سماعة الطبيب / كيف تصبحين أصغر بعشر سنين؟ (8)


جمال الحداد






|بقلم الدكتور جمال الحداد *|
سوف نكمل اليوم ما بدأناه بالنسبة لأسباب سقوط الشعر، فمن الأسباب العديدة لسقوط الشعر وعدم غزارته، العوامل الجينية مع زيادة الهرمونات الذكرية، أو زيادة تحسّس مستقبلاتها في بصيلة الشعر. وهذه الاسباب تعود الى العوامل الوراثية وتؤدي الى الصلع الذكوري عند الرجل بشكل أساسي، وتزيد عند النساء بعد سن معينة.
ولكن قد يحدث تراجع يسير في خط الشعر فوق الجبهة في أواخر سن المراهقة هو شيء طبيعي. فمثل هذا التراجع يحدث عند 96 في المئة من الرجال، و80 في المئة من النساء. وهو ليس مؤشراً لبداية مرحلة الصلع اذ لا وجود للصلع عند النساء بمعنى الكلمة أو كما هي الحال عند الرجال، فصلع الرجال واضح، أما الشعر عند النساء فيبقى كما هو، ويغطي كل الرأس. لكن قطر الشعرة يقل عمَّا كان عليه، فيبدو خفيفاً خصوصاً في منطقة الجبهة ومقدمة الرأس. وغالباً ما يحدث ذلك في الأربعينات أي بعد نقص هرمون الاستروجين. وتصل بصيلة الشعرة الى الضمور التام عندما تبلغ المرأة 80 الى 90 عاماً اذ تتوقف عن انتاج الشعر تماماً.
ان معظم انواع الهُرمونات تؤثر على الشعر. ولكن هنالك نوعين يفوقان سواهما في ما يتعلق بالتأثير على نمو الشعر هما الأستروجين (الهرمون الاساسي عند المرأة) والاندروجين (وأقواها هو التيستوستيرون وهو الهرمون الاساسي عند الرجل). ويوجد هذان الهرمونان بنسب متفاوتة عند الرجل والمرأة. وبوجه عام فان هُرمونات الاندروجين الذكرية هي عدو لشعر الرأس ولكنها في الوقت نفسه تزيد نمو شعر البدن والوجه. أما الأستروجين فهو صديق لشعر رأس المرأة، لانه يشجع الفروة على انبات الشعر.
ويوجد بين الهُرمونات الذكرية والاستروجين نسبة وتناسب تختلف بين الرجل والمرأة، وهذه النسبة هي المسؤولة عن تحديد الذكر والانثى كما انها مسؤولة عن ظهور أعراض البلوغ بالنسبة للرجل والمرأة. ففي حالة الرجل يكون هرمون التيستوستيرون هو الهرمون الرئيسي مع نسبة قليلة جدا لهرمون الاستروجين. وبالتالي فان سقوط شعر الرأس عند الرجل وظهوره في بقية انحاء الجسم كالشارب والذقن هي عملية خاصة بهذا الهرمون، ولذلك اذا اختلفت هذه النسبة بنقص في هرمون التيستوستيرون او زيادة في هرمون الاستروجين الانثوي، فذلك سيؤدي الى زيادة في شعر الرأس وسقوط الشعر في باقي مناطق الجسم. اما العكس فصحيح بالنسبة للمرأة، ففي العادة توجد نسبة ضئيلة من الهرمونات الذكرية في جسم المرأة، ولكن ان زادت عن مستواها العادي، أو زاد تحسُّس مستقبلاتها في بصيلات الشعر لأي سبب، فطغت على النسبة التي بينها وبين الاستروجين، فسيؤدي ذلك الى سقوط شعر الرأس وظهور الشعر في مناطق أخرى غير مرغوب فيها بالنسبة للمرأة.
وكذلك فان نقص مستوى الاستروجين يؤدي الى تساقط شعر الرأس، لان الاستروجين يقلل من تأثير الهرمون الذكري الموجود في الجلد ومنطقة بصيلة الشعرة. فعندما يقل مستوى الاستروجين في جسم المرأة يؤدي الى تساقط الشعر مثلما يحصل عند نهاية الحمل، أو بعد شهرين الى ثلاثة أشهر من التوقف عن تناول حبوب منع الحمل الهرمونية. ولكن لا يلبث هذا التساقط الا ان يتوقف، ثم يعود الشعر الى سابق وضعه. ولكن نقص الاستروجين المرافق لسن توقف الطمث يؤدي الى مشاكل دائمة في الشعر.
