الغالبية العظمى من المدنيين
الذخائر العنقودية توقع 916 ضحية في أوكرانيا عام 2022
سجلت أوكرانيا، أكثر من 900 ضحية، جراء انفجار ذخائر عنقودية العام الماضي، ليرتفع بذلك إلى مستوى قياسي عدد ضحايا هذه الذخائر في العالم.
وأفاد تحالف الذخائر العنقودية في تقريره السنوي، أمس، بان روسيا، ومنذ شنت الحرب على أوكرانيا في 24 فبراير 2022، استخدمت «على نطاق واسع» مخزونات من الذخائر العنقودية القديمة والذخائر المطورة حديثاً، كما استخدمت القوات الأوكرانية هذه الأسلحة «بدرجة أقل».
وأظهر التقرير أن أوكرانيا التي لم تسجل أي ضحايا بسبب الذخائر العنقودية لسنوات عدة، سجلت 916 قتيلاً وجريحاً جراء استخدام هذه الأسلحة في العام الماضي، معظمهم من المدنيين.
ومن ثم، شكل هؤلاء الضحايا الغالبية العظمى من 1172 قتيلاً وجريحاً هم ضحايا هذه الذخائر في 2022 عبر العالم، وهو أعلى رقم سنوي منذ بدأ التحالف في إصدار أرقام في عام 2010.
وقالت لورين بيرسي، التي شاركت في إعداد التقرير خلال مؤتمر صحافي، «هذا مهم جداً. هذا يعني أن العدد الإجمالي للضحايا كان أعلى مما كان عليه في ذروة النزاع في سورية، في عامي 2013 و2016، عندما تجاوز حينها أيضا 1000 ضحية».
نتجت 890 من الإصابات في أوكرانيا ومن بينها 294 وفاة عن هجمات باستخدام الذخائر العنقودية التي يمكن إلقائها من الطائرات أو إطلاقها من سلاح المدفعية قبل أن تنفجر في الجو وتنشر قنابل صغيرة تتشظى على نطاق واسع.
وتمتد مخاطر هذه الأسلحة إلى ما بعد إلقائها لأن الكثير منها لا ينفجر عند الاصطدام لتصير ألغاما أرضية يمكن أن تنفجر بعد سنوات من ذلك. وأصيب 26 من الضحايا المسجلين في أوكرانيا العام الماضي بمخلفات الذخائر العنقودية.
معظم الضحايا مدنيون
قالت بيرسي لـ «فرانس برس» في رسالة بالبريد الإلكتروني، إنه كما هي الحال عادة مع أسلحة كهذه، فإن «الغالبية العظمى من ضحايا الذخائر العنقودية في أوكرانيا كانوا من المدنيين».
كان 855 من الضحايا إي 93،3 في المئة، مدنيون، في حين أصيب أو قُتل 58 عسكريا وثلاثة من مزيلي الألغام، وفقا لبيانات التحالف.
وفي الوقت نفسه، أكدت بيرسي أن الكثير من الضحايا ربما لم يتم إحصاؤهم، متحدثة عن معلومات تشير إلى وقوع 51 هجوما آخر بالذخائر العنقودية على الأقل في عام 2022 لم يتم تسجيل الضحايا الذين أصيبوا خلالها.
خارج أوكرانيا، تم تسجيل هجمات بالذخائر العنقودية العام الماضي في سورية وبورما. وخلفت هذه الهجمات في البلدان الثلاثة 987 قتيلا وجريحا في الإجمال.
والجدير بالذكر أنه لم تسجل أي إصابات جديدة في أي مكان في العالم جراء هجمات استخدمت فيها مثل هذه الأسلحة في عام 2021.
وأفاد التقرير بأن 185 شخصا على الأقل قتلوا أو أصيبوا في 2021 بسبب مخلفات الذخائر العنقودية في تلك الدول الثلاث، وخمس دول أخرى هي أذربيجان والعراق ولاوس ولبنان واليمن.
وذكر أن عدد الضحايا جراء ذلك بلغ 149، لافتا إلى أن الأطفال يشكلون أكثر من 70 في المئة من إجمالي هؤلاء الضحايا.
لم تنضم روسيا وأوكرانيا وسورية وبورما إلى اتفاقية حظر استخدام القنابل العنقودية ونقلها وإنتاجها وتخزينها التي تضم 112 دولة طرفاً و12 جهة موقعة أخرى.
وأثارت الولايات المتحدة، وهي ليست طرفاً في اتفاقية الذخائر العنقودية، حالة من الغضب في يوليو بقرارها تزويد كييف هذه الأسلحة.
وقالت ماري ويرهام، مديرة القسم المعني باستخدام الأسلحة في «هيومان رايتس ووتش»، التي شاركت في تحرير التقرير «إن عمليات نقل الذخائر العنقودية واستخدامها تثير قلقاً بالغاً بسبب الضرر الموثق الذي يلحق بالمدنيين ولأن غالبية الدول قد حظرت هذه الأسلحة».
توقفت آخر شركة أميركية مصنعة للذخائر العنقودية عن إنتاجها في العام 2016، لكن الولايات المتحدة، تعمل بحسب التحالف، على تطوير وإنتاج أسلحة بديلة ينطبق عليها تعريف الذخائر العنقودية المحظورة بموجب الاتفاقية.
وقالت ويرهام «نحن بحاجة إلى معرفة المزيد عن أنظمة الأسلحة هذه».
وتابع التقرير أن روسيا واصلت إنتاج ذخائر عنقودية جديدة في 2022، بما في ذلك على الأقل نوعان طورتهما حديثاً وتستخدمهما قواتها في أوكرانيا.