ليست من عادتي أن أكيلَ المديح أو أن أتزلف لمسؤول، بل العكس دوري ككاتب أن أركّز وأبين السلبيات والأخطاء التي يقوم بها المسؤولون وتنبيهم عليها وهذا ما أقوم به فعلاً في عمودي هنا، أما إذا أصابوا وأنجزوا فهم يقومون بعملهم مشكورين ولا حاجة لثناء أو لشكر. ولكن نحن أمام حالة يبدو أنها استثنائية، فقلما تجد الشعب الكويتي يجمع على تأييد وزير أو مسؤول، بل قلما أعجبهم أداء أي وزير وهم محقون لأن وضع البلد أكبر دليل على أداء الوزراء المتعاقبين ولا يحتاج كثير تفحص للوصول إلى هذه النتيجة.
معالي النائب الأول وزير الداخلية، وزير الدفاع بالإنابة الشيخ طلال الخالد الأحمد الصباح، يرغمك أن تخالف منهجك وتغيّر طريقة كتابتك في توجيه سهام النقد للمسؤول، بل وتثني على الأداء وتكتب داعماً ومشجعاً ومحفزاً.
المتابع لمسيرة الشيخ طلال منذ توليه مهام عمله الوزاري القصيرة سوف يرى أنه ترك بصمات واضحة في أكثر من جانب، الجانب الإنساني ومواقفه كثيرة في هذا الجانب وأحدها حضوره تخرج الملازم المريض في منزله، واهتمامه الشخصي بمنتسبي وزارته واضحاً وجلياً من خلال الترقيات الكبيرة التي منحها لضباط «الداخلية» و«الدفاع» في سابقة يذكرها الضباط أنفسهم الذين كانوا يعانون الأمرين في الحصول على ترقيات.
يبهرني بسرعة استجابته لمطالبات ومناشدات أبنائه وإخوانه المواطنين وآخرها مناشدة أبنائه الضباط الاحتياط بالقبول في الدورة العسكرية فأصدر قراراً فورياً بقبولهم جميعاً.
أمّا مكافحته للمخدرات وتجارتها فأكاد أجزم أنّ تجار المخدرات يتمنون رحيل الشيخ طلال عن «الداخلية» لما يقوم به من ضبطيات كبيرة ومُوجعة.
هذه من أهم الصفات التي يجب أن يتحلّى بها الوزير والمسؤول وهي سرعة اتخاذ القرار والاستجابة لنداء المواطنين والسعي لحل مشاكلهم، والمعرفة التامة بأمور وزارته والحرص على العاملين معه ومنتسبي وزارته، متى ما وجدت هذه الصفات في وزير فسوف يكون ناجحاً ومحبوباً لدى العامة أو لدى العاملين معه في وزارته، فلا غرابة أن يطلق الشعب الكويتي لقب وزير الشعب على الشيخ طلال، وهو لقب يستحقه وأتمنى أن يستمر في مواصلة عطائه في خدمة البلد وخدمة المواطنين.
المواطن مبارك الرشيدي
أدعو الله سبحانه أن يكلل جهود معالي الوزير وإخوانه أركان وزارة الداخلية، وكل شباب الكويت الفزاع بالعثور على المفقود مبارك الرشيدي، وحل لغز اختفائه، وأتمنّى من رب العالمين أن يعود إلى أهله سالماً غانماً وأن يجبر قلب والديه برؤيته.