بريغوجين يرفض خلال اجتماع الكرملين... العرض
بوتين يقرّ بفشله في تسليم «الشعر الرمادي» قيادة «فاغنر»
اعترف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأنه «سعى وفشل» باستبدال يفغيني بريغوجين، في قيادة «فاغنر».
وسبق أن توالت الأخبار عن ترشيح، القيادي البارز في «المرتزقة» أندريه تروشيف، لقيادة «فاغنر»، لكن زعيم الكرملين، اعترف بأنه اقترح ذلك على بريغوجين شخصياً، وذلك في مقابلة مع صحيفة «كوميرسانت» الروسية.
جاء ذلك خلال اجتماع بوتين في الكرملين مع بريغوجين و35 من قادة «فاغنر»، بعد تمرد 23 - 24 يونيو الماضي.
وقال بوتين إنه عرض خيار السماح لمقاتلي «فاغنر» بمواصلة الخدمة في أوكرانيا، تحت قيادة «سيدوي»، وهو ما يعني «الشعر الرمادي» باللغة الروسية، في إشارة إلى تروشيف بدلاً من بريغوجين.
وأضاف: «يمكن لهم التجمع في مكان واحد والاستمرار في الخدمة. لن يتغير شيء بالنسبة لهم. سيقودهم الشخص نفسه الذي كان قائدهم الفعلي طوال هذا الوقت».
ونوه الرئيس الروسي، إلى أن «العرض قوبل ببعض الدعم من قادة فاغنر»، موضحاً «أومأ الكثير منهم برؤوسهم عندما قلت هذا، لكن بريغوجين، الذي كان جالسا أمامهم ولم ير (رد فعلهم)، قال: لا، لن يوافق الرجال على هذا القرار».
ويبدو أن المقابلة جزء من جهد أوسع من قبل الكرملين لكسب ولاء قادة «فاغنر»، بالتزامن مع محاولات لتشويه سمعة بريغوجين، من خلال تسريب معلومات وصور حساسة ومحرجة له.
واعتبر محللون أن تمرد فاغنر «كشف ضعف بوتين وعدم قدرته على إدارة الصراعات بين مختلف اللاعبين في نظامه».
وقال الباحث السياسي دارا ماسيكوت، لصحيفة «الغارديان»، إن «نسخة بوتين للأحداث تشير إلى أنه يمكن أن يحظر فاغنر في أي لحظة، بينما كان يسعى إلى خلق شقاق بين بريغوجين ومقاتليه».
وأضاف: «(بوتين يقول) سأفصل بريغوجين عن فاغنر ومقاتليها، التي ما زلت بحاجة إليهم. ما زلت بحاجة إلى هذه الأداة. أنا لست بحاجة إلى الرجل كثيراً».
من جانبه، قال المستشار السياسي كاتب الخطابات السابق لبوتين، عباس غالياموف، إن «حقيقة لقاء الاثنين أظهرت أن بوتين كان على استعداد لتسوية الأزمة مع بريغوجين»، بعد التمرد.
وتابع: «لا يزال الطرفان بحاجة إلى بعضهما البعض».
لكنه أضاف أن «تصريحات بوتين إلى كومرسانت والحملة الإعلامية ضد بريغوجين، تشير إلى أن الجانبين لم يتوصلا إلى أرضية مشتركة».
واستطرد غالياموف: «إذا وضع بوتين وبريغوجين مشاعرهما جانباً، فمن المنطقي أن كلا اللاعبين يفضلان السلام حتى تتمكن روسيا من استخدام قوات فاغنر في أوكرانيا. كلا الجانبين بحاجة إلى بعضهما البعض».
وقال إن «الهدف الأسمى بالنسبة لبوتين هو الحرب، بينما يعرف بريغوجين أنه من دون الرئيس، يكون موقفه متزعزعاً للغاية».
وكانت الولايات المتحدة، أعلنت انه «تم تهميش فاغنر إلى حد كبير في أوكرانيا، وهو الاتجاه الذي بدأ بعد إعلان المجموعة الانسحاب في مايو، بعد قتال رئيسي في مدينة باخموت».
وذكرت «البنتاغون»، الخميس: «في هذه المرحلة، لا نرى قوات فاغنر تشارك بأي مهمة لدعم العمليات القتالية في أوكرانيا»، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن «غالبية مقاتلي فاغنر بقوا في أوكرانيا التي تحتلها روسيا، حيث تمركزوا قبل التمرد».