أول نائب رئيس في العصر الحديث يتحدّى زميله القديم في الترشّح عن حزبه
بنس يدعو الأميركيين إلى الاختيار بين ترامب «المتهور» والدستور
- جدال بين حاكمي فلوريدا وكاليفورنيا حول المهاجرين الفنزويليين
أطلق مايك بنس، حملته للانتخابات الرئاسية الأميركية على أمل كسب ترشيح الحزب الجمهوري الذي بات عليه، برأيه، الاختيار بين دونالد ترامب «المتهور» والدستور، معتبراً أن محاولة الرئيس السابق إلغاء الانتخابات الأخيرة يجب أن تمنعه من العودة إلى البيت الأبيض.
ونائب الرئيس السابق كان مدافعا شرساً عن سياسات ترامب في البيت الأبيض. وهو متدين جداً وعمل في الماضي مقدماً لبرنامج حواري إذاعي وكان حاكما لولاية إنديانا.
وأكد بنس أنه فخور في الوقوف مع الرئيس السابق المرشح «كل يوم» خلال إدارته من 2017 إلى 2021. لكنه وضع خطاً فاصلاً عندما حرض ترامب حشداً على اقتحام مبنى الكونغرس (الكابيتول) في السادس من يناير 2021. وكان بنس داخل المبنى ويشرف على المصادقة على فوز جو بايدن في الانتخابات.
وقال بنس لمؤيديه في أنكيني في ولاية آيوا، ليل الأربعاء، «كما قلت مرات عدة، في ذلك اليوم المصيري كانت كلمات الرئيس ترامب متهورة وعرضت للخطر عائلتي والجميع في الكابيتول».
وأضاف أن «الشعب الأميركي يستحق أن يعرف أنه في ذلك اليوم، طلب الرئيس ترامب أيضاً أن أختار بينه وبين الدستور، والآن سيواجه الناخبون الخيار نفسه»، مؤكدا «اخترت الدستور وسأفعل ذلك دائماً».
بنى بنس سمعته كنائب رئيس مخلص ووقف بجانب ترامب خلال فضيحة استمرت أربع سنوات في البيت الأبيض، وجلب اليمين الديني إلى الساحة.
لكن رفض المسيحي الإنجيلي تلبية طلب ترامب استخدام دوره كرئيس لمجلس الشيوخ لتخريب انتخابات 2020 جعله منبوذاً من القاعدة المتشددة لترامب، وأثار غضب الرئيس الشعبوي نفسه.
واضطر بنس للهرب حفاظاً على حياته، عندما اقتحمت مجموعة من الغوغاء بتوجيه من ترامب، في طريقها إلى الكابيتول، الحواجز ودعت إلى إعدام نائب الرئيس.
«لا أحد فوق القانون»
وبنس الذي شدد في تسجيل مصور بث الأربعاء، على أن «الله لن يتخلى عن أميركا»، هو أول نائب رئيس في العصر الحديث يتحدى زميله القديم في الترشح عن حزبه.
ويشير إعلان ترشحه إلى صعوبة الطريق الذي سيتبعه في الحملة الانتخابية، بينما يحاول النأي بنفسه عن الفوضى التي سادت سنوات ترامب ويستفيد من المكاسب التي يعتقد أن البلاد حققتها.
وهاجم بنس، ترامب لتراجعه عن سياسات محافظة مثل القيود الصارمة على الإجهاض والمسؤولية المالية، واتهمه بالحنث «من اليوم الأول»، بوعده بالحكم «بلباقة وأخلاق».
وردا على سؤال عن معلومات نشرتها وسائل الإعلام تفيد بأن محامي ترامب أُبلِغوا بأن موكلهم هدف لتحقيق في الاستهتار بوثائق سرية بعد مغادرته البيت الأبيض، قال بنس أمام جمهور في قاعة بلدية «لا أحد فوق القانون».
وأضاف «آمل بأن تكون هناك طريقة للمضي قدماً من دون الخطوة الخطيرة والجذرية والمثيرة للانقسام المتمثلة في اتهام رئيس سابق للولايات المتحدة».
وأعلن بنس الذي يحتفل بعيد ميلاده الرابع والستين ترشحه للرئاسة بعد يوم واحد على انضمام حاكم نيوجرسي السابق كريس كريستي إلى السباق، واعداً بأن يكون المرشح الوحيد الذي لن يوجه لكماته إلى ترامب.
وما زال ترامب الشخصية الجمهورية المهيمنة في جزء كبير من الولايات المتحدة.
«مثير للشفقة»
ويشارك في السباق أيضاً حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، وحاكمان سابقان هما نيكي هالي وآسا هاتشينسون.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن ترامب هو المرشح الأوفر حظاًـ ويتقدم على ديسانتيس الذي يأتي في المرتبة الثانية بفارق يزيد على 30 نقطة.
ولم يحقق أي من المرشحين الآخرين - بمن فيهم بنس - نسبة تأييد من رقمين.
وزار ديسانتيس جنوب ولاية أريزونا الأربعاء، حيث روّج لموقفه المتشدد في شأن الهجرة، ودافع عن قرار ولايته إرسال عشرات من المهاجرين الفنزويليين إلى كاليفورنيا في رحلات طيران مستأجرة من تكساس في الأيام الأخيرة.
واتهم حاكم ولاية كاليفورنيا الديموقراطي غافين نيوسوم، ديسانتيس بالخطف، ووصفه بأنه «رجل صغير مثير للشفقة» في إطار هذه العملية الممولة من دافعي الضرائب، بعدما ذكر مسؤولون أن المهاجرين تم تضليلهم للصعود إلى الطائرات بوعود كاذبة بوظائف.
ورد ديسانتيس بانتقاد المدن والولايات التي تشكل «ملاذات آمنة» مثل كاليفورنيا، ودعا إلى «إغلاق» الحدود، وذلك في مناقشة في سييرا فيستا مع مسؤولين من فلوريدا وأريزونا وتكساس.
وقال ديسانتيس إن «هذه هي السياسات التي (راهنوا) عليها»، منتقداً نهج كاليفورنيا الأكثر تساهلاً في السيطرة على الهجرة.
وتساءل «ماذا بعد ذلك؟ عندما يتوجب عليهم التعامل مع بعض نتائج ذلك يصبحون فجأة منزعجين جداً».