تشديد على استمرار القمم بذات الأهمية لطرح أفكار التعاون الإبداعي الشامل

«AUM» تختتم قمة «التعليم العالي نحو مستقبل هادف 2023»

تصغير
تكبير

- المنطقة العربية من بين أكثر الأماكن عُرضة لتغير المناخ
- دمج التنمية المستدامة في 3 وظائف أساسية: البحث والتدريس والتأثير المجتمعي
- بادلي: ركيزتان أساسيتان في مقاربة عناصر التغيير... التواصل الإنساني وتعزيز استخدام التكنولوجيا
- عمار كاكا: يتوجب فهم السبب الذي يعيق تقدم الخريجات في المجال المهني
- ملاط: ضرورة اعتماد مؤشرات أداء تسمح بمراقبة وتحسين الجودة

اختُتمت يوم الثلاثاء الماضي أعمال قمة «التعليم العالي نحو مستقبل هادف 2023» في جامعة الشرق الأوسط الأميركية (AUM)، والتي استمرت ثلاثة أيام، وتضمنت جلسات حوارية، وجلسات تبادل الخبرات بين القيادات الأكاديمية والمؤسسات، بالإضافة إلى ورش عمل خاصة، ونشاطات اجتماعية للمشاركين.

افتتاحية اليوم الثالث من القمة

بدأت أعمال اليوم الثالث من قمة التعليم العالي في الشرق الأوسط وأفريقيا بجلسة افتتاحية، تحدث في بدايتها الرئيس التنفيذي للمعهد الوطني للتعليم المهني في هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي بالإمارات العربية المتحدة الدكتور ناجي المهدي، مسلّطاً الضوء من خلال حديثه على المراحل الأربعة لتجربة التعليم العالي في دبي، وكيفية العمل خلالها.

وأشار إلى أنه في بداية الألفية الثانية، سعت دبي من أجل جذب الجامعات المرموقة من مختلف أنحاء العالم، لإطلاق فروع لمؤسساتها، وتلبية حاجة المجتمع نحو المزيد من مؤسسات التعليم العالي.

ولاحقاً قامت حكومة دبي بتجديد لوائحها، سعياً إلى خلق بيئة صحية للشراكات الناجحة، وذلك من خلال الاعتماد المحلي، ووضع معايير لضمان الجودة، ولضمان نجاح التعليم العالي، الأمر الذي أفضى إلى تصنيف بعض الجامعات في الإمارات العربية المتحدة حالياً، من بين أفضل 200 جامعة عالمية.

التركيز على العلوم والبحث والابتكار

وأضاف «الآن، انتقلت الجامعات ذات التصنيف العالي في الإمارات العربية المتحدة من مرحلة الحضانة، إلى مرحلة التركيز على العلوم والبحث والابتكار.

إنها خطة طويلة الأجل تهدف إلى تحويل دبي إلى وجهة للتعليم العالي الممتاز، ومركزاً عالمياً للبحث والابتكار».

واختتم حديثه قائلاً: «في دبي، عندما يتعلق الأمر بالنجاح والتخطيط للنمو المستمر، هناك جهود مشتركة وصادقة من الحكومة والجامعات الخاصة، والشركاء الدوليين، وأعضاء هيئة التدريس والباحثين والطلاب، وأفراد المجتمع المعنيين».

جلسة نقاشية بعنوان «بناء مستقبل مستدام»

تلى الجلسة الافتتاحية جلسة نقاشية بعنوان «بناء مستقبل مستدام»، ركّزت الجلسة بشكل أساسي على الطرق الواجب اتباعها في سبيل تمكين قطاع التعليم العالي من المساهمة في صنع مستقبل أكثر استدامة.

وتمت مناقشة حقيقة أنه وفي ظل استضافة الإمارات العربية المتحدة لمؤتمر المناخ الدولي COP28 القادم في العام الجاري 2023، واستضافته في مصر في العام 2022، بدأت تتجه الأنظار إلى منطقة الشرق الأوسط، ودراسة مدى إمكانية البلدان العربية في أن تكون قدوة يُحتذى بها في هذا المجال.

فالمنطقة تعد من بين أكثر الأماكن عرضة لتغير المناخ في العالم، حيث سلّطت الأمم المتحدة بالفعل الضوء على الخسائر المدمرة، والتي من الممكن أن يتسبب بها تغير المناخ في إمدادات المياه وأنظمة إنتاج الغذاء في المنطقة.

كما ركزت الجلسة على أهمية تعزيز دور البحوث والمشاريع في عملية صناعة القرار، وذلك ضمن مؤسسات التعليم العالي، وتم أيضاً التطرق إلى الجوانب الرئيسية التي يتوجب على الجامعات تناولها، بهدف تحقيق أهداف التنمية المستدامة، والتي تشمل دمج الاستدامة في ثلاث وظائف أساسية، وهي: البحث والتدريس والتأثير المجتمعي.

حلول عملية لمعالجة تغير المناخ

كما ركّزت الجلسة على كيفية تعامل المؤسسات التعليمية مع حكوماتها، لإيجاد حلول عملية لمعالجة قضايا تغير المناخ الملحة؛ بالإضافة إلى مناقشة موازنة الجامعات بين الأولويات المتضاربة، بما في ذلك خططها الإستراتيجية، للحد من انبعاثات الكربون، مع محاولة مضاعفة عدد الطلاب في المؤسسات التعليمية، ومدى تضمين مفهوم الإستدامة في المناهج الدراسية في المنطقة.

جلسة نقاشية بعنوان «عناصر التغيير»

تناولت الجلسة الثانية موضوع عناصر التغيير في سبيل توفير التعليم، وتعزيز الابتكار.

تحدث في هذه الجلسة الحوارية رئيس جمعية كليات إدارة الأعمال الأفريقية وعميد ومدير كلية هانلي لإدارة الأعمال في جنوب أفريقيا الاستاذ الدكتور جون فوستر بادلي، ورئيس جامعة العلوم التطبيقية في البحرين الأستاذ الدكتور عمار كاكا، ووكيل مساعد للبحوث في جامعة الإمارات العربية المتحدة الأستاذ الدكتور أحمد علي مراد، ونائب الرئيس لشؤون الاعتمادات وضمان الجودة بجامعة العين في الإمارات الدكتور نزيه خداج ملاط.

ركيزتا التغيير

طرح الأستاذ الدكتور بادلي ركيزتين أساسيتين في مقاربة عناصر التغيير، وهما: التواصل الإنساني، وتعزيز استخدام التكنولوجيا.

مشدداً على أن حجر الزاوية في عملية التقدم والتطور، يتمثل في التواصل الفاعل والبناء بين مؤسسات التعليم العالي والطلاب الحاليين والمحتملين، بالإضافة إلى الصناعة وقطاعات الأعمال المختلفة، وأيضا صناع السياسات والقرار. كما أن إتاحة التكنولوجيا وتوظيفها في العملية التعليمية، من شأنها أن توسع من دائرة المعنيين والمهتمين بهذا القطاع الحيوي والمصيري.

الطالبات في العمل

وأضاء الأستاذ الدكتور عمار كاكا على أهمية التركيز على الطلاب الذين يعانون من صعوبات مختلفة خلال سنوات الدراسة، بالإضافة إلى التركيز على قضايا المساواة.

وتساءل عن سبب عدم تفوق الطالبات في ميادين العمل، على الرغم من تفوقهن في الجامعة. وأضاف «يتوجب علينا أن نفهم السبب الذي يعيق تقدم خريجاتنا في المجال المهني».

بناء الجسور

وشدد الأستاذ الدكتور أحمد مراد على أهمية بناء الجسور، وذلك من خلال مشاريع الشراكة والتعاون القائم على المصالح المتبادلة، وتعزيز البحث العلمي، وتوفيرالتقنية وأدواتها في المجتمعات التي تواجه نقصاً في هذا المجال.

مراقبة وتحسين الجودة

وتناول الدكتور ملاط أهمية تبني مؤسسات التعليم العالي لأهداف التنمية المستدامة، ودعا إلى إدراج هذه الأهداف ضمن البرامج الأكاديمية، والبحوث العلمية، والأنشطة والمشاريع الطلابية.

ونبه إلى ضرورة اعتماد مؤشرات أداء، تسمح بمراقبة وتحسين الجودة.

ختام القمة

وفي ختام القمة، تمت الإشادة بالمشاركة المتميزة من الشركاء الإقليميين والدوليين، مع التشديد على أهمية استمرار عقد قمم بذات الأهمية، لطرح أفكار جديدة، وذلك من خلال التعاون الإبداعي والتفكير الشامل، والالتزام بالعمل، لتحقيق أفضل النتائج، وتسريع وتيرة التقدم.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي