أداء قسم الولاء للدولة الروسية... هل يؤمن بوتين من غضب «فاغنر»؟
مرحلة جديدة تعيشها «فاغنر» عقب مصرع قائدها يفغيني بريغوجين، حيث أمر الرئيس فلاديمير بوتين، جميع مقاتلي المجموعة الخاصة وغيرهم من المتعاقدين العسكريين بأداء قسم الولاء للدولة الروسية.
وتتضمن صياغة القسم، جملة يعد فيها أولئك الذين يؤدونه باتباع أوامر القادة وكبار القادة بدقة، كخطوة لصياغة الأسس الروحية والأخلاقية للدفاع عن روسيا.
وبحسب خبراء تحدثوا لموقع «سكاي نيوز عربية»، فإن الرئيس الروسي لا يريد المخاطرة مرة أخرى بعد أن تسبب تمرد بريغوجين في أواخر يونيو الماضي في أزمة كبيرة للدولة الروسية التي تقود حرباً منذ 18 شهراً ضد أوكرانيا المدعومة بسلاح وعتاد غربي.
إجراءات معنوية
يقول الباحث الروسي في تاريخ العلاقات الدولية سولونوف بلافريف، إن جميع خريجي الكليات العسكرية والدفاعية الروسية يؤدون قسم التخرج والبيعة للوطن وهذا أمر طبيعي ومعتاد في الجيش الروسي، ويحرص أهل الخريجين على حضور مراسىم أداء قسم الولاء والطاعة وهو بمثابة عيد قومي.
وأضاف لموقع «سكاي نيوز عربية»، أن هناك في الكرملين من أشار على بوتين بأداء قسم الولاء للوطن؛ فالرئيس لا يتخذ كل القرارات بمفرده لكثرة شواغله ومهامه، ولديه الكثير من المستشارين والمعاونين في كل المجالات والقطاعات الذين يعتقدون أن أداء مقاتلي «فاغنر» القسم قد يساعد في تجنب أي حوادث تمرد أو خروج عن الرؤية العامة للجيش والمؤسسة العسكرية.
وتابع «في رأيي أن قسم الولاء لن يؤثر أو يجدي نفعاً، لأن من يريد التمرد أو الخروج عن سلطة الدولة لن يمنعه القسم أو كلماته من ذلك، ولكن قد يساهم القسم في التخفيف من المزاج التمردي عند البعض، ولو ساهم المرسوم الجديد في تخيف حدة وسخط عناصر فاغنر ولو بنسبة 10 في المئة فهو أفضل من لا شيء».
ويستهدف القسم الخروج من دائرة طاعة الأشخاص وضمان التبعية في الحرب والسلم للجيش الروسي.
- إضاعة الفرصة على أي انشقاقات أو ميول للتمرد غضباً بعد مصرع بريغوجين.
- تتضمن ديباجة القسم تعهداً باتباع أوامر القادة وكبار الزعماء بدقة ما يعني ذوبان النزعة الخاصة لـ «فاغنر».
- يأتي المرسوم في توقيت ذكي للغاية لضمان السيطرة والانتماء حيث يفتقر مرتزقة «فاغنر» إلى قائد محدد حالياً.
سياسة الإخضاع
وبحسب توقعات، فإن الرئيس الروسي بدأ استراتيجية جديدة في التعامل مع «فاغنر» وقياداتها الأولى بعد رحيل بريغوجين، تتمثل في تطبيق سياسة الإخضاع أو الاستبعاد.
ويقول الباحث التركي المتخصص في الشأن الدولي فراس رضوان أوغلو، إن أمر بوتين مقاتلي «فاغنر» بالتوقيع على قسم ولاء للدولة هو نوع من الهيمنة وإعادة السيطرة لضمان عدم تكرار تمرد على وزن ما حدث من قائد فاغنر الراحل قبل أسابيع.
وأضاف لـ«سكاي نيوز عربية» أن رحيل مؤسس فاغنر في حادث تحطم الطائرة قرب موسكو يتيح للرئيس الروسي اتخاذ العديد من الإجراءات لحماية أمن موسكو القومي من الداخل ضد أي تمرد أو حركة مسلحة تقوم بها جماعات خاصة على شاكلة فاغنر، وبالتالي ستشهد الفترة المقبلة تغييراً في قيادات فاغنر (الصفوف الأولى وصفوة المقاتلين) لا سيما بعد رحيل بريغوجين.
واستعرض أوغلو العديد من الإجراءات التي اتخذها بوتين عقب تمرد فاغنر من بينها:
- السعي القوي لتوقيع مقاتلي فاغنر عقودا مع وزارة الدفاع وليس شركات بريغوجين الأمنية.
- تقاضي مقاتلي فاغنر رواتبهم وحوافزهم من وزارة الدفاع الروسية (أصحاب العقود).
- إبعاد العناصر المشتركة في تمرد يونيو إلى بيلاروسيا وإسقاط التهم عنهم.