رأي قلمي

لا يساوي إلا ربعاً..!

إن فاعلية الإنسان تتعقد كلما تعقدت مصالحه، وزادت أعباء الطلب عليه، لأنّ الوقت هو الغلاف الشامل لكل أنشطة الإنسان، وهو من المحطات الرئيسة في تقويم أدائه وفعاليته، وهو من قبل ذلك ومن بعد حياة الإنسان بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، فضياع الوقت هو ضياع العمر، وإتلافه هو إتلاف لأعظم الثروات.

على الرغم من كثرة الآيات التي أقسم الله - تعالى - بها بالزمن وكثرة الأحاديث التي تحث على اغتنام الساعات وكثرة أقوال السلف وعظماء العالم في ضرورة الحفاظ على اللحظة الواحدة، إلا أن مجتمعاتنا تُعد نماذج مثالية لإتلاف الوقت وقتله في جميع الحقول، وعلى جميع المستويات. ومن الأسباب الرئيسة التي تجعل الأفراد يتلفون ويقتلون الوقت أن طبيعة مصادر الرزق تتحكم في أوقاتهم، فأكثر الناس يشتغلون في مهن وحِرف لا تعوّد الإنسان على الحرص على الوقت والالتزام به.

يذكر في بعض الإحصاءات أن الفرد من مواطني بعض الدول العربية لا يقضي في عمله سوى جزء يسير من يومه، وذلك لا يساوي إلا ربع المدة التي يقضيها المواطن الأميركي في العمل! فكيف يُمكننا أن نرتقي في بلدنا، إن لم نحرص ونلتزم ونحافظ على ساعات العمل الوظيفي. بعد رجوع الحياة المدرسية والوظيفية لوضعها الطبيعي، علينا أن نلتزم وننشغل بالإنتاجية والإنجاز الذي يحرّك عجلة التنمية للإمام، والنهوض بالبلد إلى مستويات الرقي والوصول إلى القمم.

M.alwohaib@gmail.com

mona_alwohaib@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي