خلاصة لسلسلة حلقات نقاش نظمها مركز «ريكونسنس» لمعالجة الظاهرة المتصاعدة
النفوذ المالي والاقتصادي الخليجي أداة فعالة في مكافحة «الإسلاموفوبيا»
- أسامة الشاهين: لماذا لا يكون هناك تقرير دوري يرصد الإساءة للإسلام والمسلمين؟
- عبدالوهاب العيسى: توحيد قدرة الصناديق السيادية الخليجية في التأثير العالمي
- عبدالعزيز العنجري: نحتاج جهداً صادقاً يستبق الأحداث ومنهجية علمية مؤسسية
دعا مركز ريكونسنس للبحوث والدراسات، دول الخليج العربي لاستخدام نفوذها المالي والاقتصادي، ضمن منظومة من الأدوات، لمواجهة ظاهرة الإساءة للإسلام «الإسلاموفوبيا» المتصاعدة في الغرب، ومواصلة الضغط لجعل القضية على رأس أولويات الأجندة الدولية.
جاء ذلك كخلاصة لسلسلة حلقات نقاش نظمها المركز، وقدم مجموعة من التوصيات الهادفة لمعالجة الظاهرة، اشتملت على ما يمكن للحكومات والمجتمعات المسلمة اتخاذه من خطوات للتصدي لها، وذلك بعد بحث عميق حول الإساءة المتصاعدة ضد الإسلام والمسلمين في الغرب.
وذكر المركز أن على حكومات دول الخليج دوراً أساسياً لا يمكن إغفاله، حيث يمكنها توظيف إمكاناتها المادية ونفوذها الاستثماري والاقتصادي، في تمويل المنظمات والمبادرات المهنية، التي تعمل بشكل جاد على مكافحة «الإسلاموفوبيا»، بالتوازي مع تطويع أساليب الضغط الاقتصادي، من خلال أداة الاستثمارات المباشرة في الدول الغربية بشكل خاص، كوسيلة لدفعها لاتخاذ مواقف أكثر صرامة ضد معاداة الإسلام والمسلمين، معتبراً أن القوة الاقتصادية الخليجية يمكن أن تكون أداة فعالة إذا استخدمت على نطاق واسع ومدروس، في صون المقدسات الإسلامية على الصعيد الدولي.
وينصح المركز ببذل جهود أكبر لنشر الوعي حول الإسلام الحقيقي، من خلال إطلاق حملات تعليمية وتوعية ذكية يديرها أصحاب خبرة لتعزيز فهم الجمهور العالمي العريض للإسلام، وكشف التحيزات والأفكار المسبقة غير الصحيحة التي تواجه المسلمين، بالتوازي مع زيادة التواصل والحوار بين المسلمين وغيرهم من الأديان.
ويؤكد المركز أن الدول العربية والخليجية مدعوة لدعم الأقليات المسلمة في الغرب، وتعزيز التعاون معهم، وفي المقابل يجب أن يتوازى ذلك مع تكاتف جاد للقضاء على بعض أمثلة العنف والاضطهاد الموجه ضد الأقليات غير المسلمة في مجتمعاتنا، حتى لا يتم تعميم بعض التصرفات الفردية في بعض المجتمعات الإسلامية، واستغلالها لتشويه صورة المسلمين.
وفي السياق الدولي، يشدد المركز على أهمية التحرك لجعل الإساءة للإسلام قضية بارزة على الأجندة الدولية، مع الاستعانة بالمؤسسات الحقوقية العالمية لرصد أي إساءة تطول الإسلام والمسلمين.
ويشجع المركز الجمعيات الحقوقية في الدول الإسلامية والأفراد على استخدام قدراتهم ومواهبهم في الدفاع عن الإسلام وتعزيز الحوار البناء، من خلال الرصد والتصدي لأي حالات من الإسلاموفوبيا، معتبراً أن استخدام وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية بشكل استراتيجي، للكشف عن الكراهية والتعريف بالإسلام الحقيقي، هو جزء أساسي من الحل.
جهود مبعثرة
وفي الإطار ذاته، قال النائب في مجلس الأمة أسامة الشاهين خلال حلقة نقاشية في المركز، إن ردود بعض الحكومات العربية والإسلامية على الإساءات للإسلام لا تكفي، كما أن هناك جهوداً شعبية مبعثرة صادقة في تعاطفها، لكنها لا تخرج عن إطار الاجتهاد المحدود بالوقت والأثر، ولا توجد ديمومة مستدامة في مناشط مهنية تستهدف الدفاع عن الإسلام وتحسين صورته، مثل إعداد مراصد حقوقية للاعتداءات.
وأكد الشاهين ضرورة تحرك الحكومات الإسلامية لوضع الاتفاقيات المقترحة لمنع الإساءة للأديان والتعدي على الرسل والمقدسات، ضمن أولويات الأجندة الدولية، وكذلك تحويل سفارات الدول الإسلامية إلى مراكز ثقافية للتعريف بالإسلام. وتساءل: «لماذا لا يكون هناك تقرير دوري يرصد الإساءة للإسلام والمسلمين على غرار التقارير الأميركية السنوية، التي ترصد انتهاكات حقوق الإنسان في دول العالم؟».
أداة المال والاقتصاد
أما النائب عبدالوهاب العيسى، فقال في مداخلته «إننا نحتاج لتوحيد الجهود لمواجهة عدوان متعمد على الإسلام والقرآن. والجهود التي تتخذها الحكومات الفردية، مثل جهود الكويت مشكورة، لكنها غير كافية للتأثير في سياسات الدول الغربية».
وأكد العيسى أن الحل الفعّال يكمن في توحيد الصناديق السيادية في الخليج، التي تملك قدرة كبيرة على التأثير في الاقتصاد العالمي.
يُمكن لهذه الصناديق أن تستخدم قوتها لمقاطعة بعض المنتجات، أو الامتناع عن الاستثمار في بعض الدول، وهو ما يمكن أن يشكل ضغطاً على تلك الدول لإعادة النظر في بعض سياساتها.
وذكر أن الحلول الديبلوماسية والحوار المفتوح مفيد في إطار الاحترام المتبادل بين الثقافات، وفي غياب هذا الاحترام فإن الشيء الأكثر فعالية في التأثير على الرأي العام والسياسات الدولية، هو أداة المال والاقتصاد.
آليات تم تجريبها بنجاح
من جانبه، أكد المؤسس والرئيس التنفيذي للمركز عبدالعزيز العنجري، أن هناك استراتيجيات وآليات للعمل في المجتمعات الغربية قد تم تجريبها بنجاح من قبل الأقليات الدينية والعرقية والاجتماعية الراغبة في الدفاع عن حقوقها والحفاظ على هويتها، وعلينا نحن المسلمين أن نستفيد من هذه الاستراتيجيات ونسعى للنسج على منوالها لتحقيق أهدافنا المتعلقة بحفظ مقدساتنا.
وأكد العنجري أن كثيراً من الدول العربية والإسلامية تنتفض في مواجهة أي إساءة تطول قادتها وكبار رموزها، بينما لم نرَ ذات الانتفاضة وبذات الاندفاع للدفاع عن الدين والمصحف والنبي محمد عليه الصلاة والسلام. فكل ما نحتاجه هو جهد صادق ومستمر يستبق الأحداث، من خلال المنهجية العلمية المؤسسية التي ثبت نجاحها عالمياً.
وثمن دور الجهات الرسمية بالكويت وعلى رأسها وزارة الخارجية التي كانت لها مواقف رائدة وقوية، داعياً لاستمرار هذا الدور والبناء عليه والعمل على تقويته من خلال تحالفات نوعية مع الدول الخليجية والعربية والإسلامية التي تشترك معنا في ذات الأهداف.
10 خلاصات
توصل مركز ريكونسنس لمجموعة خلاصات فعالة، للتعامل الجدي مع ظاهرة الإساءة المتزايدة للإسلام والمسلمين من منظور واقعي، هي:
1 - تبني حملات توعوية ذكية عبر وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية للتعريف بصحيح الإسلام.
2 - تكثيف التواصل والحوار بين المسلمين وغير المسلمين.
3 - دعم الدول العربية والخليجية للأقليات المسلمة في الغرب وتعزيز التعاون معهم.
4 - مكافحة العنف ضد الأقليات في مجتمعاتنا لتقديم صورة مشرفة حقيقية عن الإسلام.
5 - التحرك الجاد لوضع الإساءة للإسلام ضمن أولويات الأجندة الدولية.
6- دعم مؤسسات حقوقية عالمية لرصد أي إساءة للإسلام والمسلمين.
7 - تشجيع الأفراد لتوظيف طاقاتهم ومواهبهم في الدفاع عن الإسلام وتعزيز الحوار البناء.
8 - تعزيز قيم الديموقراطية وحقوق الإنسان في بلادنا وتطوير الأنظمة السياسية لحماية التعددية الثقافية والدينية.
9 - تطويع دول الخليج لقوتها الاقتصادية للضغط باتجاه احترام العالم للمقدسات الإسلامية.
10 - التحرك في إطار تكتلات دولية للتصدي للإسلاموفوبيا، وحماية حقوق المسلمين على المستوى الدولي.