وزارة النقل تابعت تنقل ضيوف الرحمن نحو منى لقضاء يوم التروية عبر مسيّرات بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي... و«لا حج بلا تصريح»

الحج الأكبر... عرفة

خيام الحجاج في مشعر منى
خيام الحجاج في مشعر منى
تصغير
تكبير

بدأ ضيوف الرحمن، أمس، مناسك الحج، بقضاء يوم التروية في مشعر منى، تقرباً لله تعالى، راجين منه القبول والمغفرة، متّبعين ومقتدين بسنة نبيهم محمد، صلى الله عليه وسلم، مكثرين من التلبية والتسبيح والتكبير، في مستهلّ رحلة إيمانية في رحاب مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، تستغرق 6 أيام.

وفي ذروة الحج، يتوجه المصلون اليوم إلى جبل عرفات، حيث يمضون النهار في الصلاة والدعاء تحت أشعة الشمس، هاتفين ومهللين «لبيك اللهم لبيك»، قبل أن يغادروا باتجاه مزدلفة للمبيت فيها ومنها لموقع رمي الجمرات، ثم إلى المسجد الحرام لأداء طواف الوداع.

ومساء الأحد، أنهى مئات الآلاف من الحجاج الطواف في المسجد الحرام في مكة المكرمة. وحمل الكثير منهم مظلات ملوّنة للاحتماء من أشعة الشمس الحارقة حيث تجاوزت الحرارة 44 درجة مئوية ظهراً.

بعد ذلك، بدأ ضيوف الرحمن في شق طريقهم إلى منى، حيث باتوا في الخيم البيضاء المكيفة المتراصة بدقة.

ويقع مشعر منى بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة على بُعد 7 كيلومترات شمال شرقي المسجد الحرام، وهو حد من حدود الحَرم تحيطه الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكَن إلا مدة الحج، ويَحدُّه من جهة مكة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي «محسر».

وجرت عملية تفويج الحجاج، وفق مسارات وأوقات محددة، وسط تشديدات أمنية مكثفة لمنع دخول أي سيارة أو حافلة لا تحمل تصريحاً بدخول المشاعر المقدسة.

وذكرت قناة «الإخبارية» الحكومية، أنّ وزارة النقل تابعت انسيابية تنقل الحجاج نحو منى عبر طائرات مسيرة، بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي. كذلك وفرت حافلات ذاتية القيادة تحمل كل منها 11 راكباً لتسهيل تنقل الحجاج بين المشاعر المقدسة.

وأمس، أعادت السلطات السعودية التأكيد أنه «لا حج بلا تصريح»، وحذّرت أن من يضبط يحج بلا تصريح «يعاقب بالسجن لمدة تصل إلى 6 أشهر وبغرامة مالية تصل إلى 50.000 ريال (13.300 دولار)».

وتوقع المركز الوطني للأرصاد أن تراوح الحرارة في مكة بين 43 - 45 درجة نهاراً خلال موسم الحج هذا العام.

ودعت وزارة الصحة الحجاج لاستخدام المظلات خلال النهار، كما أعطت نصائح مختلفة «لتجنب ضربات الشمس»، من بينها دعوة المرضى وكبار السن لتجنب أداء المناسك في منتصف النهار.

وقامت السلطات بتعزيز الإجراءات الطبية في العاصمة المقدسة.

وللتخفيف من درجات الحرارة المرتفعة في مشعر منى، تضخ نقاط رذاذ الماء الموزعة في أرجاء المشعر وتتطاير تلطيفاً للأجواء.

وتساعد هذه الطريقة في تخفيض درجة الحرارة من 5 إلى 7 درجات.

وخصصت وزارة الصحة، 217 سريراً لاستقبال حالات ضربات الشمس، منها 166 في مستشفيات المشاعر المقدسة، و51 في مكة المكرمة.

وتتوقّع السلطات السعودية، مشاركة أكثر من 2.5 مليون حاج من 160 بلداً في الحج هذا العام في «أكبر موسم حج في التاريخ».

وأفادت الشريعة السمحة بأن قدوم الحجاج المقرنين أو المفردين بإحرامهم إلى منى، يوم التروية، والمبيت بها في طريقهم للوقوف بمشعر عرفة، سنة مؤكَّدة.

ويُحرم المتمتعون المتحللون من العمرة من أماكنهم، سواء داخل مكة أو خارجها، حيث يبقى الحجاج بها إلى ما بعد بزوغ شمس التاسع من ذي الحجة، يتوجهون بعدها للوقوف في عرفة (الوقفة الكبرى)، ثم يعودون إليها بعد «النفرة» من عرفة، والمبيت في مزدلفة، لقضاء أيام (10 - 11 - 12 و13)، ورمي الجمرات الثلاث: جمرة العقبة، والجمرة الوسطى، والجمرة الصغرى، إلا مَن تعجّل.

ويعدّ مشعر منى ذا مكانة تاريخية ودينية، به رمى نبي الله إبراهيم، عليه السلام، الجمار، وذبح فدي إسماعيل عليه السلام، ثم أكد نبي الهدى، صلى الله عليه وسلم، هذا الفعل في حجة الوداع وحلق، واستنَّ المسلمون بسُنّته يرمون الجمرات ويذبحون هديهم ويحلقون. ويشتهر المشعر بمعالم تاريخية، منها الشواخص الثلاثة التي تُرمى، وبه مسجد «الخيف»، الذي اشتق اسمه نسبة إلى ما انحدر من غلظ الجبل، وارتفع عن مسيل الماء، والواقع على السفح الجنوبي من جبل منى، وقريباً من الجمرة الصغرى، وقد صلى فيه النبي، صلى الله عليه وسلم، والأنبياء من قبله.

ومازال مسجد «الخيف» قائماً حتى الآن، ولأهميته جرت توسعته وعمارته في عام 1407هـ.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي