واشنطن تشعر بقلق متزايد في شأن تنامي العلاقات بين طهران وموسكو ودمشق... عبر الشرق الأوسط
«إف - 16» أميركية إلى الخليج لتعزيز «قوة ردع» إيران
قال مسؤول دفاع أميركي بارز، أمس، إنّ الولايات المتحدة عزّزت استخدامها للطائرات المقاتلة حول مضيق هرمز الاستراتيجي، لحماية السفن من عمليات الاستيلاء الإيرانية، مضيفاً أنّ الولايات المتحدة تشعر بقلق متزايد في شأن العلاقات المتنامية بين إيران وروسيا وسورية عبر الشرق الأوسط.
وفي حديثه إلى مراسلي البنتاغون، أضاف المسؤول، أنّ الولايات المتحدة سترسل مقاتلات من طراز «إف - 16» إلى منطقة الخليج، لتعزيز الطائرات الهجومية من طراز «إيه - 10» التي تقوم بدوريات منذ أكثر من أسبوع.
ولفت المسؤول الدفاعي، الذي تحدث شرط عدم الكشف عن هويته، إنّ «إف - 16 ستوافر غطاءً جوياً للسفن التي تتحرك عبر الممر المائي، وستزيد من رؤية القوات في المنطقة، كرادع لإيران».
وتأتي الخطوة بعد أن حاولت إيران الاستيلاء على ناقلة نفط قرب المضيق، الأسبوع الماضي، وفتحت النار على إحداهما.
وذكرت البحرية الأميركية، أنّ السفن الإيرانية تراجعت عندما وصلت المدمرة «يو إس إس ماكفول» التي تعمل بصواريخ موجهة، إلى مكان الحادث.
مواجهة روسيا في سورية
بالإضافة إلى ذلك، قال المسؤول الدفاعي، إنّ الولايات المتحدة تدرس خيارات عسكرية لمواجهة «العدوان الروسي المتزايد في أجواء سورية».
ورفض المسؤول الإفصاح عن الخيارات بالتفصيل. لكنه أضاف أن الولايات المتحدة لن تتنازل عن أي منطقة، وستواصل الطيران في الجزء الغربي من سورية في مهام ضد تنظيم «داعش».
وأكد أن النشاط العسكري الروسي، الذي تصاعدت وتيرته منذ مارس الماضي، ينبع من تنامي التعاون والتنسيق بين موسكو وطهران والنظام السوري لمحاولة الضغط على الولايات المتحدة، لمغادرة سورية.
وأشار إلى أنّ روسيا «مدينة بالفضل لإيران لدعمها في الحرب في أوكرانيا، وإن طهران تريد خروج الولايات المتحدة من سورية حتى تتمكن بسهولة أكبر من نقل المساعدات الفتاكة إلى حزب الله اللبناني وتهديد إسرائيل».
وأضاف أنّ الولايات المتحدة «شهدت مزيداً من التعاون والتخطيط وتبادل المعلومات الاستخبارية، إلى حد كبير بين قادة فيلق القدس في سورية، للضغط على الولايات المتحدة لسحب قواتها».
ويتواجد نحو 900 جندي أميركي في سورية، بينما يدخل آخرون ويخرجون للقيام بمهام مختلفة.
ولا تعتقد الولايات المتحدة، أنّ الطائرات الروسية تخطط لإسقاط القنابل على القوات الأميركية أو إسقاط الطائرات المأهولة.
لكن المسؤول لفت إلى مخاوف من إسقاط الطيارين الروس طائرة مسيرة من طراز «ريبر»، وإنّ موسكو تعتقد أنّ هذا النوع من العمل لن يقابله رد عسكري أميركي قوي.
في الأسبوع الماضي، قال نائب رئيس مركز المصالحة الروسي في سورية الميجر أدميرال أوليغ غورينوف، إنّ الجيشين الروسي والسوري يقومان بتدريبات مشتركة.
ونقلت «وكالة تاس للأنباء»، عن غورينوف، إن مقاتلات «إف - 16» و«يوروفايتر تايفون»، خرقت المجال الجوي السوري في منطقة تمر عبرها خطوط جوية دولية.
وحذّر من أن مثل هذه الممارسات قد تتسبب في وقوع حوادث جوية مع طائرات مدنية.
ويتواصل القادة العسكريون الأميركيون والروس بشكل روتيني لتجنب الاشتباكات غير المقصودة.
وأوضح المسؤول الأميركي أنه غالباً ما تكون هناك مكالمات عدة يومياً، وفي بعض الأحيان تؤدي إلى تهديدات غاضبة حيث يتجادل القادة حول عملية مستمرة.
وتابع أنّ «الروس يعلنون في كثير من الأحيان، منطقة من الفضاء منطقة عمليات محظورة، ويقولون إنهم يجرون تدريبات عسكرية».