No Script

بوضوح

العشر الأواخر... والوطن

تصغير
تكبير

إن شهر رمضان الفضيل- خصوصاً في العشر الأواخر منه- يحتاج الكثير من المشاعر الصادقة تجاه أنفسنا أولاً ثم المحيطين بنا من الأهل والأقارب والأصدقاء والناس جميعاً.

إنه الشهر الفضيل الذي يحتاج منّا الكثير من الصدق في حب الوطن والدفاع عنه ضد كل فاسد ومُفسد، يريد إلحاق الضرر بالوطن من خلال تسهيل الرشاوى، التي يخسر فيها المال العام الآلاف بل الملايين والمليارات، من أجل أن يتحصّل المرتشي على القليل من المال الحرام، الذي يدخل ناراً في جوفه، وهو يعلم أو لا يعلم أن ما يقوم به -بدوافع شريرة- سيهدم بناء الوطن، وسيؤخّر مسيرته التنموية، لأن هذا الأمر سيؤدي إلى تآكل المال العام، حيث إن هناك أموالاً تضيع على الوطن، ولا تصرف في أماكنها المطلوبة، بل تدخل في جيوب من لا ذمة لهم ولا ضمير.

لذا يجب أن تكون العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم، الدافع الكبير لمحاربة الرشوة، من خلال التبليغ عن مرتكبيها، كي تأخذ الجهات القانونية والجنائية مساراتها في محاكمة هؤلاء وجعلهم عبرة لغيرهم من الذين يريدون المضي في هذا الطريق المظلم.

كما أن علينا خلال هذه الأيام العظيمة أن نكون عند حسن ظن وطننا بنا، وألا نتعامل مع الآخرين بأمزجتنا، خصوصاً أهل المسؤولية في مختلف القطاعات الحكومية، من خلال مثلاً تقريب من نشاء من الموظفين لأسباب مزاجية، وإبعاد من نشاء حتى وإن كانوا أصحاب كفاءة وخبرة.

وهذا الأمر للأسف ينعكس سلباً على كفاءة الإنتاج لدى الموظفين في كل القطاعات، حيث إن هناك موظفاً حصل على مكانة وظيفية عالية لا يستحقها، من راتب مرتفع وحوافز وخلافه، وموظفاً آخر لديه الخبرة والشهادات العلمية المتخصصة في مجال عمله، لكنه مهمل من قبل مسؤوله، لأنه ليس من المقربين، مما يدخل الغضب في نفسه، ومن ثم فإنه قد يهمل عمله، ولا يسعى إلى تطويره.

كما يجب أن تكون أيام العشر الأواخر من شهر رمضان، فرصة لإعادة النظر في كل ما يخص علاقاتنا بالآخرين، وأن نبعد أنفسنا عن العداوات والكراهية، والاقتراب أكثر من السلام، خصوصاً ونحن في الشوارع نقود سياراتنا، حيث لوحظ أن بعض الشباب لا يتحمل أي أمر طارئ في الشارع، وتجده يلجأ إلى السباب، وأحياناً التشابك بالأيدي.

وحينما تتمكن هذه الصفات الإيجابية من أنفسنا خلال هذه الأيام الجليلة، علينا أن نتمسك بها إلى آخر العمر لتكون لنا نبراساً في بناء الوطن، وتشييد نهضته على أكمل وجه.

اللهم احفظ الكويت وأميرها وولي عهدها الأمين وأهلها، وكل من يعيش على أرضها الطيبة من كل مكروه.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي