اتهم بايدن بأنّه «فاسد»... ومخاوف من تحرّك أنصاره «المتطرفين»

ترامب يعتبر محاكمته «أسوأ استغلال شرير وشنيع للسلطة»

ترامب مُتحدّثاً أمام حشد من أنصاره في ناديه للغولف في نيوجرسي (أ ف ب)
ترامب مُتحدّثاً أمام حشد من أنصاره في ناديه للغولف في نيوجرسي (أ ف ب)
تصغير
تكبير

بعدما كان دونالد ترامب يصف وزارة العدل بأنها «وحش شرير»، صعد هجماته على الجهاز القضائي، واعتبر توجيه الاتهام إليه رسمياً أمام محكمة فيديرالية في ميامي، الثلاثاء، بأنه «أسوأ استغلال شرير وشنيع للسلطة في تاريخ» الولايات المتحدة، ما يهدد بتقويض ثقة الأميركيين في دولة القانون.

وبات الملياردير البالغ 76 عاماً، أول رئيس أميركي سابق ملاحق من القضاء الفيديرالي، وذلك لاتهامه بالاحتفاظ بصورة غير قانونية بوثائق سرية أخرجها معه من البيت الابيض عند انتهاء ولايته.

وفي خطاب ألقاه أمام حشد من أنصاره في ناديه للغولف في نيوجرسي، اتّهم الملياردير الجمهوري الطامح للعودة إلى البيت الأبيض في انتخابات العام المقبل، خلفه الديموقراطي جو بايدن، بأنّه «فاسد» ويسعى للإطاحة «بخصمه السياسي الأبرز».

وقال «شهدنا اليوم (الثلاثاء)... أسوأ استغلال شرير وشنيع للسلطة في تاريخ بلادنا... هذا محزن جداً». وشدد على أنّ محاكمته تمثّل «تدخّلاً في الانتخابات».

وألقى ترامب خطابه، بعدما مثُل أمام محكمة فيديرالية في ميامي وجّهت إليه رسمياً 37 تهمة جنائية دفع ببراءته منها كلّها، مما يمهد لمحاكمة تاريخية وقد تكون مضرة جداً لحملته للانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 2024.

في ميامي، أخطره قاضٍ فديرالي بالتهم الـ 37 الموجهة إليه. بعد ذلك خرج ترامب للقاء الحشد بعد مغادرته، في مطعم كوبي يعد مكان تجمع رمزياً للناشطين الجمهوريين في فلوريدا.

وقد توجه بعد ذلك إلى نيوجرسي حيث كان ينتظره مئات من أنصاره.

وهي المرة الأولى التي يتم فيها توجيه لائحة اتهام إلى رئيس أميركي سابق على المستوى الفيديرالي، وهو حدث أثار اهتماماً إعلامياً كبيراً.

وقبل 24 ساعة من بدء المحاكمة، كانت مروحيات وسائل الإعلام الأميركية ترصد تحركات الملياردير من طائرته الخاصة إلى نادي الغولف وهو مبنى كبير بنوافذ زجاجية محاط بأشجار النخيل.

وقطب العقارات السابق ملاحق بقضايا عديدة لكن هذه الدعوى هي الأخطر على الإطلاق. فالرئيس السابق متّهم بتعريض أمن الولايات المتّحدة للخطر من خلال احتفاظه في منزله في فلوريدا بمخطّطات عسكرية ومعلومات تتعلّق بأسلحة نووية.

وتتضمّن لائحة الاتّهام المكوّنة من 49 صفحة، صوراً تظهر الصناديق التي كان من المفترض أن تكون في الأرشيف الوطني مكدّسة في قاعات رقص وغرف نوم وحمّام في منتجع مار الا غو، مقرّ سكن ترامب في بالم بيتش.

لكن ورغم خطورة التّهم الموجّهة إليه، لم يتخلّ ترامب عن نبرة التحدّي التي تسلّح بها منذ بدأت التحقيقات، مؤكّداً أمام أنصاره أنّ كل شيء «على ما يرام».

وقال إدوارد فولي الأستاذ في جامعة أوهايو «هذا يضع البلاد في وضع خطير جداً».

ورأى الخبير في القانون الانتخابي، أن هناك تجاذباً «محتوماً» بين مبدأين ديموقراطيين أساسيين، الأول أن «لا أحد فوق القانون»، والثاني أنه «لا يمكن للحكومة استخدام سلطتها ضد معارضيها».

وسعياً لتفادي أي تعقيدات، حرص وزير العدل ميريك غارلاند، الذي يشرف على الجهاز القضائي الفيديرالي، على تسليم الملف إلى مدع خاص معروف بالتزامه الصارم بالقانون هو جاك سميث، فيما يمتنع بايدن عن الإدلاء بأي تعليق حول المسألة.

ورغم ذلك يؤكد ترامب أنه ضحية «وزارة قلة العدل» التي يصفها بأنها «فاسدة» وتعمل لحساب «اليسار الراديكالي».

وتتجاوب قاعدة مؤيدي ترامب مع انتقاداته مثلما تجاوبت معه عندما شن حملة لإنكار هزيمته في الانتخابات الرئاسية عام 2020، وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد «يوغوف» أن 76 في المئة من الناخبين الجمهوريين يعتبرون أن الملاحقات ضد ترامب لها «دوافع سياسية».

في الوقت نفسه يضاعف فريق حملته توجيه الرسائل الإلكترونية إلى أنصاره لتشجيعهم على المساهمة مالياً في الدفاع عنه.

- «نهج ترامب المعهود»

وقال توماس هولبروك، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ويسكونسن «إنه نهج ترامب المعهود، هذا يساعده على حشد أنصاره» وجمع أموال وتحويل الانتباه عن الاتهامات الفادحة التي يواجهها.

ولفتت شيرلي آن وارشو، الخبيرة السياسية التي صدرت لها مؤلفات كثيرة عن الرؤساء الأميركيين إلى أن حملة ترامب «تقوض ثقة الرأي العام في حياد وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيديرالي (إف بي آي)».

لكنّها اعتبرت أن التأثير يبقى محدوداً. وأوضحت أن «الوزارة تخسر فقط دعم أنصار ترامب» في حين أن «معظم الأميركيين يعتبرون أنه لم يكن ينبغي لترامب أن يحمل معه هذه الوثائق ويحتفظ بها في مساحات الترفيه في مار الا غو»، مقر إقامته في فلوريدا.

في المقابل، رأى هولبروك أن اليسار الأميركي الذي ينتقد بشدة المحاكم بعد حملة التعيينات الواسعة التي أجراها ترامب في صفوفها، قد يطمئن لهذه الملاحقات.

وقالت ماري ستاكي، أستاذة الاتصال في جامعة بين «ما سيحدث الفرق» مع الوقت لن يكون موقف ترامب الذي «سيواصل توجيه اتهاماته» بل موقف «النخب الجمهورية».

وبقي بعض أبرز الجمهوريين على مسافة من الرئيس السابق، فوصف بيل بار، وزير العدل في إدارة ترامب، البيان الاتهامي بأنه «فادح».

وقال الأحد «إن كان نصف كل ذلك فقط صحيحاً، عندها يكون قضي عليه».

- «متطرفون»

غير أن هذه الأصوات تبقى معزولة في الوقت الحاضر داخل الحزب الجمهوري، في حين يضاعف أقرب أنصار ترامب التصريحات النارية.

وتوعدت المرشحة المهزومة لمنصب حاكم أريزونا كاري لايك، بأن أنصار ترامب لديهم «بطاقة عضويتهم في الرابطة الوطنية للاسلحة النارية»، لوبي الأسلحة الواسع النفوذ، فيما المح السياسي أندي بيغز إلى «حالة حرب».

وتثير هذه التصريحات مخاوف من أعمال عنف جديدة على غرار الهجوم الذي شنه أنصار للرئيس السابق على مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021 سعياً لمنع تثبيت فوز بايدن في الانتخابات.

ورأت آن وارشو أن «ترامب لديه قاعدة من المتطرفين المستعدين للقيام بأي شيء لحمايته».

وقالت ستاكي إن «قوات حفظ النظام مدركة تماماً لخطر حصول أعمال عنف»، في سياق تعليقها على الانتشار الكثيف للشرطة في محيط المحكمة الفيديرالية في ميامي.

وأضافت «قد نتمكن من تفادي العنف في المدى القريب، لكن لا شك أن ترامب سيواصل حض أنصاره على التحرك».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي