
والأحد، أعادت أذربيجان فتح الطريق الوحيد الرابط بين ناغورني كاراباخ وأرمينيا، وهو ممر لاتشين الذي تحرسه قوات حفظ سلام روسية، بعد أربعة أيام على موافقة الانفصاليين على إلقاء سلاحهم وتفكيك جيشهم.
مذاك الحين، توافد عشرات الآلاف مع أغراضهم وسياراتهم باتجاه أرمينيا.
وأمس، قال باشينيان لأعضاء حكومته إن «تهجير الأرمن من ناغورني كارباخ متواصل».
وأضاف «يظهر تحليلنا بأنه لن يبقى هناك أرمن في ناغورني كاراباخ. يشكّل ذلك تطهيراً عرقياً حذّرنا المجتمع الدولي منه منذ مدة طويلة».
وقالت الناطقة باسم الحكومة الأرمينية ناظلي باغداساريان في بيان إنه بحلول صباح أمس، «عبر 65036 شخصا نزحوا قسراً الحدود إلى أرمينيا».
ويقدّر بأن نحو 120 ألف أرمني كانوا يقطنون الإقليم قبل هجوم باكو.
لكن وزارة الخارجية الاذربيجانية دعت «السكان الأرمن إلى عدم مغادرة منازلهم وإلى أن يصبحوا جزءاً من مجتمع أذربيجان متعدد الاثنيات».
وفي موسكو، أعلن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أنه «أخذ علماً» بحلّ السلطات الانفصالية نفسها.
وأشار إلى أنه «لا يرى سبباً» يدعو الأرمن للفرار من المنطقة.
وأعلن الجيب الانفصالي، ذو الغالبية الأرمينية الذي ألحقته السلطات السوفياتية بأذربيجان عام 1921، استقلاله من جانب واحد عام 1991.
وشهدت المنطقة حربين بين الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين أذربيجان وأرمينيا، الأولى من 1988 إلى 1994 (30 ألف قتيل) والأخرى في خريف 2020 (6500 قتيل).
وكانت أذربيجان وافقت على السماح للانفصاليين الذين يلقون أسلحتهم بالمغادرة إلى أرمينيا بموجب اتفاقية لوقف إطلاق النار تم التوصل إليها الأربعاء الماضي.
غير أن مصدراً حكومياً أذربيجانياً قال لـ «فرانس برس»، إن حرس الحدود يبحثون أيضاً عن أشخاص متهمين بارتكاب «جرائم حرب» يتعين أن يمثلوا أمام المحاكمة.
وأمرت محكمة أذربيجانية، أمس، بوضع الزعيم الانفصالي السابق روبن فاردانيان قيد الحبس الاحتياطي عقب اتهامه بتمويل الإرهاب وارتكاب جرائم أخرى.
وقضت محكمة في باكو باعتقال فاردانيان، رجل الأعمال الذي قاد الحكومة الانفصالية في الإقليم من نوفمبر 2022 لغاية فبراير هذا العام، ووضعه في الحبس الاحتياطي لأربعة أشهر.
وتحمل الاتهامات عقوبة بالسجن قد تصل إلى 14 عاماً.