... لِمَنْ يبتسم «أتاتورك»؟
شاء القدر أن تكون المواجهة الأولى بينهما في تاريخ دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، في المباراة النهائية لأمجد البطولات القارية، حيث يُطارد مانشستر سيتي الإنكليزي حلمه الوردي الأول ورفع الكأس ذي الأُذنين الطويلتين، فيما يطمح إنتر ميلان الإيطالي في إعادة كتابة التاريخ مجدّداً والظفر باللقب الرابع والأول بعد 13 عاماً، على ملعب «أتاتورك الأولمبي» في إسطنبول، غداً، وهو المسرح الذي شهد النهائي الذي لا يُنسى على الإطلاق عام 2005 بين فريقين إنكليزي وإيطالي أيضاً.
«سيتي» على مرمى حجر من تحقيق الثلاثية التاريخية النادرة للمرة الأولى (الدوري والكأس المحليان ودوري الأبطال)، ومحاكاة إنجاز الجار اللدود مانشستر يونايتد، وهو أول فريق إنكليزي يُحقّق الثلاثية عام 1999.
لكن هذه ليست سوى المباراة النهائية الثانية لـ «سيتي»، وكان قريباً من التتويج القاري الأول، عندما تأهل الى نهائي نسخة عام 2021، بيد أنه خسر أمام مواطنه تشلسي بهدف، بعدما أخطأ المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا بعدما أجلس لاعب «الارتكاز» مواطنه رودري على الدكّة بدلاً من الدفع به أساسياً.
ويبدو أن «بيب» تعلّم من الخطأ، وهو يتطلّع للانضمام إلى نخبة المدربين الفائزين باللقب ثلاث مرات، بعدما رفع الكأس سابقاً في عامي 2009 و2011 مع برشلونة الإسباني، ويصبح أيضاً الرجل السادس فقط الذي يفوز بها مع فريقين.
منطقياً، تصبّ الترشيحات الى جانب «سيتي» لتعويض «نكسة 2021» والعودة مطوّقاً بإكليل الغار، حيث يبدو الفريق في «الفورمة» في نهاية الموسم، وقد أطاح في طريقه الى النهائي عقبتين كبيرتين، فأقصى بايرن ميونيخ الألماني في ربع النهائي وريال مدريد الإسباني، حامل اللقب، في نصف النهائي، ما رفع سقف الطموح لديه.
وعن النهائي، يقول غوارديولا لموقع الاتحاد الأوروبي: «إذا أردنا أن نقوم بخطوة حاسمة بصفتنا نادٍ كبير، يتعيّن علينا الفوز في أوروبا».
وأضاف: «يتعيّن علينا الفوز بدوري الأبطال، هذا أمرٌ لا يمكن تفاديه».
ويعوّل «سيتي» كثيراً على المهاجم النروجي الفتّاك إرلينغ هالاند، الذي سجّل 52 هدفاً في الموسم الراهن في المسابقات كافة، بينها 12 هدفاً في المسابقة القارية ليتصدر ترتيب الهدافين، وأثبت أنه كان القطعة المفقودة التي كانت تنقص فريقه.
كما يمكن لبطل إنكلترا الاعتماد على تألق لاعب الوسط الألماني إيلكاي غوندوغان في الفترة الأخيرة، لاسيما في نهائي الكأس ضد «يونايتد» بتسجيله الهدفين (2-1)، آملاً أن يترك بصمة مماثلة في المباراة قد تكون الأخيرة له مع الفريق.
في المقابل، يعود إنتر إلى النهائي بعد 13 عاماً، ولكن في وضع مختلف تماماً، ويبدو أنه ليس لديه ما يخسره أمام «سيتي». من الناحية التكتيكية، يتمتع فريق المدرب سيموني إنزاغي بالصلابة في الدفاع ويمضي قدماً بالسلاسة، ويتحرّك جيداً كفريق، بأسلوب لعب يتطلّب جهداً بدنياً من الجميع أن يكونوا في القمّة، وعدم الوقوف مكتوفي الأيدي لإفساد حلم «سيتي» بتحقيق الثلاثية.
ويقول إنزاغي: «بالنسبة لنا كان حلماً، ولكننا نؤمن به دائماً. أنا فخور لوجودي هنا. لم يعطنا أحد أي شيء، نحن نستحق كل ما حققناه. والآن حلمنا أن نلعب أصبح النهائي حقيقة. لقد كان مساراً غير عادي والفوز بالدربي (على ميلان) في الدور نصف النهائي جلب السعادة».
وما يُقلق «سيتي»، المستوى التصاعدي لمهاجمي إنتر، إذ مرّ الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز بفترة سيئة حتى إياب ثُمن النهائي، بيد أنه منذ ذلك الوقت سجّل 11 هدفاً في 13 مباراة، فيما يواظب زميله البلجيكي روميلو لوكاكو على التألق بتسجيله 7 أهداف وقدّم 5 تمريرات حاسمة في الفترة نفسها.
القيمة السوقية
- مانشستر سيتي: نحو مليار و500 مليون يورو، وفقاً لموقع «ترانسفير ماركت» العالمي.
ويعتبر الهدّاف النروجي إرلينغ هالاند، الأعلى قيمة بمبلغ 170 مليون يورو.
- إنتر ميلان: 534 مليوناً و450 ألف يورو، أيّ أقلّ من نصف القيمة السوقية لـ «سيتي».
ويُعدّ المهاجم الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز، الأعلى قيمة بمبلغ 80 مليون يورو.
أطول 5 لاعبين
- مانشستر سيتي: النروجي إرلينغ هالاند (194 سم)، الإسباني رودري (190 سم)، جون ستونز (188 سم)، البرتغالي روبن دياز والسويسري مانويل أكانجي (186 سم).
- إنتر ميلان: البوسني إيدن دجيكو (193 سم)، البلجيكي روميلو لوكاكو (191 سم)، فرانشيسكو أتشيربي (192 سم)، أليساندرو باستوني والحارس الكاميروني أندري أونانا (190 سم).
«صائد الكؤوس»
مدرب إنتر ميلان:
سيموني إنزاغي
- العمر: 47 عاماً
- الطول: 185 سم
- الوزن: 82 كلغ
- اللقب: صائد الكؤوس
- توّج بكأس إيطاليا 3 مرات (مرتان مع إنتر ميلان 2022 و2023، ومرة مع لاتسيو 2019)، وكأس «السوبر» المحلي 4 مرات (مرتان مع إنتر 2022 و2023، ومرتان مع لاتسيو 2018 و2020).
-قاد إنتر في 56 مباراة في الموسم الراهن، لعبها جميعاً بخطة 3-5-2، وفاز في 35، خسر 14، وتعادل في 7.
-خسر في مباراتين فقط في المسابقة القارية هذا الموسم، كانتا أمام بايرن ميونيخ في دور المجموعات، وبالنتيجة نفسها بهدفين نظيفين.
-لم يتوّج بأيّ لقب في الدوري أو في المسابقات الأوروبية.
-يخوض أول نهائي له في البطولة القارية العريقة.
-أول مدرب في التاريخ لا يخسر 4 نهائيات متتالية ضد يوفنتوس، في كأس «السوبر» الإيطالي ثلاث مرات أعوام 2018 و2020 و2021 وكأس إيطاليا عام 2022.
مفارقة
في مفارقة، استضاف ملعب «أتاتورك» مباراة نهائية دراماتيكية في دوري الأبطال بين فريقين من إنكلترا وإيطاليا أيضاً عام 2005، عندما تقدّم ميلان على ليفربول بثلاثية في نهاية الشوط الأول، قبل أن يقلب الفريق الإنكليزي الطاولة على منافسه ويدرك التعادل 3-3، ثم يتوّج باللقب بركلات الترجيح (3-2).
وكان ملعب «أتاتورك» مرشّحاً لاستضافة نهائي نسخة عام 2020 من المسابقة، لكن جائحة «كورونا» حالت دون ذلك، وأقيم الدور النهائي بنظام التجمع في العاصمة البرتغالية لشبونة.
تطلّعات أونانا
أكد حارس مرمى إنتر ميلان، الكاميروني أندريه أونانا: «نحن نادٍ كبير ولدينا تطلّعات كبيرة. عندما يبلغ إنتر المباراة النهائية يتعيّن عليه الفوز بها. نملك لاعبين كباراً ونعرف تماماً كيفية خوض المباريات النهائية».
«فيلسوف»
مدرب مانشستر سيتي:
الإسباني جوسيب غوارديولا
- العمر: 52 عاماً
- الطول: 180 سم
- الوزن: 77 كلغ
- اللقب: فيلسوف
- يُعتبر نهائي دوري الأبطال الثاني له مع مانشستر سيتي في السنوات الثلاث الأخيرة، بعدما خسر أمام تشلسي بهدف نظيف على ملعب «دراغاو» في لشبونة.
- خاض 60 مباراة في الموسم الراهن، فاز في 43، تعادل في 10، وخسر في 7، لكنه لم يتذوق طعم الهزيمة في دوري الأبطال.
- استقرّ خلال الفترة الأخيرة من الموسم على اللعب بخطة 3-4-2-1، حيث واجه بها بايرن ميونيخ الألماني وريال مدريد الإسباني في الدورين ربع النهائي ونصف النهائي توالياً.
- حقّق 34 لقباً مع برشلونة الإسباني (14 خلال الفترة بين 2008 و2012)، بايرن ميونيخ (7 في الفترة بين 2013 و2016) ومانشستر سيتي (13 من 2016 وحتى الآن).
- أحرز لقب دوري الأبطال مرتين مع برشلونة (2009 و2011)، وكأس «السوبر» الأوروبي 3 مرات (مرتان مع برشلونة 2009 و2011 ومرة مع بايرن ميونيخ 2013)، وكأس العالم للأندية 3 مرات أيضاً (مرتان مع النادي الكاتالوني 2009 و2011 ومرة مع الفريق البافاري 2013).
- توّج بالثلاثية التاريخية (الدوري والكأس المحليان ودوري الأبطال) مرة واحدة مع برشلونة عام 2009.
783 مليون دولار
تصدّر مانشستر سيتي «دوري ديلويت المالي لكرة القدم» للعام الحالي، وهو مرجع في قياس القوّة المالية للأندية الأوروبية، بإيرادات بلغت 783 مليون دولار الموسم الماضي.
خسائر إنتر
سجّل إنتر ميلان الموسم الماضي خسائر بلغت 140 مليون يورو، وذلك بعد سنة من خسائر قياسية بلغت 245.6 مليون يورو، نظراً لإقامة المباريات من دون جماهير بسبب فيروس «كورونا».
تصحيح الأخطاء
أكد مدافع مانشستر سيتي كايل ووكر أن فريقه مصمّم على «تصحيح الأخطاء» التي أدت إلى هزيمته من تشلسي في نهائي دوري الأبطال 2021، عندما يواجه إنتر ميلان في النهائي، غداً.
وقال ووكر لوسائل إعلام بريطانية: «نعرف أننا نحظى بفريق جيد، لكن لكي نلقى التقدير العالمي كأحد أفضل الفرق نحتاج للفوز بدوري الأبطال».
وأضاف: «هذا لا يُقلّل مما حققته التشكيلة في آخر 6 أعوام، لدينا فرصة ثانية مع المدرب ومجموعة اللاعبين الذين استمروا ونحتاج لتصحيح الأخطاء التي ارتكبناها أمام تشلسي».
وشدّد ووكر على أن «سيتي» يجب أن يتوّج ببطولة الصفوة في أوروبا، إذا أراد أن ينضم إلى أعظم فرق إنكلترا عبر التاريخ مثل مانشستر يونايتد 1999 وجيل أرسنال «الذي لا يقهر» المتوّج بالدوري الممتاز من دون هزيمة موسم 2003-2004.
وختم: «فريقا يونايتد وأرسنال ربما يكونان أفضل فرق الدوري الإنكليزي الممتاز عبر التاريخ. اعتقد أنه يجب الوضع في الاعتبار ما فعلناه وليفربول في السنوات الأخيرة، لكنهم فازوا بدوري الأبطال، بينما لم نحصد البطولة الكبرى. لذا، يجب أن نقتنص الكأس».
طموح إيدرسون
قال حارس مرمى مانشستر سيتي، البرازيلي إيدرسون: «نحن نعمل (من أجل إحراز اللقب) منذ فترة طويلة».
وتابع: «الفريق بأكمله كان شاهداً على الكثير من الانتصارات، لكن أيضاً من الهزائم. اللاعبون المتواجدون هنا من فترة 5 أو 6 سنوات تعرّضوا لهذا النوع من الهزائم، وبالتالي قد تعلمنا منها لكي تساعدنا على النمو».
تفوّق إسباني
تتفوّق المدرسة الإسبانية في التدريب على نظيرتها الإيطالية في المواجهات المباشرة في نهائي دوري الأبطال 3-1، بفوز ريال مدريد بقيادة المدرب الإسباني خوسيه فيلالونغا على فيورنتينا بقيادة مدربه الإيطالي فولفيو بيرنارديني بهدفين عام 1957، وليفربول بقيادة الإسباني رافائيل بينيتيز على ميلان بإشراف الإيطالي كارلو أنشيلوتي بركلات الترجيح 3-2 (تعادلا 3-3 في الوقتين الأصلي والإضافي) عام 2005، وميلان على الـ«ريدز» مع المدربين نفسيهما 2-1 عام 2002، وبرشلونة بقيادة مدربه الإسباني لويس إنريكي على يوفنتوس بقيادة الإيطالي ماسيمليانو أليغري 3-1 عام 2015.
لقاءان سابقان
يعتبر النهائي هو اللقاء الأول بين الفريقين في المسابقة، والثالث في التاريخ بينهما، فاز إنتر بثلاثية نظيفة ودياً في 2010، وردّ مانشستر سيتي بالنتيجة ذاتها ودياً أيضاً عام 2011.
الأكثر تتويجاً
14 - ريال مدريد الإسباني
7 - ميلان الإيطالي
6 - بايرن ميونيخ الألماني
5 - برشلونة الإسباني
4 - أياكس أمستردام الهولندي
3 - إنتر ميلان الإيطالي ومانشستر يونايتد الإنكليزي
2 - تشلسي ونوتنغهام فوريست الإنكليزيان، بورتو وبنفيكا البرتغاليان ويوفنتوس الإيطالي.