أوكرانيا تعلن إحراز تقدم محدود في الشرق والجنوب... وتُندد بالتصرفات «الاستفزازية» في البحر الأسود
روسيا تزود غواصاتها النووية الجديدة بصواريخ «زيركون»
- موسكو تعلن استهداف مواقع إنتاج وتخزين مسيرات مائية أوكرانية
أعلنت روسيا، أمس، تزويد غواصاتها النووية الجديدة بصواريخ فرط صوتية من طراز «زيركون»، التي يبلغ مداها نحو 900 كيلومتر.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة الروسية المتحدة لبناء السفن، أليكسي رخمانوف، في مقابلة مع وكالة الإعلام الروسية، نشرتها أمس، إن «الغواصات النووية متعددة الأغراض لمشروع ياسن-إم. ستكون مجهزة بمنظومة صواريخ زيركون على أساس دائم».
وبحسب «رويترز»، فإن الغواصات من فئة «ياسن-إم» مزودة بصواريخ «كروز» وتعمل بالطاقة النووية، وتم بناؤها لتحل محل الغواصات الهجومية النووية التي تعود إلى الحقبة السوفياتية، في إطار برنامج لتحديث الجيش والأسطول.
من ناحية ثانية، أعلنت وزارة الدفاع أن قواتها نفذت الليلة قبل الماضية، «ضربة مكثفة بأسلحة عالية الدقة بعيدة المدى تطلق من البحر على مواقع لإنتاج وتخزين الزوارق المسيرة التي تستخدمها القوات الأوكرانية لشن هجمات إرهابية»، مضيفة أن الضربة حققت هدفها وأصابت كل المواقع المستهدفة.
في المقابل، أعلنت أوكرانيا، تحقيق تقدم محدود شرقاً وجنوباً، في إطار هجومها المضاد الذي أطلقته في الرابع من يونيو الماضي، مدعومة بمساعدة عسكرية غربية قوية، بهدف تحرير المناطق التي تسيطر عليها روسيا.
في الشرق، تتواصل المعركة الضارية حول مدينة باخموت المدمرة، التي باتت رمزاً للحرب، وتجد القوات الروسية نفسها فيها في موقع دفاعي بعدما سيطرت عليها في مايو الماضي، إثر أشهر من المواجهات الدامية.
وقالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني غانا ماليار، أمس، «في قطاع باخموت تم تحرير 3 كيلومترات مربعة الأسبوع الماضي. وجرى حتى الآن تحرير 40 كلم مربعاً بالإجمال على الخاصرة الجنوبية لمحيط» المدينة.
وفي ما يتعلق بالجبهة الجنوبية، حيث تحاول القوات الأوكرانية منذ أسابيع رصد نقاط ضعف في خطوط الدفاع الروسية المحصنة بحقول ألغام وخنادق وحواجز مضادة للدبابات، لم تدل ماليار بتفاصيل، مكتفية بالكشف عن تحقيق تقدم.
وقالت «تتواصل المعارك في بلدة أوروجاينه وحققنا بعض النجاح».
وفي منطقة خيرسون جنوباً، أفادت نائبة الوزير عن «عمليات» تقوم بها «بعض الوحدات» الأوكرانية على الضفة الشرقية لنهر دنيبرو التي انسحب إليها الجيش الروسي في نوفمبر 2022 ما حول النهر إلى خط الجبهة.
وتابعت «لا يمكننا كشف التفاصيل لكننا قمنا بهذه العمليات. ولا بد من أجل التحصن هناك من طرد العدو وتحرير الأراضي».
ويصرح القادة الأوكرانيون باستمرار بأن المعارك صعبة غير أن القوات بدأت تحقق نتائج، مطالبين بمزيد من الأسلحة ولا سيما بصواريخ بعيدة المدى لإصابة الخطوط الخلفية الروسية واستعادة مزيد من الأراضي.
وتلك كانت الرسالة التي تلقاها وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر خلال زيارة لكييف، أمس.
في المقابل، يردد المسؤولون الروس وفي طليعتهم الرئيس فلاديمير بوتين أن الهجوم المضاد فشل.
وشنت موسكو هجوماً مقابلاً في شمال شرقي أوكرانيا وباتت قواتها تهدد مدينة كوبيانسك التي حررتها كييف في سبتمبر الماضي.
وأمرت السلطات الأوكرانية الخميس، بإخلاء عشرات القرى أمام التقدم الروسي في هذه الناحية من منطقة خاركيف.
كما تواصل روسيا حملة القصف على أوكرانيا، مؤكدة أنها تدمر مستودعات ومراكز عسكرية.
في السياق، أعلنت قيادة العمليات الجنوبية الأوكرانية، تعرض مدينة أوديسا على البحر الأسود ليل الأحد - الاثنين لهجوم بواسطة 15 مسيّرة وثمانية صواريخ من طراز «كاليبر».
وأضافت أن الدفاعات الجوية أسقطت المسيّرات غير أن شظاياها ألحقت أضراراً بسوبرماركت أصيب ثلاثة من موظفيه بجروح، فيما أفادت البلدية عن إصابة دور حضانة بشظايا.
على صعيد آخر، نددت كييف، أمس، بطلقات تحذيرية أطلقتها سفينة حربية روسية الأحد، باتجاه سفينة شحن متوجهة إلى ميناء إسماعيل، الممر الرئيسي لتصدير المنتجات الزراعية الأوكرانية منذ انسحاب موسكو من اتفاقية تصدير الحبوب عبر البحر الأسود في يوليو الماضي.
وأعلنت وزارة الخارجية في بيان أن «هذه الأعمال تجسد سياسة روسيا المتعمدة بتهديد حرية الملاحة وأمن النقل البحري التجاري في البحر الأسود».
وقال وزير الداخلية ماريوش كامينسكي على «إكس» (تويتر سابقاً)، أمس، «تم توجيه اتهامات لكليهما.. بالتجسس وتم توقيفهما».
وعرّفت وكالة مكافحة التجسس عن الرجلين على أنهما أليكسي تي. وأندريه جي. من دون تقديم تفاصيل إضافية عنهما.
ولفتت إلى أنهما اعتُقلا الجمعة بعدما وزّعا «نحو 300 منشور في أماكن عامة في كراكوف ووارسو».
تضمنت المنشورات روابط إلى «مواقع تجنيد على الإنترنت» تابعة لـ «فاغنر» التي لعبت دوراً رئيسياً في الحرب الروسية على أوكرانيا.
وذكرت الوكالة بأن «الروسيين كانا يحملان أكثر من 3000 منشور دعائية تروّج لمجموعة فاغنر. أعطتهما موسكو هذه المواد».
وأضافت أن المشتبهَين اللذين خططا لمغادرة بولندا السبت كانا سيحصلان على مبلغ يصل إلى «500 ألف روبل» (5000 دولار) لقاء أنشطتهما.
وأفاد الإعلام البولندي الأسبوع الماضي عن ظهور ملصقات تحمل شعار «فاغنر» وكتابات بالإنكليزية تقول «نحن هنا -- انضموا إلينا»، إضافة إلى رموز استجابة سريعة تعيد التوجيه إلى موقع إلكتروني روسي عن المجموعة.
وأعربت بولندا عن قلقها حيال إمكانية قيام مقاتلين من مجموعة المرتزقة التي تتخذ من بيلاروسيا مقراً حالياً، بأعمال استفزازية. وأكدت أنها ستزيد عديد جنودها عند حدود بيلاروسيا إلى 10 آلاف عنصر.