«واي نت» لنتنياهو: لا يمكن تحميل إيران المسؤولية عن أي إطلاق نار
تقديرات إسرائيلية: لم نصل بعد لذروة العمليات والجيش قد يطلق عملية واسعة النطاق في الضفة
- مقتل فتى في الضفة واعتقال أكثر من 56 شاباً بينهم مُنفذا عملية الخليل
رفض المحلل العسكري في موقع «واي نت»، اتهامات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي حمّل طهران مسؤولية العمليات في مدنية الخليل وبلدة حوارة، معتبراً أنه «لا يمكن تحميل إيران المسؤول عن أي عملية. والمشكلة العميقة مختلفة، وهي الصراع بيننا وبين الفلسطينيين».
وأضاف الموقع العبري، أن معظم منفذي العمليات، منذ بداية مارس عام 2022، لا ينتمون إلى أي فصيل فلسطيني ومن دون ماض بحمل السلاح، «ما يعني أن من الصعب النظر إليهم على أنهم جنود في عملية إيرانية».
وتابع أنه «من دون حل، يبدو المستقبل قاتماً. فمنح الأمن لأكثر من نصف مليون (مستوطن) يهودي يعيشون بين ثلاثة ملايين فلسطيني، هي مهمة عند حدود المستحيل في الواقع الراهن».
شن عمليات عسكرية
ويسود الاعتقاد في أجهزة الأمن، أي الجيش و«الشاباك»، أنه يجب شن عمليات عسكرية عدة شبيهة بالعدوان على مخيم جنين، في بداية يوليو الماضي، بادعاء أن من شأنها أن «تغيّر الصورة وتعيد الردع المفقود»، بحسب موقع صحيفة «يسرائيل هيوم» الإلكتروني.
وأكدت تقديرات أمنية، أمس، أنّ موجة عمليات المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، «لا تزال في بدايتها، ولم تصل إلى الذروة بعد».
ورأت أنّ حقيقة نجاح العمليات الأخيرة، إلى جانب نجاح منفذيها في الانسحاب، «تزيد من فرص محاولات تنفيذ عمليات مشابهة في الفترات المقبلة».
ورجح مسؤول أمني رفيع المستوى لموقع «واللا»، أن يُطلق الجيش عملية واسعة النطاق في أنحاء الضفة، بهدف جمع الأسلحة والذخائر واعتقال «المطلوبين» لديه.
من جانبه، عقد وزير الدفاع يوآف غالانت، أمس، مداولات أمنية تمهيداً لاجتماع المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، ليلاً، شارك فيها رئيس الأركان هيرتسي هليفي، والعديد من قادة الأذرع العسكرية، بينها الاستخبارات والعمليات ورئيس «الشاباك» رونين بار.
ويتوقع الجيش الإسرائيلي حدوث تصعيد في العمليات، خصوصاً إطلاق نار، في منطقة الخليل جنوب الضفة، وفق ما ذكرت محافل إسرائيلية، أمس.
ويأتي ذلك، غدة مقتل مستوطنة وجرح شخص آخر جنوب الخليل، الاثنين، وسقوط إسرائيليين اثنين في حوارة، الأحد.
ووقعت معظم عمليات إطلاق النار ضد مستوطنين والقوات الإسرائيلية في شمال الضفة، خصوصاً منطقتي جنين ونابلس، حيث تتركز العمليات العسكرية. لكن الجيش بات يتوقع امتداد عمليات إطلاق النار إلى منطقة الخليل، وهي المنطقة الأكبر في الضفة، والتي كانت «هادئة نسبياً» حتى الآن، بحسب موقع «واينت» الإلكتروني.
واعتبر الموقع، «أن تصعيداً أمنياً في منطقة الخليل سيشكل تحدياً أكبر من شمال الضفة للجيش، بسبب وجود تأييد واسع فيها لحركة حماس»، ما «يستوجب قوات كبيرة واستدعاء مكثف للاحتياط».
ولا تستبعد تل أبيب تنفيذ عمليات إطلاق نار أخرى في الفترة القريبة، بتأثير نجاح العمليات الأخيرة.
سقوط شاب واعتقالات
ميدانياً، استشهد الشاب عثمان عاطف أبو خرج، صباح أمس، متأثراً بإصابته بجروحٍ حرجة في الرأس خلال مواجهات، في جنين شمال، فيما اقتحمت قوات إسرائيلية، مدن جنين وأريحا ونابلس، وشددت الإغلاق على الخليل لليوم الثاني على التوالي، واعتقلت أكثر من 56 شاباً من مختلف أرجاء الضفة.
وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيانٍ، أنّ «الشاب عثمان عاطف أبو خرج (17 عاماً)، ارتقى بعد إصابته بالرأس برصاص الاحتلال في بلدة الزبابدة بجنين».
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّه نفّذ عملية اعتقل خلالها أكثر من 30 فلسطينياً، بينهم اثنان يُشتبه بتنفيذهما هجوماً مسلّحاً جنوب الخليل الاثنين.
وأفاد في بيان بأنّ قواته نفّذت «أنشطة لمكافحة الإرهاب في الضفّة الغربية».
وأضاف أنّه خلال تنفيذها عملية في بلدة الزبابدة «ألقيت عبوات ناسفة على القوات التي ردّت بالذخيرة الحيّة وتمّ تحديد إصابة».
والاثنين، قُتلت امرأة إسرائيلية (40 عاماً) وأصيب رجل بجروح خطيرة في إطلاق نار استهدف سيارتهما جنوب الضفة، في ثاني هجوم من نوعه في غضون أيام.
وبعيد ساعات على مقتل المرأة وإصابة الرجل، وهما مستوطنان، أعلن الجيش أنّه اعتقل فلسطيَّنيين من عائلة واحدة من سكان الخليل، يُشتبه بتنفيذهما الهجوم.
وكان الجيش فرض إغلاقاً في موقع الهجوم ومحيطه وأجرى عملية تمشيط واسعة بحثاً عن منفذيه.
وأضاف في بيان أنه «خلال استجوابهما الأولى اعترفا بعلاقتهما بتنفيذ الهجوم، وتمت مصادرة السلاح الذي استخدم في الهجوم».
وأعلن أنه «تم تحويل المشتبه بهما إلى الشاباك (جهاز الأمن العام الإسرائيلي) لمزيد من التحقيق».
وبحسب البيان، فقد جرى خلال العملية «تفتيش مبانٍ ومصادرة مركبات غير قانونية» كما «تمّ تحديد إصابة في قرية عبوين» شمال غربي رام الله.
وبسقوط، أبو خرج، يرتفع عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بداية العام 2023 إلى 231، بينهم 190 من الضفة والقدس، و4 من الداخل المحتل، و37 من قطاع غزة.
وأصيب، أمس أيضاً، طفل بجروح خطيرة في الزبابدة. وجرح آخر في بلدة السيلة الحارثية غرباً.
كما اقتحم جيش الاحتلال أحياء وبلدات في محافظة جنين، واعتقل القيادي في حركة «الجهاد الإسلامي» الأسير المحرر فارس شواهنة، والمحرر حسن جرادات، من منزليهما في بلدة السيلة الحارثية غرباً.
«نيران صديقة» قتلت جندياً إسرائيلياً
أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، أن الجندي الذي قضى الشهر الماضي خلال عملية عسكرية في الضفة الغربية قتل بـ «نيران صديقة» عن طريق «الخطأ».
وسقط 12 فلسطينياً، بينهم مسلحون وأطفال في عملية عسكرية نفذت في جنين ومخيمها مطلع يوليو واستمرت ليومين، ووصفت بأنها الأعنف منذ سنوات.
وأفاد الجيش في بيان بأن ديفيد يهودا إسحق قتل بالرصاص على يد زملائه «بعد خطأ في التعرف عليه».
وأضاف أن «جندياً أطلق النار في اتجاهه بعد خطأ في التشخيص إثر قيامه بحركة أثارت الشبهات في أحد المباني» وذلك خلال تبادل لإطلاق النار بين القوات الإسرائيلية ومسلحين أثناء انسحاب الجيش.
ووصف رئيس هيئة الأركان العامة هيرتسي هاليفي الحادث بأنه «صعب ومؤسف». مؤكداً على «استخلاص العبر اللازمة».
وشارك مئات الجنود في العملية التي تضمنت غارات جوية واستخدمت خلالها الجرافات المدرعة.
ويعيش في المخيم نحو 18 ألف لاجئ فلسطيني هم من بين أحفاد 760 ألف فلسطيني فروا أو طردوا من منازلهم خلال حرب 1948 التي اندلعت إثر إعلان قيام دولة إسرائيل.
وتُعد مدينة جنين ومخيّم اللاجئين المجاور لها مسرحاً لمواجهات متكررة بين القوّات الإسرائيليّة والفلسطينيّين.
والجندي إسحق من بين 31 إسرائيلياً قتلوا خلال النزاع بين الجانبين منذ يناير الماضي وفقاً لإحصاء أجرته «فرانس برس» استناداً إلى مصادر رسمية من الجانبين.