الحزب الرئاسي يستنكر «اعتقالات تعسفية» تطاول وزراء
انقلابيو النيجر يتهمون فرنسا بالرغبة في التدخل لتحرير بازوم
- برلين تبحث كل الخيارات في شأن الانسحاب من النيجر ومالي
اتهم انقلابيو النيجر، أمس، فرنسا بالرغبة في «التدخل عسكرياً» لإعادة الرئيس محمد بازوم إلى مهامه، غداة قمة لدول غرب أفريقيا، أمهلت المجموعة العسكرية الانقلابية أسبوعاً، لإعادة الانتظام الدستوري، مؤكدة أنها لا تستبعد «استخدام القوة».
وبينما يشدّد شركاء النيجر، الغربيين والأفارقة، الضغط على الانقلابيين الذين استولوا على السلطة في 26 يوليو الماضي، سعياً لإعادة «النظام الدستوري»، أفاد الحزب الرئاسي بأنّه تمّ إلقاء القبض على أربعة وزراء ووزير سابق، وعلى رئيس الحزب الحاكم.
وذكر الحزب النيجري للديموقراطية والاشتراكية في بيان، أنّه «بعد اختطاف رئيس الجمهورية يكثف الانقلابيون الاعتقالات التعسّفية».
واعتُقل صباح أمس، وزير النفط مهامان ساني محمدو، نجل الرئيس السابق محمدو يوسفو، ووزيرة المناجم أوسيني حديزاتو.
وأضاف البيان أنّ الانقلابيين «اعتقلوا رئيس اللجنة التنفيذية الوطنية للحزب» فورماكوي غادو، بعد اعتقال وزير الداخلية واللامركزية أمادو سولي ووزير النقل عُمارو مالام ألما، ونائب وزير الدفاع السابق كالا موتاري.
وطالب الحزب بـ«الإفراج الفوري» عن الوزراء الموقوفين و«المحتجزين ظلماً»، مشيراً إلى أنّه يخشى أن تصبح النيجر «نظاماً ديكتاتورياً وشمولياً».
كذلك، أعلنت مصادر مقرّبة من الرئاسة اعتقال وزير التعليم المهني قسوم مختار.
وتأتي هذه الاعتقالات في وقت دعا المجلس العسكري في بيان «جميع الوزراء ومديري المؤسسات السابقين إلى استئناف العمل في مختلف القطاعات الوزارية والمديريات المتاحة»، في موعد أقصاه ظهر أمس.
وندّد رئيس الوزراء أومودو محمدو، الأحد، عبر قناة «فرانس 24، بـ«انقلاب غير مبرّر»، مكرِّراً أن النيجر تعتمد«كثيراً على شراكتها الدولية».
إلى ذلك، تبدو فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، الهدف الأساسي للانقلابيين، الذين أكدوا في بيان، أنه«في إطار بحثها عن سبل ووسائل للتدخل عسكرياً في النيجر عقدت فرنسا بتواطؤ بعض أبناء النيجر، اجتماعاً مع هيئة أركان الحرس الوطني للحصول على الأذونات السياسية والعسكرية اللازمة».
وفي بيان آخر، اتهم الانقلابيون«أجهزة أمنية»تعود إلى«قنصلية غربية»، من دون تحديد هويتها، بإطلاق الغاز المسيل للدموع الأحد في نيامي على متظاهرين مؤيدين للمجموعة العسكرية،«ما أدى إلى إصابة ستة أشخاص، نقلوا إلى مستشفيات»في العاصمة.
وتوعد الرئيس إيمانويل ماكرون، الأحد، الانقلابيين بالرد«فوراً وبشدّة»على أي هجوم يستهدف مواطني فرنسا ومصالحها في النيجر.
وتنشر باريس، نحو 1500 جندي في النيجر، بينما تنشر الولايات المتحدة 1100 جندي يشاركون في القتال ضد المتشددين.
والأحد، طلبت قمة استثنائية للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (أكواس)، والنيجر عضو فيها،«العودة الكاملة الى النظام الدستوري». وقررت«تعليق جميع المبادلات التجارية والمالية»مع نيامي.
كما فرضت عقوبات مالية أخرى منها«تجميد أصول المسؤولين العسكريين الضالعين في محاولة الانقلاب».
وقال محمدو، إن العقوبات«ستكون كارثة»اقتصادياً واجتماعياً، لكنه أعرب عن تفاؤله حيال الوساطات.
وشارك رئيس تشاد محمد إدريس ديبي إيتنو في قمة«إكواس»، مع أن بلاده ليست عضواً في الجماعة الاقتصادية، لكنها جارة للنيجر وهي أيضا قوة عسكرية في منطقة الساحل متحالفة مع فرنسا.
وتوجه ديبي بعدها إلى نيامي الأحد في إطار«مبادرة تشادية»،«ليرى ما يمكن أن يقدمه في سبيل تسوية الأزمة».
وخلال جهود الوساطة تحدث ديبي إلى بازوم المحتجز منذ 29 يوليو في مقر إقامته في القصر الرئاسي من قبل أعضاء في الحرس الرئاسي الذي يقوده الجنرال عبدالرحمن تياني.
وأفادت أوساط مقربة من بازوم أن ديبي«تحدث إلى تياني ونقل إليه رسالة من إكواس».
وأمس، حمّل مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الانقلابيين مسؤولية أي هجوم على السفارات الأجنبية.
وأشار الى أن الاتحاد الأوروبي«سيدعم بسرعة وبحزم»قرارات«إكواس».
كذلك أعلنت برلين، تعليق مساعدتها الإنمائية ودعمها المالي للنيجر.
وقال وزير الدفاع بوريس بيستوريوس، إن بلاده تعمل على تقييم الخيارات والسيناريوهات في ما يتعلق بقواتها الموجودة حالياً في النيجر وانسحابها العسكري من الجارة مالي.
وينتشر نحو مئة جندي ألماني في النيجر. وتؤوي العاصمة نيامي قاعدة جوية مهمة للجيش تستخدم خصوصاً لانسحاب القوات الألمانية من مالي المجاورة.
من جهته، دعا الكرملين،«جميع الأطراف إلى ضبط النفس» والعودة إلى«الشرعية»، بينما يلوح المتظاهرون المؤيدون للمجموعة العسكرية الانقلابية بأعلام روسيا في نيامي.