إلينا بونينا المديرة التنفيذية لشركة Yandex... إحدى أكبر الشركات التقنية الروسية.
تركت منصبها وغادرت روسيا لأنها — على حد تعبيرها — لا تستطيع الإقامة في بلد يعيش في حالة حرب مع جيرانه. حتى الآن فإن كل شيء على ما يرام.
لكن الغريب والمضحك في الموضوع، أنها قد تركت روسيا وسافرت إلى الكيان الصهيوني لتستقر هناك.
هذا الخبر المضحك عزيزي القارئ غير حقيقي، ولكنه منطقي ويحمل مفارقة تشبه عالمنا المعاصر.
وإذا دخلت على كل المواقع الإخبارية، فلن تجد شركة تحمل هذا الأسم ولا مديرة تنفيذية اسمها «إلينا بونينا»...
وهو الاسم الذي جعلني أتشكك في صحة الخبر لأنه لا يصلح لمديرة تنفيذية بقدر ما يصلح لنجمة أفلام مخلة.
ومن واقع الأفلام المخلة أيضاً تذكرت وأنا أقرأ هذا الخبر، تقرير التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2022م والذي ذكر أكثر من 220 مرة في كل صفحات تقريره موضوع «الحرب على أوكرانيا» وكيف أنه كان أهم العوامل في إفشال تحقيق وصول كل دول العالم إلى أهدافها... فكل مجهودات الدول والحكومات والمجتمع المدني الذي يعمل بسذاجة وحسن نوايا... كلها «تسلل» ! بسبب الحرب على أوكرانيا!
ومن واقع «تسلل» الأهداف التنموية تذكرت آخر يوم في رمضان، وبعد أن أخذ الفطور مجراه في المعدة والدم، وأقيمت صلاة المغرب في البيوت، وأتم المصلون الصلاة وعادوا مسرعين لمتابعة مسلسل «جعفر العمدة» الذي لا يخبرهم بشيء... في هذا اليوم تحديداً تجلى العارف بالله مصطفى الوسيم محامي العائلة ومستشارها الشخصي، وبكل قلة الحيلة التي في العالم بعد أن شاهد جعفر العمدة يريد الزواج من أربعة نساء دفعة واحدة... همس قائلاً «الحياة في الرضا، وغاية الأمر ترك التلهف على ما فات، والقناعة كنزٌ لا يفنى».
ومن واقع «الرضا» والكنوز التي لا تفنى، فقد تذكرت أيضاً أنه مهما قيل في نشرات الأخبار وتعليق الإذاعة فإن أعضاء البرلمان سيئون للغاية في إجراء تحليل التكلفة أو العواقب عندما يكون إغراء المنفعة قوياً للغاية، ونكتشف ما نكتشفه للمرة والواحدة بعد الستين أننا لسنا طرفاً في تحقيق المكاسب، وأن بعضهم مثل واقع «إلينا بونينا» فلا تدري هل هي «نجمة شباك روسية» أم نكتة منطقية ولكنها غير حقيقية، وقيل لبهلول: عد لنا المجانين، فقال: هذا يطول، ولكني أعد العقلاء. وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله... أبتر.
moh1alatwan@