مقتل 16 شخصاً بقصف طال منازلَ في أم درمان

أكثر من 4 ملايين امرأة وفتاة معرّضات للخطر و2500 انتهاك صارخ لحقوق الطفل في السودان

سيدة سودانية تحمل غالون مياه خلال الاشتباكات في الخرطوم (رويترز)
سيدة سودانية تحمل غالون مياه خلال الاشتباكات في الخرطوم (رويترز)
تصغير
تكبير

- 67 في المئة من المستشفيات خارج الخدمة

قُتل 16 شخصاً على الأقل، في حي أمبدة في أم درمان غرب الخرطوم الكبرى، إثر قصف مدفعي وجوي طال منازل، بحسب لجنة شعبية، فيما تواصلت المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان.

وأكد بيان لجنة مقاومة حي أمبدة، أن «16 من المواطنين العزل ماتوا اليوم (أمس) في هذه الحرب العبثية في الحارات رقم 12 و16 و29».

وأشارت اللجنة، وهي ضمن مجموعات شعبية تنشط في تقديم الدعم منذ بدء النزاع قبل ثلاثة أشهر، إلى وقوع ضحايا في منطقة سوق ليبيا نتيجة القصف «ولكن لم يتم حصرهم».

وقال محمد منصور وهو من سكان المنطقة لـ «فرانس برس» عبر الهاتف «سقطت مجموعة من قذائف الكاتيوشا والدانات على المنازل وشاركتُ في إخراج 8 جثث».

وتابعت السودانية هاجر يوسف التي تقيم في حي أمبدة أيضاً «سقط أربعة قتلى في منزل بجوارنا بينهم طفلان».

مرت 100 يوم على اندلاع المعارك في السودان بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ «حميدتي» في العاصمة وإقليم دارفور - غرب.

وقد أسفرت عن مقتل 3900 شخص على الأقل حتى الآن، بحسب منظمة «أكليد» غير الحكومية، علما بأن مصادر طبية تؤكد أن الحصيلة الفعلية هي أعلى بكثير.

وأمس، أفاد سكان بأن قوات الدعم السريع شنّت هجوماً على سلاح الذخيرة في منطقة الشجرة جنوب الخرطوم.

كما أفاد محامو الطوارئ، وهي مجموعة تشكّلت خلال احتجاجات ديسمبر 2018 ضد الرئيس السابق عمر حسن البشير، بأن «مناطق عديدة بولاية الخرطوم خصوصاً في الجنوب والوسط شهدت عمليات إخلاء مدنيين من منازلهم واستخدامها كثكنات عسكرية».

وأضافت في بيان ليل الاثنين أن تم «في حالات أخرى الحد من تحركهم وحصارهم، ما يعرض حياتهم للخطر لعدم تمكنهم من الحصول على احتياجاتهم الضرورية».

- خارج الخدمة

وأفاد بيان مشترك لمدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط أحمد المنظري ومديرة منظمة الصحة العالمية لإقليم أفريقيا ماتشيديسو مويتي، أمس، بأن «أكثر من 67 في المئة من مستشفيات البلد صارت خارج الخدمة».

وأعرب المسؤولان الأمميان عن «الفزع إزاء التقارير التي تتحدث عن العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي بحق النساء والفتيات»، مشيرين إلى أكثر من 4 ملايين امرأة وفتاة معرضات للخطر.

كما حذرا مع بدء موسم الأمطار من انتشار الأوبئة التي يمكن أن «تحصد المزيد من الأرواح ما لم تُتخذ إجراءات عاجلة».

وأكدت نقابة أطباء السودان في تقرير سابق أنه «من أصل 89 مستشفى أساسية في العاصمة والولايات يوجد 62 مستشفى متوقفة عن الخدمة و27 مستشفى تعمل بشكل كامل أو جزئي وهي مهددة بالإغلاق أيضا نتيجة لنقص الكوادر الطبية والإمدادات الطبية والماء والكهرباء».

من جهتها، أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة الاثنين، بأنها تلقت «تقارير عن 2500 انتهاك صارخ لحقوق الطفل - بمتوسط واحد على الأقل في الساعة».

وأشارت وفق الأرقام المتوافرة في حوزتها، إلى أنه «قُتِل ما لا يقل عن 435 طفلاً في النزاع، وأصيب ما لا يقل عن 2025 طفلاً».

وكان السودان، الذي يقدّر عدد سكانه بنحو 48 مليون نسمة، يعدّ من أكثر دول العالم فقراً حتى قبل اندلاع النزاع الحالي الذي دفع نحو 3.5 مليون شخص للنزوح، غادر أكثر من 700 ألف منهم الى الخارج، خصوصاً إلى دول الجوار.

إلى ذلك، يستمر العاملون في المجال الإنساني في المطالبة سُدى بالوصول إلى مناطق القتال ويقولون إنّ السلطات تمنع وصول المساعدات إلى الجمارك ولا تُصدر تأشيرات دخول لعمّال الإغاثة.

- الحرية والتغيير

منذ بدء الحرب، تستضيف القاهرة منذ الاثنين، الاجتماع الأول لهيئة ائتلاف قوى الحرية والتغيير، الكتلة المدنية التي أطاحها الجنرالان المتحاربان اللذان نفذا معاً انقلاب العام 2021 عندما كانا حليفين.

وتسعى الكتلة المدنية، إلى «استعادة مسار السلام ووقف الحرب في السودان»، حسب ما قال الناطق باسمها جعفر حسن عبر صفحتها على «فيسبوك».

وأضاف حسن أن الكتلة ناقشت ثلاث ورقات، الأولى «متعلقة بالقضايا الإنسانية» و«ورقة سياسية حول رؤية الحرية والتغيير لوقف الحرب» وورقة أخيرة اقتصادية «في شأن تعويض الخسائر وإعادة الإعمار».

أبرم طرفا النزاع هدنات عدة، غالباً بوساطة الولايات المتحدة والسعودية، لكنها لم تصمد. كما يحاول كل من الاتحاد الأفريقي ومنظمة «إيغاد» للتنمية في شرق أفريقيا التوسط لحل الأزمة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي