أول ظهور لبوتين وشويغو منذ فشل تمرّد «فاغنر»
- بريغوجين: هدفنا كان إنقاذ «فاغنر» وليس الإطاحة بالحكومة
- بايدن: من «المبكر» التوصل إلى استنتاجات في شأن تداعيات تحرّك «فاغنر»
تسعى روسيا جاهدة لإثبات أن الحياة عادت إلى طبيعتها مع رفع الإجراءات الأمنية الصارمة التي فرضت خلال تمرد مجموعة «فاغنر» العسكرية، في أزمة غير مسبوقة، اعتبر الغرب أنها كشفت عن هشاشة نظام فلاديمير بوتين، الذي ظهر، أمس، في فيديو نشره الكرملين، متحدثاً للمرة الأولى منذ فشل تمرد قائد «فاغنر» يفغيني بريغوجين، مساء السبت.
وألقى بوتين كلمة أمام منتدى شبابي أطلق عليه اسم «مهندسو المستقبل» حيث أشاد بجهود الشركات لضمان «التشغيل المستقر» للقطاع الصناعي «في مواجهة التحديات الخارجية الكبرى».
وأعلن الكرملين في بيان، أن بوتين، تحدّث هاتفياً مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي أكد دعم الدوحة للقيادة الروسية.
وأضاف أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قدم أيضاً، «دعمه التام» لبوتين هاتفياً.
من جانبه، ظهر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، الذي لم يشاهد خلال تمرد عدوه اللدود، على شاشة التلفزيون مجدداً، أمس، في مقطع فيديو وهو يتفقد الجنود في أوكرانيا. كما خرج بريغوجين، عن صمته، برسالة صوتية مدتها 11 دقيقة.
وقال قائد «فاغنر» إن «تحركنا لم يكن هدفه الإطاحة بالقيادة الروسية»، مشيراً إلى أن «مسيرتنا أثبتت وجود أخطاء أمنية في روسيا».
وقال أن المسيرة كان هدفها «منع تدمير المجموعة»، وأعرب عن أسفه «لاضطرارنا إسقاط طائرات روسية».
وشدد على أن «توقفنا عن التحركات جاء لمنع إراقة دماء الجنود الروس»، مطالباً «بمحاسبة المسؤولين عن الأخطاء خلال العملية العسكرية الخاصة بأوكرانيا».
وتابع «لم نقتل أي جندي روسي خلال زحفنا وسيطرنا على مدينة روستوف بالكامل».
وأنهى الملياردير الذي كان حليفاً لبوتين، تمرده مساء السبت مقابل حصانة له ورجاله بعد وساطة من الرئيس البيلاروسي الكسندر لوكاسينكو.
وبينما أعلن الكرملين أن بريغوجين سيذهب إلى بيلاروسيا، ذكرت وكالات الأنباء الروسية، أمس، أن زعيم «فاغنر» لا يزال خاضعاً لتحقيق جنائي، رغم إعلان الكرملين اتفاقاً ينص على إسقاط الملاحقات في حقه.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، أن «فاغنر» ستواصل عملياتها في مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى، وشدّد على أن التمرّد لن يؤثر على علاقات موسكو بحلفائها.
ولدى إعلان تمرده، وعد قائد فاغنر «بتحرير الشعب الروسي»، مستهدفاً على وجه الخصوص عدويه اللدودين شويغو ورئيس الأركان فاليري غيراسيموف الذي يتهمه بالتضحية بآلاف الرجال في أوكرانيا.
ولم يظهر غيراسيموف علنا منذ الأزمة، لكن مشاهد شويغو وهو يتفقد القوات في أوكرانيا التي بثها التلفزيون الروسي، أمس، تهدف إلى إعطاء الانطباع بأنه مازال يتولى زمام الأمور.
في المشاهد يظهر شويغو وهو يصغي بهدوء لتقرير يعرضه جنرال ويدرس خرائط جغرافية أو حتى يستقل مروحية لتفقد المواقع الروسية.
وفي واشنطن، اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن أمس، أنه ما زال «من المبكر جداً» التوصل إلى استنتاجات حاسمة بعد تمرد «فاغنر»، مؤكداً أن «لا علاقة» للغرب بذلك.
وقال بايدن للصحافيين «نحن لسنا ضالعين ولا علاقة لنا بهذه الأحداث» في إشارة خصوصاً الى حلف شمال الأطلسي، مضيفاً «هذه مشكلة داخلية لروسيا».
وأكد أن الأميركيين وحلفاءهم لا يريدون «إعطاء أي ذريعة لبوتين لاتهام الغربيين او لاتهام حلف شمال الاطلسي».
من جانب آخر، قال بايدن إنه «من المهم» ان يبقى الغربيون «على تنسيق تام»، مذكراً بانه تحدث السبت مع رؤساء دول وحكومات واشار الى انه يعتزم التحدث اليهم مجدداً.
ويعتزم بايدن أيضا البقاء على «اتصال مستمر» مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والذي تحدث اليه الاحد لتأكيد له دعم الولايات المتحدة.
وكان التمرد الذي قامت به «فاغنر» مساء الجمعة حتى مساء السبت هز روسيا.
وخلال 24 ساعة، استولت قوات بريغوجين على مواقع عسكرية في مدينة روستوف الاستراتيجية (جنوب غرب) وقطعت مئات الكيلومترات في اتجاه موسكو.