أذربيجان تعلّق حركة النقل بين أرمينيا وناغورني كاراباخ

نقطة تفتيش أذربيجانية بين أرمينيا وناغورني كاراباخ (أ ف ب)
نقطة تفتيش أذربيجانية بين أرمينيا وناغورني كاراباخ (أ ف ب)
تصغير
تكبير

- الصليب الأحمر الأرميني ينفي القيام بعمليات تهريب

أغلقت اذربيجان في شكل موقت، أمس، نقطة التفتيش العائدة لها، على الطريق البري الوحيد الرابط بين أرمينيا وإقليم ناغورني كاراباخ الانفصالي، متهمة الصليب الأحمر الأرميني بالقيام بعمليات تهريب.

من جهته، نفى الصليب الأحمر تلك الاتهامات. وذكر في بيان لـ «فرانس برس»، «لم يعثر على أي مواد غير مصرح بها في أي مركبة تابعة للصليب الأحمر... لكننا نأسف لأنه من دون علمنا، حاول أربعة سائقين مستأجرين نقل بعض البضائع التجارية في سياراتهم الخاصة التي كانت تحمل شعار اللجنة الدولية موقتاً».

والإقليم المأهول بالأرمن في صلب نزاع إقليمي منذ عقود بين الخصمين اللدودين في القوقاز اللذين خاضا حربين للسيطرة عليه.

وتأتي عملية الإغلاق هذه قبل محادثات بوساطة الاتحاد الأوروبي في يوليو الجاري بين زعماء الدول السوفياتية السابقة، وفيما تنشغل واشنطن وبروكسيل وموسكو بقمة حلف شمال الأطلسي في ليتوانيا.

وأوضح حرس الحدود الأذري أمس، «علّق العبور موقتاً عبر ممر لاتشين»، مؤكداً اتخاذ هذا الاجراء بسبب استخدام الصليب الأحمر الأرميني آلياته الطبية «للتهريب» عبر هذا الممر.

وأكد فتح تحقيق جنائي وإغلاق الممر حتى انتهاء «إجراءات التحقيق اللازمة».

وفي أبريل، أعلنت أذربيجان أنها أقامت حاجز تفتيش عند مدخل ممر لاتشين، الطريق الوحيد الذي يربط أرمينيا بالجيب الانفصالي، لأسباب «أمنية».

وفي نهاية يونيو، علّق الصليب الأحمر الأرميني الإمدادات الإنسانية من الأدوية والمواد الطبية الأخرى إلى المستشفيات في كاراباخ وكذلك نقل المرضى المصابين بأمراض خطيرة.

وقال حرس الحدود بعد أيام إن حركة المرور عبر ممر لاتشين استُؤنفت بإشراف قوة حفظ سلام روسية.

- «تطهير إثني»

تأتي التطورات الأخيرة عقب حصار استمر أشهراً فرضه ناشطون بيئيون أذربيجانيون، أعلنت يريفان انه تسبب في أزمة إنسانية ونقص في الغذاء والوقود.

لكن أذربيجان ردت يومها بان النقل المدني يمكن أن يتم من دون عوائق عبر ممر لاتشين.

وقال رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، في يونيو الماضي، إن «الوضع الإنساني في كاراباخ تدهور بشكل كبير».

وأشار إلى أن «الإمدادات الغذائية توقفت عمليا ولا يُسمح بنقل المرضى إلى المستشفيات في أرمينيا لتلقي العلاج الطبي».

وأضاف أن «سلوك باكو يثبت أن أذربيجان تنتهج سياسة تطهير إثني في كاراباخ».

وفي فبراير، أمرت محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة، أذربيجان بضمان حرية الحركة على الطريق.

بدورها، أعلنت منظمة العفو الدولية وقتها ان حصار ممر لاتشين «يعرّض حياة الآلاف من سكان كاراباخ للخطر».

وتتنازع الجمهوريتان السوفياتيتان السابقتان السيطرة على ناغورني كاراباخ منذ أواخر ثمانينيات القرن الفائت، ما أدى إلى حربين، شهدت ثانيتهما عام 2020 هزيمة القوات الأرمينية وتحقيق أذربيجان مكاسب ميدانية.

وانتهت ستة أسابيع من القتال في خريف 2020 باتفاق وقف إطلاق النار برعاية روسية شهد تنازل أرمينيا عن مساحات شاسعة من الأراضي التي بقيت تسيطر عليها لعقود.

وبموجب الاتفاق، تنتشر في ممر لاتشين الذي يبلغ عرضه خمسة كيلومترات، قوات حفظ سلام روسية لضمان حركة مرور حرة بين أرمينيا وكاراباخ.

ووقعت اشتباكات متكررة على الحدود المشتركة رغم محادثات السلام الجارية بين باكو ويريفان بوساطة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

وعندما انهار الاتحاد السوفياتي في العام 1991، انفصل الأرمن الانفصاليون في كاراباخ عن أذربيجان. وأودى النزاع الذي أعقب ذلك بنحو 30 ألف شخص.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي