«سنواجه انتهاكات المتطرفين على مقدساتنا بجميع الوسائل الديبلوماسية والقانونية المتاحة»

وزير الخارجية لـ «التعاون الإسلامي»: مواجهة الكراهية والتحريض.. بخطوات إجرائية وعملية

وزير الخارجية الشيخ سالم العبدالله
وزير الخارجية الشيخ سالم العبدالله
تصغير
تكبير

- انتهاج خطاب إعلامي موحد وفعال يتصدى لأصحاب العقول الضيقة التي تدعو إلى الكراهية والفرقة
- على حكومات السويد والدنمارك والنرويج العمل فورا على نزع فتيل الأزمة ووقف الإساءة للرموز الدينية
- سن قوانين وتشريعات محلية ودولية تحرم الإساءة إلى المعتقدات الدينية وتجرم مرتكبيها

شارك وزير الخارجية الشيخ سالم العبدالله في اجتماع الدورة الاستثنائية الافتراضية لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاسلامي في شأن جريمة التدنيس المتكررة لنسخ من المصحف الشريف وآخرها التي وقعت في السويد والدنمارك.

وألقى العبدالله كلمة دولة الكويت في هذا الاجتماع، وقال فيها: «يرتبط محور اجتماعنا اليوم للأسف الشديد باعتداءات خبيثة ومتكررة على مصحفنا الشريف.. نبراس الحق والهدى.. حيث مست هذه الاعتداءات وجدان العالمين العربي والإسلامي والعالم الحر المنادي إلى التعايش واحترام الآخر مهما كان مختلفا».

وأضاف العبدالله: «رغم أن أنماط الكراهية والتحريض المتزايدة ضدنا كمسلمين... هي أفعال جبانة... رغم سطوتها... ورغم وقعها إلا أنها باتت تتطلب ألا تكون محل إدانة ورفض واستنكار دولي فحسب بل ينبغي مواجهتها من قبل منظمتنا وذلك من خلال العمل على اتخاذ خطوات إجرائية وعملية تتصدى لهذه الأفعال المرفوضة لكي لا نسمح بتكرارها».

وذكر الوزير: «لعل أولى هذه الخطوات هي: النظر في تكليف الأمين العام بتوجيه رسالة خطية وموحدة تحمل تواقيع كل وزراء خارجية منظمتنا إلى وزراء خارجية الدول التي تسمح بالممارسات التي تندرج تحت إطار الإسلاموفوبيا أو كراهية الأديان... وتتضمن استنكارنا وإدانتنا لتلك الأفعال الشنيعة والمطالبة بعدم تكرارها».

وأوضح أن «ثاني الخطوات عبر انتهاج خطاب إعلامي موحد وفعال من كافة الدول الأعضاء يتصدى لأصحاب العقول الضيقة التي تدعو إلى الكراهية والفرقة... ويوضح للعالم أجمع بأن التعرض للمقدسات الدينية عمل يتنافى مع كافة الكتب السماوية ويعارض روح المواثيق الدولية التي ارتضيناها حكما لعلاقاتنا الانسانية».

ولفت الوزير إلى أن «ثالث الخطوات: التأكيد على أن الحق في حرية التعبير عن الرأي ينطوي على مسؤوليات محكومة بما ورد في ميثاق الأمم المتحدة... والقوانيين الدولية التي تحظر أي تحريض على الكراهية الدينية والتعصب والتمييز. وعليه ندعو حكومات السويد والدنمارك والنرويج وغيرهم من الحكومات إلى العمل فورا على نزع فتيل الأزمة والعمل على وقف دعوات الكراهية والإساءة للرموز الدينية ومحاولة تدنيسها».

وتطرق إلى رابع الخطوات وهي «أهمية العمل على سن قوانين وتشريعات محلية ودولية تحرم الإساءة إلى المعتقدات الدينية وتجرم مرتكبيها».

وقال الوزير: «أؤكد وبكل وضوح بأن الاعتداءات والانتهاكات التي يقودها المتطرفون على مقدساتنا ورموزنا سنواجهها في دولة الكويت بكل حزم وقوة وبجميع الوسائل الديبلوماسية والقانونية المتاحة ولن ندخر أي جهد في التصدي لها وصولا إلى منعها ووقفها بشكل تام ونهائي.. العالم اليوم يشاهدنا واجتماعنا هذا هو تحت أنظار العالم بأسره وعليه فلا بد لنا أن نتخذ خطوات عملية تثبت جديتنا في الدفاع عن معتقداتنا ووضع حد قاطع لجميع الممارسات التي تسيء إلى ديننا الحنيف».

قرارات

وعقد الاجتماع اليوم الأحد عبر تقنية الإتصال المرئي والمسموع،وذلك لتبني الإجراءات الكفيلة بوضع حد لمثل هذه الجرائم المستنكرة وإيقاف تكرار تلك الأفعال التي تبث الكراهية وتتنافى مع كل المبادئ والقيم الأخلاقية والإنسانية وتهدد السلم والأمن والوئام العالمي.

وصدر عن اجتماع وزراء الخارجية عدد من القرارات المحورية والهامة، منها إرسال وفد من منظمة التعاون الإسلامي والأمين العام للمنظمة إلى مفوضية الاتحاد الأوروبي لنقل الموقف الإسلامي الموحد من جريمة تدنيس نسخ عن المصحف الشريف تحت ذريعة حرية التعبير.

كما صدر قرار بدعوة مؤسسات المجتمع المدني الإسلامية للجوء إلى المحاكم المحلية في الدول التي يتم فيها تنفيذ مثل هذه الجرائم لاستنفاذ جميع إجراءات التقاضي، ورفع الدعاوى إلى الهيئات القضائية الدولية والإسراع في تنفيذ «خطة العمل لمكافحة الإسلاموفوبيا» التي اعتمدها وزراء الخارجية في فريق الاتصال المعني بالسلام والحوار على هامش الدورة ال،74 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

كما تم تكليف مجموعة منظمة التعاون الإسلامي في نيويورك وجنيف بإطلاع الأجهزة المعنية في الأمم المتحدة على الانتهاكات المستمرة ضد الرموز والمقدسات الإسلامية وإيداعها كوثائق رسمية وإدراجها في أجندات اجتماعاتها الأممية.

وكذلك تكليف مجموعة منظمة التعاون الإسلامي في العواصم العالمية وخاصة العواصم التي وقعت فيها الأعمال السافرة ضد نسخ المصحف الشريف والرموز الإسلامية المقدسة بإتخاذ إجراءات مكثفة لتبيان مدى خطورة وتبعات التمادي في إهانة الرموز والمقدسات الإسلامية والنظر في إتخاذ الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي ما تراه مناسبا في علاقاتها مع البلدان التي يتم فيها تدنيس وحرق نسخ من المصحف الشريف.

وأعرب مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في القرار الصادر عن الاجتماع عن تقديره لحكومة دولة الكويت على الجهود التي تبذلها لنشر المبادئ والقيم الإسلامية وأشاد بقرار مجلس الوزراء الموقر بتكليف الهيئة العامة للعناية بطباعة ونشر القرآن الكريم والسنة النبوية بطباعة 100 ألف نسخة من المصحف الشريف مترجمة إلى اللغة السويدية وتوزيعها بالتنسيق مع المراكز الإسلامية في السويد.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي