الخلاف الأوكراني - البولندي... «هدية» لروسيا ومصدر قلق لأوروبا
بوتين قد يكون المستفيد الأول من خلاف وارسو وكييف
يواجه الدعم الأوروبي لكييف اختباراً قوياً، في ظل الخلاف بين بولندا وأوكرانيا بسبب صادرات الحبوب، مما جعل الرئيس فولوديمير زيلينسكي يوجه انتقادات لوارسو من منصة الأمم المتحدة.
وذكر تحليل لشبكة «سي إن إن» الأميركية، أن الخلاف «أغضب كثيرين في أوروبا، وربما يكون بمثابة هدية لروسيا»، في وقت يبدو أن وارسو «قد توقف إرسال الأسلحة» إلى جارتها.
ودعا رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي، الجمعة، زيلينسكي إلى «عدم إهانة البولنديين»، بعدما قال الرئيس الأوكراني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، إن «كييف تعمل على الحفاظ على الطرق البرية لتصدير الحبوب، وأن المسرح السياسي لواردات الحبوب لا يساعد سوى موسكو».
واستدعت وزارة الخارجية، السفير الأوكراني في شأن تصريحات زيلينسكي.
لعبة انتخابات
وكان الاتحاد الأوروبي قرّر في مايو الماضي، حظر تصدير الحبوب الأوكرانية، لتجنب تهديدها بفعل السعر الرخيص للمزارعين في بولندا وسلوفاكيا والمجر، المجاورة لأوكرانيا.
لكن بروكسيل قررت تعليق هذا الحظر بوقت سابق هذا الشهر، مما أغضب الدول الثلاث.
يأتي ذلك في ظل اقتراب انتخابات وطنية في بولندا منتصف أكتوبر المقبل. وبحسب «سي إن إن»، فإن من المتوقع أن يتكبد فيها حزب «القانون والعدالة» الحاكم خسائر بفعل المزارعين الغاضبين.
وبذلك، من المنطقي أن تسعى الحكومة البولندية في الوقت الحالي إلى كسب ود المزارعين، بإبقاء الحظر الأوروبي على صادرات الحبوب.
وتطور الخلاف إلى نبرة حادة، حيث قال مورافيتسكي، الجمعة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي: «لم نعد نرسل أسلحة إلى أوكرانيا لأننا حاليا نُسلّح بولندا».
لكن هذا التصريح المتعلق بالأسلحة سرعان ما نفاه الرئيس أندريه دودا، الذي أكد أن كلمات مورافيتسكي تم تفسيرها «بأسوأ شكل ممكن»، واعدا باستمرار تزويد الجارة بالأسلحة.
وبحسب «سي إن إن»، فإن عددا من المسؤولين الأوروبيين وفي حلف «الناتو»، يرون أنه «لن يحدث تغيير كبير في السياسة البولندية بدعم أوكرانيا»، معتبرين أن المسألة كلها تتعلق بالانتخابات المقبلة.
وقال مسؤول أوروبي إن «بولندا لديها مصلحة قوية في فوز أوكرانيا بتلك الحرب، وإلا فسيكون عليها مواجهة عدوها اللدود (روسيا) بشكل مباشر، لكن ما يفعلونه الآن هو بسبب الانتخابات».
استغلال روسي
وتتمثل المخاوف في شأن تلك الأزمة، في أن بعض الدول التي تزود أوكرانيا بالأسلحة ربما تتخذ خطوة إلى الخلف بسبب التصريحات البولندية.
وأشار تحليل «سي إن إن» إلى أن «مسؤولين أوروبيين غاضبون بسبب احتمالية استغلال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هذه الأزمة في أغراض دعائية».
وكانت كييف أعلنت الأسبوع الماضي، تقديم شكاوى إلى منظمة التجارة العالمية ضد بولندا وسلوفاكيا والمجر، بسبب الحظر الذي فرضته هذه الدول على واردات الأغذية من أوكرانيا.
صادرات الحبوب الأوكرانية بلغ 3.12 مليون طن منذ بداية موسم 2023-2024
أثارت قرارات بولندا والمجر وسلوفاكيا بحظر واردات الحبوب الأوكرانية، «توترات عميقة» داخل الاتحاد الأوروبي، بعد أن تحدى الجناح الشرقي داخل الكتلة قرار بروكسيل رفع القيود على المنتجات الزراعية الأوكرانية، حسب ما نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال».
وقالت النائبة الأولى لرئيس الوزراء، يوليا سفيريدينكو، إن «أوكرانيا تعتبر مثل هذه القيود انتهاكاً للالتزامات الدولية لدول الاتحاد الأوروبي».
وأضافت في بيان على موقع حكومي على الإنترنت: «بالنسبة لنا فمن المهم للغاية إثبات أنّ الدول الأعضاء منفردة لا يمكنها حظر واردات السلع الأوكرانية. ولهذا السبب رفعنا دعاوى عبر منظمة التجارة العالمية».
وتابعت: «في الوقت نفسه، نأمل بأن تتراجع هذه الدول عن قيودها، ولن تكون هناك حاجة لنا لتسوية علاقاتنا في المحاكم على مدى فترة طويلة من الزمن. نحن بحاجة إلى التضامن معهم والدفاع عن مصالح المزارعين».
وأعلنت الدول الثلاث فرض قيود على واردات الحبوب الأوكرانية، بعد أن قررت المفوضية الأوروبية عدم تمديد حظرها على الواردات إلى الدول الخمس المجاورة لأوكرانيا في الاتحاد الأوروبي.
وعلّق الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، قائلاً إن موسكو «تعلم أن هناك توترات بين وارسو وكييف، وتتوقع زيادتها».
وتستغل موسكو ذلك الخلاف، في الترويج داخليا إلى فكرة «انقسام الغرب»، بحسب «سي إن إن»، من أجل زيادة الدعم لسياساتها الخارجية.
وذكر تحليل لشبكة «سي إن إن» الأميركية، أن الخلاف «أغضب كثيرين في أوروبا، وربما يكون بمثابة هدية لروسيا»، في وقت يبدو أن وارسو «قد توقف إرسال الأسلحة» إلى جارتها.
ودعا رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي، الجمعة، زيلينسكي إلى «عدم إهانة البولنديين»، بعدما قال الرئيس الأوكراني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، إن «كييف تعمل على الحفاظ على الطرق البرية لتصدير الحبوب، وأن المسرح السياسي لواردات الحبوب لا يساعد سوى موسكو».
واستدعت وزارة الخارجية، السفير الأوكراني في شأن تصريحات زيلينسكي.
لعبة انتخابات
وكان الاتحاد الأوروبي قرّر في مايو الماضي، حظر تصدير الحبوب الأوكرانية، لتجنب تهديدها بفعل السعر الرخيص للمزارعين في بولندا وسلوفاكيا والمجر، المجاورة لأوكرانيا.
لكن بروكسيل قررت تعليق هذا الحظر بوقت سابق هذا الشهر، مما أغضب الدول الثلاث.
يأتي ذلك في ظل اقتراب انتخابات وطنية في بولندا منتصف أكتوبر المقبل. وبحسب «سي إن إن»، فإن من المتوقع أن يتكبد فيها حزب «القانون والعدالة» الحاكم خسائر بفعل المزارعين الغاضبين.
وبذلك، من المنطقي أن تسعى الحكومة البولندية في الوقت الحالي إلى كسب ود المزارعين، بإبقاء الحظر الأوروبي على صادرات الحبوب.
وتطور الخلاف إلى نبرة حادة، حيث قال مورافيتسكي، الجمعة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي: «لم نعد نرسل أسلحة إلى أوكرانيا لأننا حاليا نُسلّح بولندا».
لكن هذا التصريح المتعلق بالأسلحة سرعان ما نفاه الرئيس أندريه دودا، الذي أكد أن كلمات مورافيتسكي تم تفسيرها «بأسوأ شكل ممكن»، واعدا باستمرار تزويد الجارة بالأسلحة.
وبحسب «سي إن إن»، فإن عددا من المسؤولين الأوروبيين وفي حلف «الناتو»، يرون أنه «لن يحدث تغيير كبير في السياسة البولندية بدعم أوكرانيا»، معتبرين أن المسألة كلها تتعلق بالانتخابات المقبلة.
وقال مسؤول أوروبي إن «بولندا لديها مصلحة قوية في فوز أوكرانيا بتلك الحرب، وإلا فسيكون عليها مواجهة عدوها اللدود (روسيا) بشكل مباشر، لكن ما يفعلونه الآن هو بسبب الانتخابات».
استغلال روسي
وتتمثل المخاوف في شأن تلك الأزمة، في أن بعض الدول التي تزود أوكرانيا بالأسلحة ربما تتخذ خطوة إلى الخلف بسبب التصريحات البولندية.
وأشار تحليل «سي إن إن» إلى أن «مسؤولين أوروبيين غاضبون بسبب احتمالية استغلال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هذه الأزمة في أغراض دعائية».
وكانت كييف أعلنت الأسبوع الماضي، تقديم شكاوى إلى منظمة التجارة العالمية ضد بولندا وسلوفاكيا والمجر، بسبب الحظر الذي فرضته هذه الدول على واردات الأغذية من أوكرانيا.
صادرات الحبوب الأوكرانية بلغ 3.12 مليون طن منذ بداية موسم 2023-2024
أثارت قرارات بولندا والمجر وسلوفاكيا بحظر واردات الحبوب الأوكرانية، «توترات عميقة» داخل الاتحاد الأوروبي، بعد أن تحدى الجناح الشرقي داخل الكتلة قرار بروكسيل رفع القيود على المنتجات الزراعية الأوكرانية، حسب ما نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال».
وقالت النائبة الأولى لرئيس الوزراء، يوليا سفيريدينكو، إن «أوكرانيا تعتبر مثل هذه القيود انتهاكاً للالتزامات الدولية لدول الاتحاد الأوروبي».
وأضافت في بيان على موقع حكومي على الإنترنت: «بالنسبة لنا فمن المهم للغاية إثبات أنّ الدول الأعضاء منفردة لا يمكنها حظر واردات السلع الأوكرانية. ولهذا السبب رفعنا دعاوى عبر منظمة التجارة العالمية».
وتابعت: «في الوقت نفسه، نأمل بأن تتراجع هذه الدول عن قيودها، ولن تكون هناك حاجة لنا لتسوية علاقاتنا في المحاكم على مدى فترة طويلة من الزمن. نحن بحاجة إلى التضامن معهم والدفاع عن مصالح المزارعين».
وأعلنت الدول الثلاث فرض قيود على واردات الحبوب الأوكرانية، بعد أن قررت المفوضية الأوروبية عدم تمديد حظرها على الواردات إلى الدول الخمس المجاورة لأوكرانيا في الاتحاد الأوروبي.
وعلّق الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، قائلاً إن موسكو «تعلم أن هناك توترات بين وارسو وكييف، وتتوقع زيادتها».
وتستغل موسكو ذلك الخلاف، في الترويج داخليا إلى فكرة «انقسام الغرب»، بحسب «سي إن إن»، من أجل زيادة الدعم لسياساتها الخارجية.