«حان الوقت لعودتها إليهم وإلى محيطها العربي»
محمد بن زايد يؤكد للأسد أن «غياب سورية عن أشقائها قد طال»
- «أم الإمارات» الشيخة فاطمة وأسماء الأسد بحثتا فرص تنمية التعاون
أكّد الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للرئيس السوري بشار الأسد، ضرورة عودة دمشق «إلى محيطها العربي»، وذلك خلال ثاني زيارة لبشار الأسد إلى دولة خليجية منذ زلزال فبراير الماضي، جاءت وسط جهود لإصلاح علاقات دمشق مع دول المنطقة.
ورافقت الأسد في زيارته للإمارات، زوجته أسماء في أول رحلة رسمية لهما معاً منذ أكثر من عقد.
وكتب محمد بن زايد على «تويتر»، «أرحب بالرئيس بشار الأسد في الإمارات، أجرينا مباحثات إيجابية وبنّاءة لدعم العلاقات الأخوية وتنميتها لمصلحة البلدين والشعبين الشقيقين، وتعزيز التعاون والتنسيق في القضايا التي تخدم الاستقرار والتنمية في سورية والمنطقة».
وأعرب عن خالص تعازيه للأسد والشعب السوري في ضحايا زلزال السادس من فبراير، مؤكداً ثقته «في قدرة سورية وهمة أهلها على تجاوز هذه المحنة والتحدي والانتقال بسورية إلى مرحلة جديدة»، وفق ما أوردت «وكالة وام للأنباء» الإماراتية الحكومية.
وفي بيان نشرته «وام»، قال الرئيس الإماراتي إنّ «غياب سورية عن أشقائها قد طال وحان الوقت إلى عودتها إليهم وإلى محيطها العربي».
كما شدّد على «ضرورة بذل جميع الجهود المتاحة لتسهيل عودة اللاجئين السوريين بعزة وكرامة إلى بلدهم»، معرباً عن «دعم دولة الإمارات للحوار بين سورية وتركيا لإحراز تقدم في ملف عودة اللاجئين».
من جهتها، ذكرت الرئاسة السورية في بيان أنّ المحادثات تناولت «التطورات الإيجابية الحاصلة في المنطقة وأهمية البناء على تلك التطورات لتحقيق الاستقرار لدولها». كما تطرقت للتعاون الاقتصادي.
وكان الرئيس الإماراتي في مقدم مستقبلي الأسد وزوجته لدى وصولهما مطار الرئاسة في أبوظبي.
ورافقت طائرة الأسد لدى دخولها أجواء دولة الإمارات طائرات حربية ترحيباً بزيارته.
وجرت للأسد مراسم استقبال رسمية لدى وصول موكبه قصر الوطن، ورافق محمد بن زايد، الرئيس الضيف، إلى منصة الشرف وعزف السلام الوطني لسورية، فيما أطلقت المدفعية 21 طلقة واصطفت ثلة من حرس الشرف تحية له.
وكتب المستشار الديبلوماسي الرئاسي الإماراتي أنور قرقاش على «تويتر» أن «موقف الإمارات واضح في شأن ضرورة عودة سورية إلى محيطها عبر تفعيل الدور العربي، وهذا ما أكده الشيخ محمد بن زايد خلال استقباله الرئيس بشار الأسد».
وتابع «يكفي عقد ونيف من الحرب والعنف والدمار وحان الوقت لتعزيز تعاون وتعاضد دولنا العربية لضمان استقرار وازدهار المنطقة».
وأكد قرقاش أنّ «نهج الإمارات وجهودها نحو سورية الشقيقة جزء من رؤية أعمق ومقاربة أوسع هدفها تعزيز الاستقرار العربي والإقليمي وتجاوز سنوات صعبة من المواجهة، فقد اثبتت الأحداث المرتبطة بعقد الفوضى وتداعياتها أن عالمنا العربي أولى بالتصدي لقضاياه وأزماته بعيداً عن التدخلات الإقليمية والدولية».
كما استقبلت الشيخة فاطمة بنت مبارك، «أم الإمارات»، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية أمس، السيدة أسماء الأسد، وبحثتا «فرص تنمية التعاون في مختلف الجوانب المتعلقة بالأسرة والطفولة وتمكين المرأة لخدمة مجتمعها وبلدها».
وأعربت الشيخة فاطمة عن خالص تعازيها ومواساتها للسيدة أسماء والشعب السوري وإلى عائلات ضحايا الزلزال.
وأشادت أسماء، بجهود الشيخة فاطمة في مجالات دعم المرأة وتنمية قدراتها، إضافة إلى الاهتمام بالطفولة وتعزيز دور الأسرة من خلال توفير مختلف الإمكانات الكفيلة بتماسكها واستقرارها، كما ثمنت الاهتمام الذي تبديه بالقضايا الإنسانية والمبادرات النوعية التي ترعاها.
وأشادت بالدعم المهم الذي قدمته الإمارات إلى سورية خلال محنة الزلزال.
ورافق الرئيس السوري، في زيارته، وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية سامر الخليل، وزير شؤون رئاسة الجمهورية منصور عزام، ووزير الإعلام بطرس حلاق، ومعاون وزير الخارجية أيمن سوسان، والقائم بأعمال سفارة سورية لدى الإمارات غسان عباس.
وكان الأسد زار سلطنة عمان الشهر الماضي. وهذان هما البلدان العربيان الوحيدان اللذان زارهما الأسد منذ اندلاع النزاع السوري في العام 2011.