الصين أوقفت استيراد كل منتجات البحر اليابانية باسم «سلامة الغذاء»
هل يتضرّر قطاع السوشي بعد بدء تصريف مياه «فوكوشيما»؟
فيما بدأت اليابان اليوم تصريف أكثر من مليون لتر من المياه المعالجة من منشأة فوكوشيما النووية في المحيط الهادئ، مؤكّدة مع خبراء عالميين أن لا خطورة لهذه العملية، لأنّ المياه تمّت معالجتها مسبقًا والتصريف سيتمّ بشكل تدريجي، تُثير العملية قلق بعض الدول المجاورة، خصوصاً الصين، وكوريا الشمالية، وكذلك الصيادون في اليابان من أن تتأثر منتجاتهم في السوق المحلي والعالمي.
ومن ناحية الدول المجاورة، انتقدت الصين الخطة اليابانية التي اعتبرتها «في غاية الأنانية واللامسؤولية». وقرّرت وقف استيراد كل منتجات البحر اليابانية باسم «سلامة الغذاء»، علماً أنها حظرت منذ يوليو استيراد المواد الغذائية من عشر مقاطعات يابانية، بما في ذلك محافظة فوكوشيما. وفرضت هونغ كونغ وماكاو إجراءات مماثلة.
وينتاب عشاق السوشي والساشيمي الصينيين شعور بالحذر بعد هذه الخطوة. ففي هونغ كونغ، يواجه ياو، صاحب أحد المطاعم في بكين، مشكلة مع بدء تصريف المياه المعالجة، فإمّا أن يستمر في تقديم سمك التونة الياباني مخاطراً بخسارة زبائنه، أو يلجأ إلى مصدر آخر يؤمّن له منتجات مطعمه، موضحاً أن الحل الثاني سيضعه تحت رحمة الأسعار وجودة مختلفة جداً.
ويقول ياو لوكالة فرانس برس «بدأنا نشعر بتداعيات القرار الياباني»، في حين بدأ زبائنه يطرحون بصورة متزايدة أسئلة في شأن سمك التونة الياباني الذي يوفّره في مطعمه، وأظهر بعضهم تردداً في شرائه.
وفي هونغ كونغ، يوضح جاسي تشوي العامل في مجال تحضير الوجبات اليابانية، أن الحظر الذي فرضته السلطات المحلية سيعطّل عمله.
ويقول الطاهي البالغ 36 عاماً إن «نحو 80 في المئة من المأكولات البحرية التي نستخدمها تأتي من اليابان»، مضيفاً «إذا تأثر أكثر من نصف المكونات التي أستوردها بالقرار، فسيكون من الصعب أن أواصل عملي».
ويُعدّ البر الرئيسي للصين وهونغ كونغ، أكبر مستوردين للمنتجات الغذائية اليابانية في العالم، وتصل قيمة وارداتهما هذه إلى 500 مليار ين (3.47 مليار دولار)، بحسب وزارة الزراعة اليابانية.
التصريف
من المفترض أن تستمرّ عملية التصريف حتّى بداية العام 2050 تحت إشراف الوكالة الدولة للطاقة الذرية، بمعدّل 500 ألف لتر كحدّ أقصى للتصريف في اليوم، بحسب ما أشارت شركة تيبكو المشغلة لمحطة فوكوشيما.
المخاطر
تُعالج المياه عبر عملية ترشيح تسمّى «نظام معالجة السوائل المتطوّر»، ما يؤدّي إلى إزالة معظم المواد المشعّة باستثناء التريتيوم الذي لم تتمكّن التقنيات الحالية من إزالته، وهو من النويدات المشعة الموجودة في مياه البحر وله تأثير إشعاعي منخفض. ويُشير الخبراء إلى إمكانية تشكيله خطراً على صحة الإنسان فقط إذا تمّ استنشاقه أو ابتلاعه بكميات كبيرة.
وعملت شركة تيبكو على تقليل مستوى النشاط الإشعاعي لهذه المياه إلى أقل من 1500 بيكريل لكل لتر، أي بنسبة أقل بكثير مما تنصّ عليه المعايير الوطنية (60 ألف بيكريل لكلّ لتر من هذه الفئة).