بوتين استضاف حليفه لوكاشينكو
الكرملين: الانتشار النووي في بيلاروسيا ردّ على توسّع حلف شمال الأطلسي
- زاخاروفا تدعو «الناتو» إلى التقاعد
دافع الكرملين، عن قراره نشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا، مستنكراً انتقادات للتحرك من الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ.
وفي السياق، استضاف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حليفه البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو في موسكو، أمس، في محادثات تناولت خصوصاً مسألة نشر روسيا أسلحة نووية لدى جارتها.
وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين إن «الناتو» هو الذي يتوسع صوب روسيا، لا العكس، ولذلك فإن على موسكو اتخاذ خطوات للدفاع عن أمنها.
ورأى ستولتنبرغ، الأربعاء، ان تحرك روسيا يخالف بياناً روسياً - صينياً مشتركاً، ورد فيه أن الدول لا ينبغي لها نشر أسلحة نووية خارج حدودها.
وأكد بيسكوف عندما طُلب منه الرد على تصريحات ستولتنبرغ «ان حلف شمال الأطلسي هو الذي يتوسع صوب روسيا، وليست روسيا هي التي تأخذ بنيتها العسكرية الأساسية صوب حدود حلف شمال الأطلسي».
وانضمت فنلندا إلى «الناتو» يوم الثلاثاء، مضاعفة طول الحدود البرية للحلف مع روسيا، ومن المقرر أن تنضم السويد أيضاً.
وأعلنت موسكو انها ستراقب عن كثب أي نشر عسكري لقوات الحلف في فنلندا، وسترد وفقاً لذلك.
وقال بيسكوف «يزيد هذا التحرك من مخاوفنا وقلقنا على سلامتنا... ونتخذ تدابير لضمان أمننا. وسيحدث ذلك في كل مرة يقترب فيها الحلف من حدودنا، من أجل إعادة اتزان الهيكل الأمني في القارة».
ولم تقدم موسكو جدولاً زمنياً واضحاً لنقل أسلحتها النووية التكتيكية إلى بيلاروسيا، لكن بوتين قال إن إنشاء مرافق تخزين من شأنه أن يكتمل بحلول مطلع يوليو المقبل.
وسيكون ذلك أول نشر لجزء من ترسانة روسيا النووية خارج حدودها منذ انهيار الاتحاد السوفياتي.
في سياق متصل، علقت الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على اجتماع مجلس «الناتو» على مستوى وزراء الخارجية، قائلة إن الأوان قد آن كي «يتقاعد الحلف».
وأضافت ان هذه الفعالية مخصصة ليس فقط استعداداً لقمة «الناتو» التي ستعقد في فيلينوس (ليتوانيا) هذا الصيف، وإنما أيضاً لتزامنها مع الذكرى الـ 74 لإنشاء هذا التحالف، الذي «كان من المفترض أن يضمن تفوق الغرب الجماعي على بقية العالم، وفقاً لمؤسسيه».
وتابعت زاخاروفا: «في واقع الأمر، ليس لدى التحالف ما يتباهى به، حيث وقف التحالف وراء كثير من الحروب، وتحويل الدول إلى أطلال، وجرائم حرب بلا عقاب، وقتل للمدنيين، وتدمير للبنى التحتية المدنية في يوغوسلافيا والعراق وأفغانستان وليبيا... ترى من التالي»؟
وتابعت: «أصبحت فنلندا ضحية أخرى لتحالف (الناتو)، والتي قرّرت سلطاتها توديع حياد بلادها على المدى الطويل في مقابل تحويلها إلى خط أمامي، ونقطة انطلاق لردع روسيا في الاتجاه الشمالي الغربي»، مشيرة إلى أن «الناتو» لا ينوي التوقف عند هذا الحد، فيما يتزايد ما يسميه ستولتنبرغ «الدور العالمي للحلف، وضرورة تجاوزه منطقة المسؤولية التقليدية الأوروبية الأطلسية».
وأشارت زاخاروفا إلى أن ضخ أوكرانيا بالسلاح وتحفيزها على مواصلة الحرب مع روسيا، والهجمات على الصين، ومغازلة اليابان وكوريا الجنوبية، والمخطط لعسكرة القطب الشمالي، كل ذلك يجعل العالم «أشد خطورة، من أجل منع وجود أيّ مراكز قوة بديلة يُمكن أن تقوض هيمنة الغرب».
وشدّدت على أن «الأمن وحلف (الناتو) مفهومان غير متوافقين».
وختمت زاخاروفا بقولها: «في هذا الصدد، هناك استنتاج واحد فقط يطرح نفسه: في سن 74، حان الوقت كي يتقاعد (الناتو)».
من ناحية ثانية، أعلنت روسيا، أنها صدت مجموعة «مخربين» أوكرانيين حاولوا التوغل في أراضيها عبر منطقة بريانسك الحدودية التي اعتقل فيها طيار أوكراني، الأربعاء.
وافاد حاكم المنطقة ألكسندر بوغوماز عبر تطبيق «تلغرام»، أمس، أن «قوة حرس الحدود في جهاز الأمن الفيديرالي الروسي في منطقة بريانسك أحبطت محاولة توغل في الأراضي الروسية قامت بها مجموعة استطلاع وتخريب أوكرانية من 20 عنصراً قرب قرية سلوتشوفسك».