تقديرات دولية بفرار 270 ألفاً إلى تشاد وجنوب السودان
أزمة السودان تتفاقم: 15 مليوناً يحتاجون مساعدات
- الجيش يتهم «الدعم السريع» باستهداف السفارات والزحف نحو مصفاة نفط في الخرطوم
عواصم - وكالات - على وقع تواصل عمليات الإجلاء وغداة إطلاق هدنة جديدة لـ72 ساعة بين الجيش وقوات الدعم السريع بوساطة سعودية - أميركية، أعلنت الأمم المتحدة، أمس، أن 15 مليون سوداني أصبحوا في حاجة عاجلة للدعم الإنساني، وأن أعداد الفارين إلى تشاد وجنوب السودان قد تصل إلى 270 ألفاً.
ورغم تواصل القتال بين العسكريين، أكدت الأمم المتحدة في بيان، أن عملها مستمر في السودان، مشيرة إلى إنشاء مركز موقت للمنظمة في مدينة بورتسودان.
ومع تدمير البنية التحتية وانقطاع الكهرباء، أشارت الأمم المتحدة إلى أن هناك نقصاً حاداً في الماء والغذاء في الدولة نتيجة الاشتباكات المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، معربة عن قلقها من تداعيات القتال ما أدى إلى نقص الغذاء والأدوية وارتفاع الأسعار.
وفي موازاة مواصلة إجلاء الأجانب، أثار مسؤولون ومحللون مخاوف حيال مصير السودانيين وسط خشية من احتدام المعارك مجدداً بنهاية إخراج الرعايا.
وفي حين قامت الدول بنقل الرعايا الأجانب جواً أو بحراً، تخشى الأمم المتحدة من فرار ما يصل إلى 270 ألف شخص براً إلى تشاد وجنوب السودان.
وقالت ممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في تشاد لاورا لو كاسترو، إن 20 ألف لاجئ وصلوا إلى هذا البلد، ويتوقّع أن يتبعهم 100 ألف آخرين «في أسوأ الحالات».
أما في جنوب السودان، ترجّح التقديرات الأممية دخول ما يصل إلى 170 ألف شخص، بينهم 125 ألفاً من جنوب السودانيين الذين سبق لهم اللجوء إلى الشمال.
وبعد ساعات من دخول الهدنة الجديدة حيز التنفيذ، مساء الاثنين، تجددت الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة في محيط القصر الجمهوري ومحيط مبنى التلفزيون بأم درمان، مع تحليق للطيران الحربي، فيما أعلنت ولاية شمال كردفان فرض حظر تجوال جزئي ليلاً.
واتهمت قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان بعدم الالتزام بشروط الهدنة.
وبحسب بيان للجيش تم «رصد تحرك أرتال عسكرية نحو الخرطوم»، حيث «ارتكب التمرد خروقات عدة منذ بداية الهدنة... نحتفظ بحقنا في التعامل مع الخروقات الخطيرة».
وأكد أن هناك «تحركات للتمرد داخل وخارج العاصمة ومحاولات لاحتلال بعض المواقع»، مشيراً إلى«حركة كثيفة للتمرد نحو مصفاة الجيلي للنفط (قرب الخرطوم) للسيطرة عليه وخلق أزمة وقود».
وأضاف البيان: «تلقينا بلاغات من عدة سفارات بسبب تعديات المتمردين».
واتهم الجيش قوات حميدتي «باحتلال سفارة» عُمان، مشيراً إلى تلقيه «بلاغاً من سفارة السلطنة باحتلال المتمردين لمقرها بالكامل وسرقة سيارة تتبع للبعثة»، لكن وزارة الخارجية العُمانية أعلنت أن سفارتها «آمنة وسليمة».
وأشار بيان الجيش إلى «إطلاق الأعيرة النارية على السفارة الهندية بمنطقة العمارات في شارع 1، إلى جانب بلاغات متعددة من سفارات كوريا، سويسرا، روسيا، إثيوبيا، اليمن، سورية، المغرب، إسبانيا بتمركزات لقوات الميليشيا المتمردة بالقرب من مقار هذه البعثات وتهشيم كاميرات المراقبة الخارجية».
ولفت إلى أن «السفير الكوري طلب إخلاء جوياً لأفراد جاليته بسبب هجوم المتمردين على منزله، وتحطيم كرفانات الحماية خارج مقار البعثات».
في المقابل، سارعت قوات الدعم السريع بنفي اتهامات الجيش، مؤكدة أنه «لا صحة لادعاءات الجيش باستهداف البعثات الديبلوماسية».
وتابعت: «نتمسك بالهدنة المعلنة وننسق بشكل محكم مع البعثات الديبلوماسية»، مؤكدة أنها تسيطر على بحري وشرق النيل بشكل كامل ولا حاجة لتحريك تعزيزات لهما.
وفي بيان منفصل، أعلنت «الدعم السريع» أن طيران الجيش لايزال يحلق في مدن الخرطوم الثلاث، مضيفة «التزمنا بشروط الهدنة لفتح ممرات إنسانية للمدنيين والمقيمين الأجانب... كسر الهدنة يؤكد وجود أكثر من مركز قرار داخل قيادة الجيش».
وأشارت إلى قصف مدفعي من الجيش السوداني على ارتكاز لقوات الدعم السريع في القصر الجمهوري في الخرطوم، مجددة التزامها بالهدنة الإنسانية المعلنة لـ 72 ساعة.
وقبل ذلك، سادت حالة من الهدوء في الخرطوم، مع بدء الهدنة في السودان الذي تواصل الصراع فيه لليوم الحادي عشر على التوالي، ما دفع الكثير من الدول إلى تكثيف جهودها لإجلاء رعاياها أو أفراد بعثات ديبلوماسية براً وبحراً وجواً.
إلى ذلك، أكدت منظمة الصحة العامة مقتل 459 شخصاً وإصابة 4072 شخصاً منذ اندلاع المعارك في السودان قبل 11 يوماً.
وفي الرياض، أعرب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي عن «بالغ تعازيه وصادق مواساته لمصر في وفاة مساعد الملحق الإداري بسفارتها في الخرطوم».
وفي الخرطوم، أكد الجيش السوداني استشهاد الغراوي أثناء مروره بسيارته بالطريق العام بشارع السيد عبدالرحمن وسط الخرطوم، متهماً قوات الدعم السريع باغتياله.
في المقابل، ذكرت «الدعم السريع»، في بيان، أنها «لن تدخر جهداً في التعاون مع الأشقاء في مصر لكشف الحقائق حول حادثة الغراوي». وفي سياق متصل، أعلن الناطق باسم الخارجية أحمد أبوزيد إجلاء 904 مواطنين مصريين من السودان حتى أمس.