برنامج صيني للدردشة الآلية.. يقرِض الشعر
أظهرت اختبارات أجرتها وكالة «رويترز» على برنامج الدردشة الآلية «إرني بوت» الذي اخترعته شركة «بايدو» الصينية أنه يمكنه في ثوان ابتكار صور للأزهار وكتابة الشعر ولكنه لا يجيب على أسئلة في شأن بعض الموضوعات السياسية الحساسة.
وأزاح محرك البحث الصيني العملاق «بايدو» الأسبوع الماضي الستار عن أقرب منافس صيني لبرنامج الدردشة الآلية «تشات جي.بي.تي» الذي ابتكرته شركة «أوبن إيه.آي» وأتاح تقديم طلبات لاستخدامه.
وتحدث بعض المحللون والمستخدمون بإيجابية عن تجاربهم مع برنامج الدردشة الآلية «إرني بوت» وعقدوا مقارنات بينه وبين «تشات جي.بي.تي» مما دفع أسهم «بايدو» للارتفاع.
لكن لا تزال هناك بعض التساؤلات حول كيفية تعامل «إرني بوت» وبرامج الدردشة الآلية الأخرى التي تطورها الصين مع المواضيع الحساسة في البر الرئيسي الصيني حيث تفرض السلطات رقابة شديدة على الإنترنت.
وأشارت الاختبارات التي أجرتها «رويترز» على «تشات جي.بي.تي» إلى أن برنامج الدردشة الآلية الذي تدعمه شركة «مايكروسوفت» لا يعزف عن الرد على مثل هذه الأسئلة.
وطرحت «رويترز» على «إرني بوت» اليوم الاثنين بعض الأسئلة عن الرئيس الصيني شي جينبينغ، كما طلبت منه أن يكتب شعراً ويرسم صورة لشي.
ورد «إرني بوت» على بعض هذه الأسئلة وقدم فقرتين عن التعليم الذي تلقاه شي والأدوار التي يلعبها لكنه أحجم عن الإجابة على معظم الأسئلة.
وكان رد «إرني بوت»: «بصفتي نموذجاً لغوياً موسعاً للذكاء الاصطناعي، لم أتعلم كيف أرد على هذا السؤال. يمكنك أن توجه لي أسئلة أخرى وسأبذل ما بوسعي لمساعدتك على الإجابة عليها».
وأجاب البرنامج بطريقة مشابهة على أسئلة عن تعمل الشرطة الصينية مع المظاهرات التي اندلعت عام 1989 في ميدان تيانانمين في بكينـ وعن معاملة السلطات لأقلية الاويغور المسلمة في منطقة شينغ يانغ الغربية.
واقترح «إرني بوت» على المستخدم في بعض الأحيان تغيير الموضوع.
وجاء في رد على أسئلة حساسة تلقته «رويترز» أكثر من عشر مرات «دعنا نغير الموضوع ونبدأ طرح الأسئلة من جديد».
ولم تقتصر مثل تلك الإجابات على الأسئلة التي تخص شي أو الموضوعات الحساسة في الصين.
ورد «إرني بوت» بالإجابات نفسها التي تطلب طرح الأسئلة من جديد عند سؤاله عن الرئيس الأميركي جو بايدن وسلفه دونالد ترامب.
وعلى الرغم من ذلك قدم البرنامج إجابات مطولة على أسئلة بخصوص العلاقات الدولية مثل سبب تدهور العلاقات الصينية الأميركية لكنه عاد وطلب تغيير الموضوع عند توجيه أسئلة مثيرة للجدل له.
وبسؤاله عن كيفية تعامله مع القضايا الحساسة، قال «إرني بوت» إنه يضع «القوانين ذات الصلة والمعايير الأخلاقية» في عين الاعتبار عندما يتخذ قرارا حول ما إذا كان هذا الموضوع «قابلاً للنقاش» أم لا.
وقال روبين لي، الرئيس التنفيذي لـ«بايدو» عند الإعلان عن «إرني بوت» الأسبوع الماضيـ إن برنامج الدردشة الآلية «ليس مثالياً»، وطلب من مستخدميه أن يستوعبوا أخطاءه، مضيفاً أنه «سيتحسن شيئاً فشيئاً بفضل ردود فعل المستخدمين».