No Script

أضواء

النوّير يشكو هيئة الزراعة

تصغير
تكبير

«يتحلّب اليعضيد من أشداقها صفراً مناخرها من الجرجار»

النابغة الذبياني

اليعضيد والجرجار أو ما يعرف بـ(الزملوق) هما من نبات النوير ذي الأزهار الموسمية فاقعة الصفرة التي تشاهد في الصحراء بعد هطول المطر ويسرّ الناس برؤيتها، كما تشاهد داخل المناطق السكنية في الساحات الترابية أو على جوانب الطرقات وهي تكافح من أجل البقاء. وقد لفتت الخيل انتباه الشاعر النابغة الذبياني وأعجب بها وهي تأكل نبات اليعضيد بينما تسيل من أشداقها عصارة سوقه البيضاء، وقد تلطخت مناخرها باللون الأصفر من زهور الجرجار.

وبفضل الله، أن السنة الحالية تمتّعت بنصيب وافر من الأمطار كان وراء نموّ نبات النوّير في مناطق البر والمناطق السكنية بكثافة تدل على انتشار بذورها على نطاق واسع في انتظار هطول المطر. وما يلفت الانتباه أن شجر العوسج (العوشز) الذي يكثر في مناطقنا الجنوبية القريبة من الساحل اكتسى بحلية خضراء بعد طول معاناة من الجفاف وشدة حرارة الصيف، تراه وقد تزاحمت عليه العصافير والحمائم لجماله وبهاء منظره، أو لواذاً من الطيور الجارحة، وعلى قول المثل (صقر يلوذ حمامه بالعوسج).

وإذا كانت المحميّات الطبيعية في الكويت ضمان لاستدامة النباتات البرية المتنوعة، إلا أن نبات النوير يعاني في المناطق السكنية من تعدّ جائر وللأسف من هيئة الزراعة الجهة المعنيّة بالحفاظ على الحياة النباتية، حيث تقوم الهيئة استعداداً لاحتفالات يومي الاستقلال والتحرير بتغطية الجزر الواقعة بين الشوارع أو الدوارات - التي يكسوها النوير - بالسجاد الأخضر البلاستيكي الذي يهلك ويمنع نموّ نبات النوّير، مع بشاعة منظره عندما يبلى ويتحوّل إلى قماش مهترئ، فضلاً عن كونه يتسبّب في تلوّث البيئة.

الأحرى أن تكف هيئة الزراعة عن استخدام ذلك السجاد الأخضر، وتترك تلك الساحات مكشوفة لنمو النباتات الطبيعية مثل النوير، أو زراعتها بنباتات أخرى. ولعل زهور النوير التي تكسو صفرتها البهيجة الدوار المقابل لمسجد الراشد في منطقة العديلية خير دليل على صحة تركها تتكفّل بها عوامل الطبيعة دون أن تعبث بها أيادي البشر.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي