اتهما الولايات المتحدة بـ «تقويض» الأمن العالمي
بوتين وشي... «حقبة جديدة» من التعاون الشامل
- بوتين يرحب بخطة السلام الصينية: الغرب يقاتل «حتى آخر أوكراني»
- موسكو «سترد» إذا زوّدت لندن كييف ذخائر تحوي اليورانيوم المستنفد
- كيشيدا في كييف... وقاذفتان روسيتان فوق بحر اليابان
أكد الرئيس الصيني شي جينبينغ، أمس، أنه وقّع مع نظيره الروسي اتفاقاً يهدف إلى إدخال العلاقات «حقبة جديدة» من التعاون، بينما أشاد فلاديمير بوتين بالعلاقات «الخاصة» بين بكين وموسكو والتي تظهر وحدتهما في مواجهة الولايات المتحدة، التي اتهماها بـ «تقويض» الأمن العالمي.
وقال شي بحضور بوتين إثر محادثات في الكرملين «وقّعنا إعلاناً حول تعميق الشراكة الاستراتيجية وعلاقات ثنائية تدخل حقبة جديدة».
وأضاف أن الصين تدعم «تسوية سلمية» للنزاع في أوكرانيا، في وقت تسعى بكين لترسيخ مكانتها كوسيط بين موسكو وكييف.
وأوضح إن الصين التي اقترحت الشهر الماضي خطة سلام للنزاع «تسترشد دائماً بمبادئ الأمم المتحدة (...) وتسعى لتسوية سلمية»، مؤكداً «نحن دائماً مع السلام والحوار».
من جانبه، صرح بوتين، بأن خطة السلام الصينية يمكن اتخاذها كأساس لتسوية الأزمة عندما يكون الغرب وكيف جاهزين لذلك، معتبراً أن الغرب يقاتل «حتى آخر أوكراني».
وأكد بوتين إن «الإعلانين اللذين وقعناهما يعكسان الطبيعة الخاصة للعلاقات الروسية - الصينية التي تعد نموذجاً للشراكة الحقيقية والتفاعل الاستراتيجي».
والوثيقتان، هما «بيان مشترك من قبل روسيا والصين حول تعميق الشراكة والتفاعل الاستراتيجي بما يتواءم مع الدخول في حقبة جديدة» و«بيان مشترك حول خطة التنمية للمجالات الرئيسية للتعاون الاقتصادي لعام 2030».
كما هدّد بوتين، أمس، بـ «الرد» في حال زودت لندن أوكرانيا ذخائر تحوي اليورانيوم المستنفد.
وقال «علمنا أن المملكة المتحدة (...) لم تعلن تسليم دبابات لأوكرانيا فحسب، بل أيضا قذائف تحوي اليورانيوم المستنفد (...) إذا حصل ذلك، ستكون روسيا مضطرة الى الرد».
وفي السياق، قال وزير الدفاع سيرغي شويغو إن خطوات أقل متبقية قبل حدوث «صدام نووي» محتمل بين روسيا والغرب.
وأعلن شويغو، من ناحية ثانية، ان «كل حرب تنتهي بسلام».
وكانت نائب وزير الدفاع البريطاني أنابيل غولدي، تعهدت بنقل ذخيرة اليورانيوم المخصب إلى كييف.
وذكرت في بيان نشر على موقع البرلمان على الإنترنت «إلى جانب توفير سرب من الدبابات القتالية (تشالينجر 2) لأوكرانيا، سنقوم بتوريد الذخيرة، بما في ذلك القذائف الخارقة للمدرعات التي تحتوي على اليورانيوم المخصب».
كما شدد بوتين على ان المحادثات كانت «ناجحة وبناءة» وإنه يأمل أن يظل على اتصال مستمر مع شي في المستقبل.
وأعربت روسيا والصين عن «قلقهما» من الوجود المتزايد لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في آسيا، في إعلان مشترك وقّعه الرئيسان.
وجاء في الإعلان المشترك «يشعر الطرفان بقلق كبير من التعزيز المتزايد للعلاقات بين الناتو ودول منطقة آسيا والمحيط الهادئ حول المسائل العسكرية والأمنية». واتّهم بوتين وشي الحلف بـ «تقويض السلام والاستقرار الإقليمي».
وفي وقت سابق، أكد شي خلال لقاء مع رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين، إن بكين «ستواصل إعطاء الأولوية للشراكة لاستراتيجية الشاملة بين الصين وروسيا»، واصفاً البلدين بانهما «قوتان كبريان».
وذكرت «وكالة الصين الجديدة للأنباء» (شينخوا)، أن شي دعا بوتين إلى حضور النسخة الثالثة من «منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي».
وأضافت إن الرئيس الصيني دعا أيضاً ميشوستين لزيارة بكين، منادياً بعقد اجتماعات دورية بين رئيسي الوزراء.
وفي دليل على التكامل الاقتصادي المتزايد، أعلن بوتين، أن بكين وموسكو توصلتا إلى اتفاق في شأن مشروع خط أنابيب الغاز الضخم «قوة سيبيريا 2» الذي سيربط سيبيريا بشمال غربي الصين.
وسينقل خط الأنابيب المقترح 50 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنوياً من روسيا إلى الصين عبر منغوليا.
وتابع بوتين ان «التعاون التجاري والاقتصادي هو أولوية في العلاقات بين روسيا والصين».
وأكد خلال المحادثات، ان موسكو مستعدة لمساعدة الشركات الصينية على أن تحل محل الغربية التي غادرت روسيا.
من جانبها، أعلنت شركة «غازبروم» الروسية العملاقة، عن تسليم شحنات يومية قياسية الى بكين الاثنين، عبر خط أنابيب سيبيريا الذي يمر في الشرق الأقصى الروسي باتجاه شمال شرقي الصين.
كيشيدا في كييف
وفيما كان شي يعبر عن دعمه لموسكو، وصل رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا أمس الى اوكرانيا في زيارة مفاجئة.
ورحبت كييف بالزيارة باعتبارها «تاريخية» وتدل على «تضامن وتعاون قوي».
وزار كيشيدا مدينة بوتشا حيث اتهمت القوات الروسية بقتل مدنيين خلال أسابيع من انتشارها في هذه المنطقة الواقعة في ضواحي كييف، العام الماضي.
والتقى كيشيدا، الذي كان العضو الوحيد من مجموعة السبع الذي لم يتوجه الى كييف منذ بدء النزاع في فبراير 2022، الرئيس فولوديمير زيلينسكي، الذي «دعا» الصين إلى الحوار و»ينتظر رداً» منها.
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، إن اثنتين من قاذفاتها الاستراتيجية حلقتا فوق بحر اليابان لأكثر من سبع ساعات.
وتُسير موسكو بانتظام طائرات من طراز «توبوليف تو-95إم.إس»، القادرة على حمل أسلحة نووية، فوق المياه الدولية بالقطب الشمالي وشمال المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ في استعراض للقوة.
وأوضحت الوزارة ان القاذفتين قامتا برحلة «مقررة سلفاً» برفقة مقاتلات، وحلقتا فوق المياه المحايدة مع الالتزام التام بالقانون الدولي.
ميدانيا، أعلن حاكم منطقة روسية أن اوكرانيا شنت امس، هجوما بطائرة مسيرة على محطة لضخ النفط في منطقة حدودية من دون وقوع ضحايا.
وبعد الهجوم الغامض الذي استهدف القرم، مساء الإثنين، أكد مستشار رئيس شبه الجزيرة أوليغ كريوتشكوف، أن هجوم المسيرات الأوكراني لم يؤد إلى إلحاق أضرار بالسكك الحديد والبنية التحتية، مؤكداً أن «القطارات تعمل وفقاً للمواعيد المحددة».
وكانت وزارة الدفاع الأوكرانية أفادت بأن انفجاراً وقع في جانكوي أدى لتدمير صواريخ «كروز» من طراز «كاليبر كي إن»، أثناء نقلها عبر السكك الحديد، فيما كان ينوي أسطول البحر الأسود، استخدامها.