«حرب المسيرات» تشتعل... لمن الغلبة؟
إستراتيجية أوكرانية لقلب الموازين... استهداف قاذفات روسيا فرط الصوتية
ذكرت شبكة «سي إن إن» الأميركية، ان أوكرانيا تتبع استراتيجية تسعى من خلالها إلى إضعاف التفوق الجوي لموسكو في الحرب، من خلال مهاجمة القواعد التي تضم طائرات حربية فرط صوتية (أسرع من الصوت) داخل الأراضي الروسية.
ونقلت وسائل إعلام أوكرانية عن مسؤولين في استخبارات الدفاع، لم تذكر أسماءهم، أن الهجمات على القواعد الروسية خلال الأيام القليلة الماضية «دمرت طائرات عدة، بما في ذلك قاذفتان».
وأظهر تحليل أجرته «سي إن إن» لصور الأقمار الاصطناعية لقاعدة عسكرية في سولتسي - منطقة نوفغورود، شمال غربي روسيا، أن «القاعدة كانت تستخدم لإيواء الطائرات الأسرع من الصوت من طراز (Tu-22M3)».
وتظهر صورة تم التقاطها في 8 أغسطس عدداً من قاذفات القنابل من طراز «توبوليف 22» متوقفة هناك.
ثم تظهر صورة تم التقاطها في 21 أغسطس أرضا متفحمة حيث كانت إحدى طائرات «Tu-22M3 متوقفة، بينما يبدو أن بقية الطائرات قد تم نقلها.
قاعدة شايكوفكا
بدورها، تشغل قاعدة شايكوفكا الجوية العسكرية قاذفات بعيدة المدى من طراز«Tupolev Tu-22M3»الأسرع من الصوت، التي استخدمتها روسيا لضرب أهداف في أوكرانيا منذ بدء غزوها في 24 فبراير العام 2022.
وفي الأسبوع الماضي فقط، أفادت القوات الجوية الأوكرانية بأن طائرات تحلق من شايكوفكا،«أطلقت 4 صواريخ كروز من طراز (Kh-22) باتجاه أوكرانيا».
وقال الناطق باسم المخابرات الدفاعية الأوكرانية أندريه يوسوف، إن«هجوما بطائرة من دون طيار على قاعدة شايكوفكا بمنطقة كالوغا الروسية، الإثنين، أدى إلى إلحاق أضرار بطائرة واحدة على الأقل».
في المقابل، أكدت موسكو، الإثنين، إحباط هجمات جديدة بمسيرات أوكرانية قرب موسكو ومنطقة كالوغا، قائلة إنها لم تسفر عن ضحايا ولا اضرار.
ومع ذلك، صرح يوسوف لوسائل إعلام أوكرانية، بان روسيا«تحاول التقليل من أهمية الحادث».
وأضاف:«لقد تضررت طائرة واحدة على الأقل. وكما هو الحال في معظم الحالات، يحاول النظام الروسي إخفاء الحجم الحقيقي للخسائر والأضرار».
«تحطيم الروح المعنوية»
وتُظهر صورتان على وسائل التواصل الاجتماعي تم تحديد موقعهما جغرافياً بواسطة «سي إن إن»، طائرة مماثلة تشتعل فيها النيران في قاعدة سولتسي.
ورجحت المخابرات العسكرية البريطانية، الثلاثاء، أن يكون الهجوم الذي استهدف مطارا في عمق الأراضي الروسية بطائرة مسيرة مطلع الأسبوع قد تسبب في تدمير قاذفة بعيدة المدى من طراز «تو-22إم3».
وبحسب معهد دراسات الحرب ومقره واشنطن، فقد ذكر مدونون عسكريون روس، أن القوات الأوكرانية «استخدمت طائرة من دون طيار صغيرة وغير مكلفة نسبياً لشن الهجوم»، وانتقدوا وزارة الدفاع لعدم وجود الطائرات بداخل الحظائر حيث كان من الممكن حمايتها.
وأضافت المعهد «رغم أن الضرر أو تدمير قاذفتين من طراز (Tu-22M3) لن يكون له تأثير عسكري كبير، فإن رد فعل المدونين العسكريين الروس يظهر أن مثل هذه الهجمات العميقة، تدعم الجهود الأوكرانية الأكبر لتحطيم الروح المعنوية الروسية».
وكان الجيش الروسي أعلن إنه أحبط هجوماً، السبت، بطائرة مسيرة على مطار عسكري في منطقة نوفغورود الواقعة بين موسكو وسان بطرسبورغ والتي لم يسبق أن استُهدفت.
وأوضح في بيان «أن قوات الدفاع الجوية... تصدت لهجوم بطائرة مسيرة»، مشيراً إلى أنها «تحطمت في منطقة مهجورة بالقرب من بوتيلكوفو»، في الضاحية الشمالية الغربية لموسكو.
وأضاف «لم تقع إصابات أو أضرار». ولم تعلن أوكرانيا عن هذا الهجوم.
«حرب المسيرات»
وخلال الأيام القليلة الماضية، تصاعدت وتيرة «حرب المسيرات»، وهو ما يصفه خبراء تحدث معهم موقع «الحرة» بالتحول الاستراتيجي، ويكشفون عن قدرات كلّ من موسكو وكييف في ذلك الشأن، ويجيبون عن السؤال الأبرز «لمن الغلبة في«صراع الدرون».
وكانت هيمنة موسكو على الأجواء بمثابة عقبة رئيسية أمام الهجوم المضاد الذي تشنه أوكرانيا منذ يونيو الماضي، بهدف استعادة أراضيها المحتلة.
ومنذ أشهر، تتعرض المدن الروسية، ولا سيما العاصمة موسكو، لهجمات بطائرات من دون طيار، من بينها مسيرتان أسقطتهما الدفاعات الروسية قرب الكرملين في مايو الماضي.
وتعرض مبنى في وسط العاصمة الروسية، الثلاثاء، لهجوم بطائرة مسيرة للمرة الثانية خلال 48 ساعة، بينما تحدث سكان المنطقة عن«عدم شعورهم بالأمان»، وفقا لتقرير لصحيفة «نيويورك تايمز».
وفي واشنطن، قال ناطق باسم وزارة الخارجية، إن الولايات المتحدة«لا تشجع أو تتيح القدرة على شن هجمات داخل روسيا«.
وأضاف أن«الأمر متروك لكييف لتختار كيف تدافع عن نفسها في مواجهة الغزو الروسي»، مشيراً إلى أنه«بوسع موسكو إنهاء الحرب في أي وقت، بالانسحاب من أوكرانيا».