رائدات في العمل النسائي يستعرضن تاريخ نضال نون النسوة
... للكويتية كلمة


- هيا بودي للرموز النسائية: لقد رسمتن الطريق وسهلتن علينا المسيرة
تظاهرة فكرية وتاريخية شهدتها ندوة «يوم المرأة الكويتية» التي نظمتها الجمعية الاقتصادية الكويتية، بالتعاون مع شبكة سيدات الأعمال والمهنيات، بحضور كوكبة بارزة من نساء الكويت الرائدات في مختلف المجالات، تزامناً مع ذكرى حصول المرأة الكويتية على حقوقها السياسية في 16 مايو 2005.
وأجمع المشاركون في الندوة، التي أدارتها عضو مجلس إدارة الجمعية رئيس اللجنة الثقافية هيا أيمن بودي، على أنه رغم حصول المرأة على حقوقها السياسية، فإن الطريق مازال طويلاً حتى يتم ترجمة تلك الحقوق لواقع عملي.
وخاطبت بودي في مستهل الندوة الحاضرات من الرموز النسائية، قائلة «لقد رسمتن الطريق وسهلتن علينا المسيرة».
معصومة المبارك: مسيرة أثمرت 14 وزيرة حملن 27 حقيبة
قالت أستاذ العلوم السياسية وزير التخطيط الأسبق الدكتورة معصومة المبارك، «لابد من إعطاء الحق لأصحابه بعد أن بات حقيقة نحتفل بها»، لافتة إلى أن «هناك ثلاثة أسماء لابد أن نذكر دورهم، ونحن نحتفل بهذه المناسبة وهم سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، وسمو الأمير الراحل الوالد الشيخ سعد العبدالله، وسمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، فعندما يتم تبني المطلب من القيادة السياسية يكون له ثقل».
وبيّنت أن «الأمر لم يكن سهلاً، فالمطالبة كانت شرسة، وهناك نخبة رائعة من النواب الذين قدموا 12 اقتراحاً بقانون، من أجل تمكين المرأة من حقوقها السياسية»، مردفة بالقول «أتذكر الرائدات نورية السداني ولولوة القطامي والدكتورة بدرية العوضي».
وشددت على أنه «لا يجب أن يعتقد البعض بأننا فجأة أصبح لدينا حقوق سياسية للمرأة، فثمة نضال طويل توج الآن بـ 14 وزيرة حملن 27 حقيبة وزارية»، مشيرة إلى أن «صوت المرأة مسؤولية، وإذا حلفك زوجك أو أبوك للتصويت فهذا حلف باطل».
لبنى القاضي: لماذا التشكيك في المرأة؟
قالت مؤسس ورئيس مركز دراسات وأبحاث المرأة في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت الدكتورة لبنى القاضي، إن «المرأة تحتاج إلى وعي لاختيار المرشح المناسب ودراسة سوابقه وما إذا كانت موافقه ضد المرأة أم معها»، مطالبة بـ «الإقبال على التصويت، لأن الصوت المستقل أمانة ويجب رفض أي ضغوط في هذا الشأن». وتساءلت القاضي، «لماذا التشكيك في المرأة والتقليل من دورها؟».
مها البغلي: في الكويت أمثلة كثيرة لنساء ذوات خبرة وإمكانيات وتحد
قالت نائب رئيس شبكة سيدات الأعمال والمهنيات، عضو المجلس البلدي السابق المهندسة مها البغلي، إن «16 مايو من أهم التواريخ التي نفتخر بها، وأتذكر أنه عندما تم التصويت في قاعة عبدالله السالم في مجلس الأمة، تعالت الأصوات بالنشيد الوطني»، مشيرة إلى أن «الكويت لديها أمثلة كثيرة لنساء لديهن الخبرة والإمكانيات والتحدي».
وشددت على أن «دور المرأة عندما تصل لمركز صنع القرار، أن تعمل لمصلحة أختها المرأة»، مشيرة إلى أنه «بدعم القيادة السياسية، سيتم تمثيل المرأة بشكل أكبر بما تستحقه».
لولوة الملا: النساء مشين في مقدمة «مسيرات الاثنين»
استعرضت رئيس مجلس إدارة الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية لولوة الملا، تجربة الطالبات والطلاب في قائمة الوسط الديموقراطي في جامعة الكويت، قائلة «كنا نقتحم الخيام الانتخابية لنسمع ماذا يقول المرشحون، ونجلس في السيارات لنستمع للإذاعة على ترددات الـ FM حتى أسمونا بحركة الـ FM».
وأضافت «نفس المجموعة شاركت في مجموعات دواوين الاثنين، وكنا نلبس عباءات حزناً على حل مجلس الأمة في ذلك الوقت، وكانت النساء يسرن في مقدمة مسيرات الاثنين، وأتى الغزو وقاومت المرأة واستبسلت. ونزلت النساء للمطالبة بحقوقهن في أول مظاهرة بعد التحرير أمام مدرسة الغزالي».
سارة أكبر: أردت أن تتسخ يدي بالنفط
عضو لجنة التنمية الاقتصادية بالمجلس الأعلى للتخطيط والتنمية المهندسة سارة أكبر، قالت «أول تحدي واجهني أن آخذ حقي كمهندسة في القطاع النفطي في العمل الميداني، وطلبت عدم الجلوس في المكتب والعمل في الحقول النفطية»، مضيفة «أردت أن تتسخ يدي بالنفط، لكنهم قالوا لي لا نريد أن نتحمل مسؤوليتك، وإذا حدث لك شيء فسيقولون ألا يوجد رجال؟».
وتابعت «مسؤولي وقتها فيصل الجاسم، هو الذي فتح لي الباب وبدأت في أول عملي ميداني لي، وكان حفر بئر في البحر في جزيرة فيلكا»، مشيرة إلى أن «سعادتي الآن أن أرى مهندسات كويتيات يعملن في الحقول النفطية».
سلمى الحجاج: تأسيس بيئة عمل... أساسها التكافؤ
قالت مدير عام إدارة الموارد البشرية في بنك الخليج سلمى الحجاج، إن «تمكين المرأة وتعزيز دورها القيادي، يتطلب المزيد من المرونة في التعامل معها، ومراعاة ظروفها الاجتماعية والأسرية من قبل واضعي السياسات في المؤسسات المختلفة، كما أن على المرأة نفسها أن تتحلى بالطموح والمثابرة والثقة في قدراتها، للوصول إلى أهدافها في التطور الوظيفي».
وأشارت إلى أن «مؤسسات القطاع الخاص تحرص على توفير فرص متساوية في التوظيف بين الجنسين، لتكون 50 في المئة نساء و50 في المئة رجال، ولكن بعد مدة ونتيجة للظروف الاجتماعية المحيطة بالمرأة نجد أن الميزان مال لصالح الرجال، وتصبح النسبة 90 في المئة رجال و10 في المئة نساء».
ونوهت إلى أن «تأسيس بيئة عمل أساسها التكافؤ يتم فيها دعم المرأة وتمكينها، سيحقق المزيد من الابتكار والنجاح، ويجعل ثقافة العمل صحية بشكل أكبر، الأمر الذي يساعد على تقدم المجتمع وينعكس إيجاباً على سوق العمل والمستقبل».