دعوات إسرائيلية لوقف «بيت وحديقة» خوفاً من التورط في ساحات أخرى

الإرهاب يُهجّر الآلاف من مخيم جنين و«حماس» تردّ في تل أبيب موقعة 8 جرحى

تصغير
تكبير

أجبر الإرهاب الإسرائيلي الذي يعصف بمخيم جنين، لليوم الثاني على التوالي، أمس، الآلاف من سكانه على الرحيل، في حين يبرز حادث دهس وطعن في تل أبيب، تبنته حركة «حماس»، مخاطر تصاعد العنف، ويُعزز مخاوف تل أبيب من هجمات انتقامية.

وذكرت الشرطة في بيان باللغة العربية، أنها «تلقت بلاغاً عن مركبة كانت متجهة من الجنوب إلى الشمال دهست مشاة في شارع بنحاس روزين، ونزل السائق منها، ثم طعن آخرين بأداة حادة، ما أسفر عن إصابة 8 أشخاص، 3 منهم في حال خطيرة».

وأظهر مقطع فيديو جرى تداوله على الإنترنت، شاحنة صغيرة صعدت على رصيف بالقرب من مركز تجاري ودخلت في مسار للدراجات لتصيب على الأقل اثنين، ثم شوهد السائق وهو يخرج من النافذة ويطعن أحد رواد مقهى ويطارد أشخاصاً آخرين بالسكين في يده.

وأفادت إذاعة الجيش بأن منفذ العملية كان يرتدي زياً مماثلاً لزي الجيش.

ونقلت القناة 13 عن أحد الشهود «أن راكب دراجة نارية شاهد المنفذ يطعن الناس«فقام بإطلاق عيارات نارية تجاهه وأسقطه... لولا ذلك لاستمر في الطعن».

وأشارت القناة 14 إلى أن هناك اشتباهاً بأن البعض ربما أصيبوا بعيارات نارية بالخطأ، في أثناء «تحييد» المنفذ.

وقال قائد الشرطة يعقوب شبتاي «تمت تصفية المنفذ (عبدالوهاب خلايلة - 23 عاماً) المنحدر من السموع في الخليل، وهو من دون سوابق أو خلفية أمنية»، مشيراً أن «العملية التي يحمل منفذها تصريحاً طبياً لدخول تل أبيب تمت بشكل فردي».

من جهته، زار وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير موقع العملية، مُؤكداً على أهمية حمل السلاح.

وأعلنت «حماس» في بيان، أن «هذه العملية البطولية هي دفاع مشروع عن النفس أمام المجزرة الصهيونية المستمرة في جنين، وجرائم التهجير والقتل والتدمير التي ترتكبها قوات الاحتلال».

«بيت وحديقة»

وبدأت عملية «بيت وحديقة»، التي أعلن الجيش، أنها تهدف لتدمير بنية تحتية وأسلحة تابعة لجماعات مسلحة في المخيم، بضربة بطائرة مسيرة في الساعات الأولى من فجر الاثنين واستمرت طوال اليوم بمشاركة مئات الأفراد من القوات الإسرائيلية، بينما أعلن مسؤولون فلسطينيون مقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص.

وبعد أكثر من 24 ساعة من الاشتباكات متفاوتة الشدة، قال مستشار الأمن القومي تساهي هانغبي إن العملية «تقترب من تحقيق أهدافها المحددة»، لكن لا يوجد مؤشر محدد على موعد انتهائها.

وأفاد الجيش في بيان، أمس، بأنه قام خلال الساعات الـ48 الماضية، «بتدمير بئر تحت الأرض كانت تُستخدم لتخزين الأسلحة والمتفجرات، إلى جانب تدمير وحدتين لإدارة القتال، وتفجير عبوة ناسفة كبيرة إلى جانب مُصادرة أسلحة ومعدات».

من جانبها، ذكرت صحيفة «هآرتس»، أن عملية جنين «لن تحقق أهدافها كاملة بالقضاء على المقاومة»، مؤكدة ضرورة إنهائها بسرعة نسبياً «خوفاً من التورط في ساحات أخرى».

وتوقعت أن يتم إطلاق صواريخ من قطاع غزة في حال زاد عدد الضحايا الفلسطينيين، أو يتم تنفيذ هجمات انتقامية في الضفة الغربية وداخل «الخط الأخضر».

ونقلت قناة «ريشت كان» عن الناطق باسم الجيش دانيال هاغاري، أن «هناك 300 مسلح في جنين ومخيمها، 160 منهم معروفون ومطلوبون، وتم اعتقال 120، وتدمير نحو 5 مختبرات لتصنيع المتفجرات».

وأشار إلى أن هناك نحو 10 أهداف متبقية وسط المخيم.

وفي وقت متقدم من ليل الاثنين، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أنه أجلى 500 أسرة من المخيم أو نحو ثلاثة آلاف شخص، بينما عبرت وكالات تابعة للأمم المتحدة عن قلقها بخصوص حجم العملية البرية والجوية.

وظلت إمدادات الكهرباء والمياه مقطوعة في المخيم وبعض أنحاء مدينة جنين، بعدما توغلت الجرافات في الشوارع بحثاً عن العبوات الناسفة وتسببت في قطع أسلاك كهرباء وكسر ماسورة مياه رئيسية.

وصباح أمس، عثر على جثمان الشاب عدي خمايسة، من سكان مخيم جنين، ملقى في أرض زراعية، ليرتفع عدد الشهداء إلى 10، إضافة إلى نحو 100.

وأعلنت «الجهاد» أن أربعة من مقاتليها بين الضحايا، كما نعت «حماس» أحد عناصرها، فيما الخمسة الآخرون، تراوح أعمارهم بين 17 و23 عاماً.

وبينما أعلنت حركة «فتح» النفير العام والمواجهة الشاملة ووحدة الميادين رداً على «مجازر» الاحتلال واستهدافه مخيم جنين، دعت «حماس» مسلحيها في الضفة والقدس إلى ضرب إسرائيل «بكل الوسائل المتاحة».

وعم الإضراب الشامل، أمس، غالبية مدن الضفة، وبعض قرى وبلدات القدس، تضامناً مع جنين.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي