حسناً فعلت رابطة الاجتماعيين حين قامت لجنة الاستشارات والتدريب بها بتنظيم ندوة جماهيرية بعنوان «أثر الدراما ومسلسلات رمضان على الأسرة» تحت رعاية السيد عبدالله الرضوان، رئيس رابطة الاجتماعيين بمشاركة ضيوف متخصصين مثل الدكتورة كلثوم عوض وعزيزة الحداد والإعلامي فيصل الرشيد وقد أدارت الجلسة سميرة القناعي.
وكانت تلك الندوة من أكثر الندوات نجاحاً فعلى مدى أكثر من ثلاث ساعات كان الحديث ذو شجون بين الحضور حتى بعد ختام الندوة بشكل رسمي إذ استمرت الحوارات الجانبية، الأمر الذي يعكس نجاح رابطة الاجتماعيين بتنظيم ندوات تكون موضوعاتها قريبة من رجل الشارع الكويتي.
وكانت محاور الندوة كثيرة ومتعددة تدور معظمها حول صورة المجتمع الكويتي في المسلسلات الرمضانية بشكل عام وعلى صورة المرأة الكويتية بصورة خاصة وعلى صورة الفتاة الكويتية بصورة أكثر خصوصية.
وركز المشاركون على نقطة مهمة وهي أن ما يقدم من نماذج في المسلسلات الكويتية لا يمت بصلة بالمجتمع الكويتي المحافظ بطبعه والذي يفتخر بالدين وبالعادات وبالتقاليد، وبالتالي فإن ما نراه انما هو بعيد كل البعد عن واقع المجتمع الكويتي.
وأضاف المشاركون على أن من يقول إن هناك بعض النماذج الحقيقية السلبية فإنها وان صدقت انما هي ليست منتشرة وكأنها ظاهرة متفشية في المجتمع الكويتي.
وأوضحوا بأن من لا يعرف المجتمع الكويتي ويكتفي بمشاهدة المسلسلات الكويتية انما ستتكون لديه صورة سلبية وهي صورة غير واقعية، الأمر الذي أغضب الجميع.
بالطبع، لا ندعي بأن المجتمع الكويتي مثالي بكل شيء، وانه بلا مشاكل فهذا كلام غير صحيح لكن الصورة التي تقدم بها القضايا والنماذج للشخصيات المشاركة في المسلسلات الرمضانية انما هي تشويه للواقع الإيجابي الأكثر منه سلبياً، الأمر الذي يدفعنا إلى التساؤل عن تفاصيل صناعة الدراما في الكويت وهي قسمين، الأول إنتاج شركات كويتية وأخرى إنتاج بمشاركة كويتية على مستوى شركات الإنتاج والممثلين لقنوات خليجية خاصة، الأمر الذي يضعنا أمام تحديات أخرى.
وبالنسبة للدراما فإن التحدي الأكبر هو عدم توافر نص درامي مميز، وهناك بعض الكاتبات اللاتي يبحثن عن كل ما هو مثير دون الاكتراث لمدى واقعية محتوى الكتابة أو ردة فعل الناس وهي تفرح كلما تحدث عنها الناس وان كان ذلك بصورة سلبية.
ولطالما هناك أزمة نص فلماذا لا تتم الاستعانة بالروايات الكويتية المميزة منها لتنفيذها كعمل درامي بدلاً من اللجوء إلى نص ضعيف أو نص عربي يتم «تكويته» دون ذكر اسم المؤلف الحقيقي للنص، وأتمنى ان يكون هناك شخص جريء يذكر أن المؤلف اسمه «برعي بصطويسي» وانه قام بتكويته!
ولدينا نقص حاد في الدراما التاريخية مع ندرة الإنتاج السوري، إلا أن المنتج المخرج الكويتي محمد سامي العنزي، لديه إنتاج مميز لكنه نادر ونتمنى منه العودة بعمل جاد كل بضع سنوات.
ومن الظواهر في الدراما الكويتية قلة عدد الممثلات قبل عام 1990م، وكانت الممثلات العربيات والايرانيات اللاتي ولدن في الكويت واللاتي يجدن نطق اللهجة الكويتية يقمن بالتعويض، بيد أن الأمر تغير وبصورة كبيرة ابتداء من التسعينات اذ تضاعف عدد الممثلات الكويتيات وبصورة ملفتة للنظر وهو تغير يحاكي تغير المجتمع بعد تجربة الاحتلال العراقي للكويت ويستحق دراسة هذا التغير من قبل علماء الاجتماع والتربية وعلم النفس، ولربما كانت هناك دراسات لم اطلع عليها وأتمنى من تلفزيون الكويت تنفيذ برامج حول تلك الموضوعات المهمة بدلاً من الحشو ببرامج لا تستحق المشاهدة.
وهناك عدم دقة في نطق المفردة الكويتية، ومازلت أذكر أحد كبار السن عندما تحدثنا في الديوانية عن الموضوع قال إنهم لا يتحدثون باللهجة الكويتية الحقيقية!
ومن جهة أخرى يوجد هبوط في مستوى الحوار بالدراما الكويتية، خاصة في ما يتعلق بالحوار بين الفتيات وقد تناول أحد الناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي تلك النقطة ضد ممثلة عربية نطقت بحوارها مفردات لا ينبغي أن تسمع من قبل الأسرة الكويتية وهي مجتمعة لمشاهدة المسلسل، فردت عليه بأنه أمر طبيعي وعادي جداً، فرد عليها رداً قاسياً من انه قد يكون مقبولاً في بلدك ولكنه ليس مقبولاً في الكويت.
ولا يعجبني بعض الذين كانوا يعملون بالصحافة وكانوا يجاملون الكثير من الفنانين والمنتجين وعندما تركوا الصحافة باتوا يوجهون سياط النقد العنيف.
إن وزارة الإعلام ليست مسؤولة عن كل مسلسل سيئ أو مسلسل يسيء إلى المجتمع الكويتي لطالما أنه إنتاج غير كويتي، وتلك نقطة حساسة وهي وسيلة قد يمارسها البعض ضد الكويت بصورة مقصودة أو غير مقصودة.
همسة:
لطالما اننا أمة لا تقرأ فلماذا لا يتم تناول الأحداث التاريخية العريقة في عمل درامي؟