الى ذلك، اختلال افراز الهرمونات لأسباب عضوية أو خارجية مثل الخلل في افراز الغدد الدرقية والغدة النخامية ومرض السكر، قد يؤدي الى سقوط الشعر في انحاء الجسم كافةً كله وليس الرأس فقط وذلك لاسباب تتعلق بالدورة الدموية او النسيج المحيط بالشعرة وتأثير هذه الهرمونات عليه.
كما ان تناول بعض الأدوية مثل حبوب منع الحمل، كما سبق واشرنا إليه، له علاقة بسقوط شعر الرأس وكذلك هي الحال بالنسبة لبعض الادوية الاخرى التي قد تؤثر على الهرمونات فى الجسم.
أما بالنسبة لأدوية علاج السرطان فان تأثيرها قوي جدا على الشعر لان طريقة أداء هذه الادوية وظيفتها تجعلها تؤثر على بويصلة الشعرة اكثر من غيرها من خلايا الجسم. فهذه الادوية تعمل اساسا على الخلايا التي تنقسم بدرجة كبيرة جدا، ومنها الخلايا السرطانية والشعر وخلايا الخصية، وتسهم في وقف انقسامها بغية الحد من نموها، وهذا هو المطلوب بالنسبة الى الخلايا السرطانية ولكنه شيء غير مرغوب به لغير هذه الخلايا. ولذلك فان سقوط الشعر مسألة حتمية مع هذه الادوية، ولكنها مسألة موقتة حيث يعود الشعر مع توقف هذه الادوية.
كما ان استخدام الجرعات العالية من فيتامين «أ» أو «ه»، أو نقص الحديد، أو استخدام بعض انواع أدوية الكآبة أو المضادات الحيوية، أو الأمفيتامين، وأدوية المفاصل أو الدم أو الغدة الدرقية قد يؤدي الى تساقط الشعر من دون ان تعلمي ولذلك يجب ان تذكري الادوية التى تتناولينها للدكتور اثناء الكشف.
وسوف نواصل الحديث عن الاسباب التي تؤدي الى سقوط شعرك وتاج جمالك في المقالات المقبلة.
* اختصاصي في الأمراض الجلدية وأمراض الذكورة
[email protected]
ينشر هذا المقال بالتعاون مع:
سوف نكمل اليوم ما بدأناه بالنسبة لأسباب سقوط الشعر، فمن الأسباب العديدة لسقوط الشعر وعدم غزارته، العوامل الجينية مع زيادة الهرمونات الذكرية، أو زيادة تحسّس مستقبلاتها في بصيلة الشعر. وهذه الاسباب تعود الى العوامل الوراثية وتؤدي الى الصلع الذكوري عند الرجل بشكل أساسي، وتزيد عند النساء بعد سن معينة.
ولكن قد يحدث تراجع يسير في خط الشعر فوق الجبهة في أواخر سن المراهقة هو شيء طبيعي. فمثل هذا التراجع يحدث عند 96 في المئة من الرجال، و80 في المئة من النساء. وهو ليس مؤشراً لبداية مرحلة الصلع اذ لا وجود للصلع عند النساء بمعنى الكلمة أو كما هي الحال عند الرجال، فصلع الرجال واضح، أما الشعر عند النساء فيبقى كما هو، ويغطي كل الرأس. لكن قطر الشعرة يقل عمَّا كان عليه، فيبدو خفيفاً خصوصاً في منطقة الجبهة ومقدمة الرأس. وغالباً ما يحدث ذلك في الأربعينات أي بعد نقص هرمون الاستروجين. وتصل بصيلة الشعرة الى الضمور التام عندما تبلغ المرأة 80 الى 90 عاماً اذ تتوقف عن انتاج الشعر تماماً.
ان معظم انواع الهُرمونات تؤثر على الشعر. ولكن هنالك نوعين يفوقان سواهما في ما يتعلق بالتأثير على نمو الشعر هما الأستروجين (الهرمون الاساسي عند المرأة) والاندروجين (وأقواها هو التيستوستيرون وهو الهرمون الاساسي عند الرجل). ويوجد هذان الهرمونان بنسب متفاوتة عند الرجل والمرأة. وبوجه عام فان هُرمونات الاندروجين الذكرية هي عدو لشعر الرأس ولكنها في الوقت نفسه تزيد نمو شعر البدن والوجه. أما الأستروجين فهو صديق لشعر رأس المرأة، لانه يشجع الفروة على انبات الشعر.
ويوجد بين الهُرمونات الذكرية والاستروجين نسبة وتناسب تختلف بين الرجل والمرأة، وهذه النسبة هي المسؤولة عن تحديد الذكر والانثى كما انها مسؤولة عن ظهور أعراض البلوغ بالنسبة للرجل والمرأة. ففي حالة الرجل يكون هرمون التيستوستيرون هو الهرمون الرئيسي مع نسبة قليلة جدا لهرمون الاستروجين. وبالتالي فان سقوط شعر الرأس عند الرجل وظهوره في بقية انحاء الجسم كالشارب والذقن هي عملية خاصة بهذا الهرمون، ولذلك اذا اختلفت هذه النسبة بنقص في هرمون التيستوستيرون او زيادة في هرمون الاستروجين الانثوي، فذلك سيؤدي الى زيادة في شعر الرأس وسقوط الشعر في باقي مناطق الجسم. اما العكس فصحيح بالنسبة للمرأة، ففي العادة توجد نسبة ضئيلة من الهرمونات الذكرية في جسم المرأة، ولكن ان زادت عن مستواها العادي، أو زاد تحسُّس مستقبلاتها في بصيلات الشعر لأي سبب، فطغت على النسبة التي بينها وبين الاستروجين، فسيؤدي ذلك الى سقوط شعر الرأس وظهور الشعر في مناطق أخرى غير مرغوب فيها بالنسبة للمرأة.
وكذلك فان نقص مستوى الاستروجين يؤدي الى تساقط شعر الرأس، لان الاستروجين يقلل من تأثير الهرمون الذكري الموجود في الجلد ومنطقة بصيلة الشعرة. فعندما يقل مستوى الاستروجين في جسم المرأة يؤدي الى تساقط الشعر مثلما يحصل عند نهاية الحمل، أو بعد شهرين الى ثلاثة أشهر من التوقف عن تناول حبوب منع الحمل الهرمونية. ولكن لا يلبث هذا التساقط الا ان يتوقف، ثم يعود الشعر الى سابق وضعه. ولكن نقص الاستروجين المرافق لسن توقف الطمث يؤدي الى مشاكل دائمة في الشعر.
الى ذلك، اختلال افراز الهرمونات لأسباب عضوية أو خارجية مثل الخلل في افراز الغدد الدرقية والغدة النخامية ومرض السكر، قد يؤدي الى سقوط الشعر في انحاء الجسم كافةً كله وليس الرأس فقط وذلك لاسباب تتعلق بالدورة الدموية او النسيج المحيط بالشعرة وتأثير هذه الهرمونات عليه.
كما ان تناول بعض الأدوية مثل حبوب منع الحمل، كما سبق واشرنا إليه، له علاقة بسقوط شعر الرأس وكذلك هي الحال بالنسبة لبعض الادوية الاخرى التي قد تؤثر على الهرمونات فى الجسم.
أما بالنسبة لأدوية علاج السرطان فان تأثيرها قوي جدا على الشعر لان طريقة أداء هذه الادوية وظيفتها تجعلها تؤثر على بويصلة الشعرة اكثر من غيرها من خلايا الجسم. فهذه الادوية تعمل اساسا على الخلايا التي تنقسم بدرجة كبيرة جدا، ومنها الخلايا السرطانية والشعر وخلايا الخصية، وتسهم في وقف انقسامها بغية الحد من نموها، وهذا هو المطلوب بالنسبة الى الخلايا السرطانية ولكنه شيء غير مرغوب به لغير هذه الخلايا. ولذلك فان سقوط الشعر مسألة حتمية مع هذه الادوية، ولكنها مسألة موقتة حيث يعود الشعر مع توقف هذه الادوية.
كما ان استخدام الجرعات العالية من فيتامين «أ» أو «ه»، أو نقص الحديد، أو استخدام بعض انواع أدوية الكآبة أو المضادات الحيوية، أو الأمفيتامين، وأدوية المفاصل أو الدم أو الغدة الدرقية قد يؤدي الى تساقط الشعر من دون ان تعلمي ولذلك يجب ان تذكري الادوية التى تتناولينها للدكتور اثناء الكشف.
وسوف نواصل الحديث عن الاسباب التي تؤدي الى سقوط شعرك وتاج جمالك في المقالات المقبلة.
* اختصاصي في الأمراض الجلدية وأمراض الذكورة
[email protected]
ينشر هذا المقال بالتعاون مع: