«أوكوس»... «شراكة نووية» أميركية - بريطانية - أسترالية

بايدن يُطلق اتفاق الغواصات بوجه الصين ويتوقّع التحدّث مع شي... «قريباً»

 بايدن وسوناك وألبانيزي خلال قمة «أوكوس» في سان دييغو أول من أمس (أ ف ب)
بايدن وسوناك وألبانيزي خلال قمة «أوكوس» في سان دييغو أول من أمس (أ ف ب)
تصغير
تكبير

- بكين تحذّر من إشعال سباق تسلّح
- موسكو: الاتفاق سيؤدي إلى مواجهة لسنوات في آسيا

ندّدت الصين وروسيا، أمس، بالشراكة التاريخية بين الولايات المتحدة وأستراليا والمملكة المتحدة حول برنامج الغواصات العاملة بالدفع النووي، محذّرة من سلوك الدول الثلاث «طريقاً خاطئاً وخطراً».

وفي حين، يتوقع الرئيس الأميركي جو بايدن التحدث مع نظيره الصيني شي جينبينغ قريباً، أعلنت بكين أنها تواصل «الاتصالات الضرورية»، مع واشنطن.

ورد بايدن بكلمة «لا» عندما سئل خلال اجتماع مع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في سان دييغو، أول من أمس، عما إذا كان قلقاً من أن الصين ستنظر إلى اتفاق الغواصات «أوكوس» على أنه اعتداء.

وقال بايدن «نعم» في شأن ما إذا كان سيتحدث مع شي قريباً، ورد بـ «لا» مرة ثانية عندما سأله صحافيون هل سيخبرهم بالموعد الذي سيتحدثان فيه.

ورغبة منها في مواجهة نفوذ الصين في المحيط الهادئ، أطلقت واشنطن ولندن وكانبيرا، الاثنين، تحالفها المعروف باسم «أوكوس» والذي كان أعلن عنه قبل 18 شهراً مع سحب عقد الغواصات من فرنسا ما أثار غضب باريس العارم آنذاك، معلنة عن شراكة لصنع جيل جديد من الغواصات النووية بعد شراء استراليا المرتقب لعدد من الغواصات.

وقال بايدن الاثنين «نضع أنفسنا في أفضل موقع لمواجهة معا التحديات الحاضرة والمستقبلية»، معلناً عن تعاون «غير مسبوق» الى جانب رئيسي وزراء أستراليا وبريطانيا أنتوني ألبانيزي وريشي سوناك في قاعدة سان دييغو البحرية في ولاية كاليفورنيا.

واعتبر أن الولايات المتحدة لا يمكنها ان تحظى بـ «أصدقاء أفضل».

وأحجم أي من القادة عن ذكر الصين صراحة، لكن بايدن أشار ضمنياً إلى بكين، قائلاً إن التحالف سيضمن أن تكون «منطقة المحيطين الهندي والهادئ حرة ومفتوحة»، وهي صيغة في الديبلوماسية الأميركية تشير إلى رغبة في التصدي لنفوذ الصين في المنطقة.

ووصف ألبانيزي شراء غواصات أميركية تعمل بالدفع النووي وانخراطها في مشروع لبناء جيل جديد من الغواصات، بأنه «أكبر استثمار» في القدرات الدفاعية لأستراليا في تاريخها.

وأستراليا التي انضمّت قبل 18 شهراً إلى «أوكوس» مع واشنطن ولندن، لن تتلقى أسلحة نووية، لكنّها ستحوذ غواصات تعمل بالدفع النووي ما سيحدث تحوّلا في دورها في مشروع بقيادة الولايات المتحدة للمحافظة على ميزان القوى القائم منذ عقود في منطقة الهادئ.

من جهته، أشاد سوناك بالجهود لزيادة موازنة الدفاع في بريطانيا التي تنخرط في «الاتفاق الدفاعي متعدد الطرف الأكبر منذ أجيال».

وأوضح البيت الأبيض أن برنامج الغواصة الهجومية الذي يطمح إلى إعادة تشكيل الوجود العسكري الغربي في المحيط الهادئ، سيكون على ثلاث مراحل.

إلا أن بايدن شدد على أن البرنامج يقام على أساس مبدأ «مهم» مفاده بأن «هذه الغواصات ستكون بالدفع النووي لكنها لن تحمل أسلحة نووية» لاحترام مبدأ عدم انتشار الأسلحة النووية.

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سالفيان، إن هذه الغواصات ستحمل تسمية «اس اس ان - أوكوس» وستعمل بالدفع النووي وستكون مجهّزة بأسلحة تقليدية.

وأعلن أنها ستبنى استناداً إلى تصميم بريطاني وبتكنولوجيا أميركية وستتطلّب «استثمارات كبرى» في البلدان الثلاثة.

وسبق لأستراليا أن كانت في طريقها لاستبدال أسطولها الحالي المتهالك من الغواصات العاملة بالديزل بمجموعة غواصات فرنسية تقليدية في إطار صفقة بقيمة 66 مليار دولار.

وأثار إعلان كانبيرا المفاجئ أنها ستتخلى عن الاتفاق وتدخل في «أوكوس» سجالاً حاداً جداً لم يدم طويلا بين البلدان الثلاثة من جهة، وحليفتها فرنسا من جهة أخرى.

ومقارنة بالغواصات من فئة «كولينز» التي ستتخلى عنها أستراليا، فإن تلك الغواصات من طراز «فرجينيا» أطول بمرّتين ويمكنها حمل 132 شخصاً من أفراد الطاقم بدلاً من 48.

لكن الأمر سيستغرق وقتاً طويلاً. وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى، طالباً عدم كشف هويته إن البحرية البريطانية ستتلقى السفن من طراز «اس اس ان - أوكوس» في أواخر الثلاثينات، فيما سيتعين على أستراليا أن تنتظر حتى أواخر الأربعينات.

وحذّرت الصين من أن «أوكوس» قد يؤدي إلى إشعال سباق تسلّح، واتّهمت الدول الثلاث بالتسبب بانتكاسة في جهود منع الانتشار النووي.

وقال الناطق باسم الخارجية وانغ وينبين «يظهر البيان المشترك الأخير الصادر عن الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا أن هذه الدول الثلاث تسلك بشكل متزايد طريقاً خاطئاً وخطراً خدمة لمصالحها الجيوسياسية في ازدراء كامل بمخاوف المجتمع الدولي».

من جهته، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان «العالم الأنغلوسكسوني يبني تكتلات مثل اوكوس ويطور البنى التحتية لحلف شمال الاطلسي في آسيا ويراهن بجدية على مواجهة تستمر لسنوات طويلة».

كذلك، حذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، من مخاطر انتشار نووي.

وقال المدير العام رافاييل غروسي في بيان إن «الالتزامات القانونية للطرفين وقضايا عدم الانتشار ترتدي أهمية قصوى».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي