محمد بن سلمان في منى للإشراف على راحة ضيوف الرحمن
الحجيج أدوا الركن الأعظم... «لبيك اللهم لبيك»
- خطيب عرفة يدعو المسلمين إلى وحدة الصف
- عدد الحجاج 1.8 مليون من 150 دولة عرفات يسجل 48 درجة في الظل
أدى الحجيج، يوم أمس، على صعيد عرفات، ركن الحج الأعظم، وألسنتهم تلهج بالتكبير والتهليل والتحميد والدعاء رغم الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة، فيما دعا خطيب مسجد نمرة خلال خطبة يوم عرفة، المسلمين إلى وحدة الصف وتجنب الخلاف.
ونيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى منى، ليشرف على راحة حجاج بيت الله الحرام وما يقدم لهم من خدمات وتسهيلات ليؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة وأمان، وفق ما أوردت «وكالة واس للأنباء» الرسمية.
وفي الساعات الأولى من فجر أمس، تدفق الحجّاج وعددهم يقارب المليونين على صعيد عرفات، وهم يهتفون «لبيك اللهم لبيك»، بعدما أمضوا الليل في مخيّمات مكيفة في وادي منى، على بُعد سبعة كيلومترات من المسجد الحرام في مكّة المكرّمة.
وعلى امتداد جبل عرفات، بكى الحجّاج تأثراً بالأجواء الإيمانية، وهم يصلّون ويقرأون القرآن الكريم ويرجون رحمة ربهم، في أجواء شديدة الحرارة، وقد حملوا مظلات للوقاية من درجات الحرارة المرتفعة.
وأدى حجاج بيت الله الحرام صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً في مسجد نمرة. وألقى عضو هيئة كبار العلماء الشيخ يوسف بن محمد بن سعيد، خطبة يوم عرفات، ودعا فيها للالتزام بشرع الله وحفظ حدوده للفوز في الدنيا والآخرة.
وحذر المؤمنين «من الحملات المغرضة بمختلف وسائلها وأساليبها لتفريق الكلمة وتأليب بعض المجتمع على بعضه»، مؤكداً أن «النصوص جاءت بالأمر بالاجتماع والمحبة والتآلف والنهي عن التنازع والتفرق والاختلاف».
وحض المسلمين على تقوى الله تعالى بطاعته والتزام شرعه وحفظ حدوده ليكونوا من المصلحين الفائزين في الدنيا والآخرة.
وأكد أن «من حفظ حدود الله عدم صرف شيء من العبادات لغير الله»، مشيراً إلى أن «من كان من أهل التوحيد كان من أهل الهداية، وكانت له النجاة والعاقبة الحميدة».
وشدّد الشيخ بن سعيد، على أن «اختلاف اللغات والألوان والأعراق ليس مبرراً للاختلاف والنزاع، بل هو آية من آيات الله في الكون»، وقال «إن مما تتابعت النصوص على تأكيده الأمر بالاجتماع والمحبة والتآلف والنهي عن التنازع والتفرق والاختلاف».
وبعد غروب الشمس، ودع حجاج بيت الله الحرام، مشعر عرفات الطاهر، ليكملوا رحلتهم الإيمانية إلى مشعر الله الحرام في مزدلفة، حيث صلوا المغرب والعشاء جمعاً وقصراً وجمعوا الحصى من أجل رمي الجمرات قبل قضاء ليلتهم هناك.
وسيعودون اليوم إلى منى، في صبيحة أول أيام عيد الأضحى لإلقاء جمرة العقبة الكبرى، قبل أن يحلقوا رؤوسهم أو يقصروا ويذبحوا الهدي ليشرعوا بعدها في التحلل الأصغر. وبعد ذلك يتوجهون إلى البيت الحرام لأداء طواف الإفاضة.
ويعود الحجاج بعدها إلى منى لقضاء أيام التشريق الثلاثة ورمي بقية الجمرات، ليعودوا بعد انتهائها إلى مكة لأداء طواف الوداع الذي تختتم به مناسك الحج.
وقال ناطق باسم المركز الوطني للأرصاد في السعودية على «تويتر»، إن عرفات سجل أمس، أعلى درجة حرارة في المشاعر المقدسة «حيث بلغت 48 درجة مئوية في الظل، ورياح حارة من شمالية إلى شمالية غربية سرعتها 34 كيلومتراً في الساعة بمعدل رطوبة منخفض 14 في المئة».
وأعلنت وزارة الصحة على «تويتر»، أنها سجلت 147 حالة إصابة بإجهاد حراري وضربات شمس بين الحجيج، ونشرت نصائح لمساعدة الحجاج على اتقاء شر الحر الشديد وأشعة الشمس الحارقة.
وأعلن وزير الحج والعمرة توفيق الربيعة، أن عدد الحجاج بلغ مليوناً و845 ألفاً و45 شخصاً، من أكثر من 150 دولة.
وأكد خلال مؤتمر صحافي، نجاح خطة تصعيد الحجاج إلى مشعر عرفات، واكتمال وصولهم في تمام الساعة العاشرة صباح أمس، حيث وصلت نسبة الامتثال في عملية التفويج إلى 98 في المئة.
وحددت قوات الأمن نقاط دخول وخروج من المنطقة الجبلية الواسعة. وحلقت مروحيات عسكرية فوق الجبل.
وانتشر رجال أمن يحملون مظلات بيضاء في أرجاء المكان.
وأقامت السلطات الكثير من المرافق الصحّية والعيادات المتنقّلة وجهّزت سيّارات إسعاف ونشرت 32 ألف مسعف لتلبية احتياجات الحجّاج. وحذرت الحجاج من التعرض «لضربات الشمس».
وفي أرجاء المكان، تمركزت شاحنات كبيرة توزع المياه الباردة وأخرى توزع أكياساً بلاستيكية بها مأكولات خفيفة.
وانتشر عمال يحملون أكياساً خضراء لجمع مخلفات الحجاج، فيما كتب على حاويات القمامة الخضراء «معاً... للحفاظ على أطهر بقاع الأرض».