في الخبر الذي نُشر في «الراي» عدد أمس «يقولون... 186 قسيمة في المطلاع غير موجودة!» ولم أستغرب من الخبر لأنه سبق وإن كانت هناك «بلوكات» مخططاً لها ولم تنفذ.
وفي العدد ذاته، وبعد ما كانت الناس تشتكي من عدم وجود شواطئ مفتوحة للعامة «غير موجودة»، تقول البلدية «إن الشواطئ الجنوبية... مفتوحة للمواطنين»!
طيب... هناك تحرّك طيب ورقابة تكشف الخلل في مختلف الجهات والذي نتمنى أن يعقبه حساب عسير لكل قيادي مخالف أو مقصر في عمله وأظن أن تتبع الأرصدة المالية ليس بالأمر الصعب.
تدرون شنو «غير موجود بعد»!
أولاً، لا توجد خطة واضحة لتطوير التعليم العام والعالي في الحكومي والخاص.
ثانياً، لا توجد خطة لرفع مستوى الرعاية الصحية.
ثالثاً، لا توجد حتى الآن نية بتغيير رؤية الكويت بعد التغيرات العالمية.
رابعاً، الحكومة ليس لديها شفافية في طريقة تطوير البلد وإدارة المؤسسات ومحاسبة المتجاوزين... يعني التواصل مع الجمهور «غير موجود»!
وأنا أكتب المقال هذا، تذكّرت الحديث عن معاقبة سراق المال العام وبحثت عن خبر من باب التسويق للإنجازات يبين للعامة نسبة الإنجاز وما يدور من حولنا وفي الغرف المغلقة والظاهر «غير موجودة»!
تركوا في ظل غياب الوضوح الجميع أمام الإشاعات وأخبار تبثها وسائل التواصل الاجتماعي.
نريد متحدثاً باسم الحكومة، يطلعنا على الجهود المبذولة كي يطمئن الشعب ويدرك أننا مقبلون على ثورة تصحيحية تحارب الفاسدين والمفسدين وترفع من أداء مؤسساتنا والخدمات المقدمة.
معقولة... نعم معقولة عندما يتساءل البعض «حنا وين رايحين» ولا يجد إجابة شافية.
مصطلح «غير موجود أو موجودة» يجب القضاء عليه فوراً
كل أساسيات التطور والازدهار موجودة فنحن بلد نملك من الكفاءات ما يمكن استغلاله، ونملك وفرة مالية نستطيع من خلالها خلق مشاريع تنموية «اقتصادية» نستطيع عبرها تحقيق أكثر من مصدر دخل يدر على الدولة المليارات.
وما دام كل شيء موجوداً يظل السؤال المحير للغاية «أين نحن من الكفاءات الوطنية؟ ولماذا يتم استبعادهم؟» والسؤال الآخر «لماذا توجد لدينا أكثر من جهة استثمارية (صناديق استثمارية) ولماذا لا تكون محصورة تحت مظلة هيئة؟»
نورونا... يمكن نكون غلطانين!
الشاهد، أننا متى ما قرأنا إعلاناً عن وظيفة قيادية، وخبراً رسمياً يبشرنا بوجود «ريتز الكويت» يحال له كل حرامي ومتجاوز على المال العام، وخطة لتطوير التعليم والصحة يتم تنفيذها على وجه عاجل وطرقاً سالكة وبنية تحتية وشفافية تتيح لنا قراءة إنجازات مؤسسات الدولة فعندئذ نستطيع القول إننا نسير في الطريق الصحيح.
الزبدة:
لا تتركونا أمام إشاعات وسائل التواصل الاجتماعي التي تتحدث نيابة عن السلطة التنفيذية... وواجب كشف تلك الأسماء المستعارة ومحاسبتها.
إنها ثقافة إدارة مؤسسات الدولة... فإما حكومة جديدة تتسم بالشفافية وتتخذ إجراءات إصلاحية «دون رحمة وتمييز» أو سنظل «على طمام المرحوم»... الله المستعان.
terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @DrTALazmi