No Script

السيناتور الديموقراطي في لقاء خاص بنادي الصحافة الوطني في واشنطن

فان هولين: لواشنطن علاقات طويلة الأمد في المنطقة... والصين لن تستطيع أن تحل محلها

تصغير
تكبير

- حكومة نتنياهو تضم عناصر يمينية متطرفة وعنصرية للغاية تجاه الفلسطينيين والعرب
- احتمال حدوث انتفاضة فلسطينية جديدة بسبب الاستفزاز الإسرائيلي

أعرب عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي السيناتور كريس فان هولين، عن قلقه من تفجر الأوضاع في الأراضي المحتلة، وعودة الانتفاضة الفلسطينية من جديد، لاسيما مع اقتراب شهر رمضان، بسبب الاستفزازات الإسرائيلية المتزايدة.

وقال هولين وهو سيناتور ديموقراطي، في لقاء خاص أقيم بنادي الصحافة الوطني في واشنطن، ونظمه موقع (المونيتور) إن التحدي الكبير الذي تواجهه الولايات المتحدة هناك حكومة جديدة برئاسة (بنيامين) نتنياهو، لديها عناصر يمينية وعنصرية للغاية تجاه الفلسطينيين والعرب، مشيراً إلى الاستفزازات الأخيرة بحق الفلسطينيين، لاسيما من وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، حيث أدت هذه الإجراءات في السابق إلى احتدام الصراع.

وأوضح أن الولايات المتحدة تراقب الأمر لتعرف إلى أي مدى يستطيع نتنياهو ان يحكم السيطرة على تصرفات حكومته «وسنرى إلى أي مدى يمكنه كبح جماح أشخاص مثل بن غفير، على الأقل تجاه الأماكن المقدسة».

مع إسرائيل وضد الاحتلال

وردا على سؤال حول الاختلافات داخل الحزب الديموقراطي في شأن القضية الفلسطينية والتعامل مع حكومة نتنياهو الجديدة، قال السيناتور هولين «أعتقد أن المرء في الحزب الديموقراطي يمكنه أن يكون مؤيداً لإسرائيل، دون أن يكون معادياً للفلسطينيين، كما يمكنك أن تكون مؤيداً لإسرائيل وأن تكون مناهضاً للاحتلال في الوقت ذاته.

وهذا هو موقف الغالبية العظمى من الشعب الأميركي، بما في ذلك الغالبية العظمى من اليهود الأميركيين، مشيرا إلى أن المجتمع اليهودي في الولايات المتحدة يدعم بقوة حل الدولتين وهو أيضا موقف إدارة بايدن.

وقال إن علاقة الولايات المتحدة بإسرائيل مبنية على المصالح والقيم المشتركة، لكن من الواضح أن الولايات المتحدة لا تشارك وزير الأمن القومي بن غفير في قيمه، ولهذا السبب قالت إدارة بايدن إنها ستراقب ما تفعله حكومة نتنياهو وليس ما يقوله الوزراء. لأن نتنياهو يقول إنه يمسك بعجلة القيادة، وسنراقب إلى أين يتجه.

إدارة ترامب خارج المألوف

وأكد أن الولايات المتحدة كانت واضحة تماماً في شأن سياستها ضد التوسعات الاستيطانية الكبيرة، مؤكدا أن الإدارات الديموقراطية وحتى الجمهورية كانت دائما مع حل الدولتين، وما حدث مع إدارة ترامب الجمهورية كان خروجاً عن المألوف.

والولايات المتحدة واضحة في شأن معارضة التوسع الاستيطاني وعدم منح الشرعية للمستوطنات.

مسار تصادمي

وأضاف السيناتور هولين أن إدارة بايدن ستواجه بعض التحديات إذا اتبعت حكومة نتنياهو اليمينية الجديدة السياسات التي تتحدث عنها، لأن هذه السياسات تسير في مسار تصادمي مع سياسة حل الدولتين التي تؤكد عليها الولايات المتحدة.

وقال «رغم اعتقاد كثير من الناس أن حل الدولتين أصبح خيالا أو مستحيلا، أعتقد أنه يمكن إنقاذه إذا لم تكن هناك إجراءات أحادية الجانب على الأرض لتغيير الوضع الراهن. وهذا هو ما أكدت عليه إدارة بايدن. لكن من الواضح أن سياسات الحكومة الإسرائيلية الجديدة ستغير من الوضع الراهن بشكل كبير. والإدارة الأميركية تحتاج للتفكير بوضوح شديد في ما ستفعله مستقبلا مع هذه الحكومة إذا نفذت بالفعل ما تنوي فعله».

البناء على «اتفاقيات إبراهام»

وأوضح أن إدارة بايدن تواصل جهودها «لمحاولة البناء على اتفاقيات إبراهام» لكن من الواضح أن ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية الجديدة سيخلق تعقيدات. وأعتقد أن السعوديين كانوا واضحين جداً حيث أوضح وزير الخارجية السعودي في دافوس، أنه من دون حل الدولتين أو التقدم نحو حل الدولتين، سيكون من الصعب المضي قدماً في ترتيبات على غرار اتفاق أبراهام مع المملكة العربية السعودية، وهو بالطبع شيء تود إدارة بايدن رؤيته. نحن نود أن نرى توسعاً في اتفاقيات أبراهام ونريد أيضا، على الأقل بعض التقدم باتجاه حل الدولتين، أو القدرة على الحفاظ على آفاق حل الدولتين.

إيران... جمود

وقال السيناتور هولين إنه لا يوجد حلول سهلة ولا إجابة سهلة فيما يتعلق بالشأن الإيراني، مشيراً إلى أن الإيرانيين هم الذين ابتعدوا عن الاقتراح الأوروبي في أغسطس الماضي لحل الموضوع النووي، كما أنهم هم من شن حملة قمعية على المعارضين، ونراهم يرسلون طائرات من دون طيار إلى روسيا لدعم حرب بوتين ضد شعب أوكرانيا «لهذا السبب أقول إن هذه المحادثات تمر بحالة من الجمود البارد».

وأشار إلى أن الولايات المتحدة أوضحت مرارا أن امتلاك إيران للسلاح النووي غير مقبول، ونريد تحقيق ذلك من خلال الوسائل الديبلوماسية، بعدة طرق.

ورغم انخراط الولايات المتحدة مع اسرائيل في الفترة الأخيرة في تدريبات مشتركة عدة، إلا أن دخول الولايات المتحدة في صراع آخر في الشرق الأوسط، من وجهة نظري، سيكون وضعاً رهيباً للولايات المتحدة.

الصين

وتطرق لزيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ للسعودية ولقائه مع قادة المنطقة. وقال إن الصين من وجهة النظر الأميركية أصبحت أكثر عدوانية في عهد جينبينغ، وتحاول استخدام ما لديها من موارد وقوة اقتصادية لتصدير نموذجها للحكم الاستبدادي في جميع أنحاء العالم، وهذا الأمر ملحوظ في أفريقيا، نظراً لحاجة الدول الأفريقية للموارد. لكن الأمر مختلف في ما يتعلق بالشرق الأوسط، خصوصا السعودية والإمارات، لأن لديهما موارد كبيرة.

وأعرب عن اعتقاده أنه على الرغم من أن الصين تعمل بشكل جاد في الشرق الأوسط، إلا أن علاقات الولايات المتحدة طويلة الأمد في هذه المنطقة بما في ذلك العلاقات الأمنية، لن تتمكن الصين من استبدالها في المستقبل المنظور.

لا يمكن ضمان النجاح مئة في المئة في منع تهريب الأسلحة للحوثيين

تحدث في اللقاء عبدالعزيز العنجري ممثلا عن مركز ريكونسنس للبحوث والدراسات كمركز بحثي مستقل وغير حكومي.

وتساءل «كيف يمكن لإيران أن تستمر في تهريب الأسلحة والمعدات للحوثيين، رغم أن الولايات المتحدة والسعودية والإمارات يقومون بشكل جماعي ودون عوائق بالسيطرة على مراقبة المجالات البرية والجوية والبحرية في تلك المنطقة؟»، مضيفا و«ماذا يدل هذا الأمر في شأن قدرات الولايات المتحدة التكنولوجية أو قدرتها على العمل والتعاون مع فرق في بلدان أخرى؟».

ورد السيناتور هولين إن ما حدث في اليمن طوال سنوات عديدة كان أزمة إنسانية كبيرة، ويسعدني أن أرى صمود وقف إطلاق النار هناك رغم انتهائه رسمياً في أكتوبر، حيث كانت هناك جهود ديبلوماسية كبيرة وراء ذلك. والسؤال حول تهريب الأسلحة للحوثيين سؤال جيد، لكن لا يمكن ضمان أن تنجح جهود منع انتقال الأسلحة من مكان إلى آخر مئة في المئة.

وأضاف «نحن نعمل بجد لمحاولة قطع الطريق على أي شحنات أسلحة من إيران إلى الحوثيين، واعترضنا شحنة أخيراً، وأعتقد أن الولايات المتحدة نجحت مع شركائنا في المنطقة في إبطاء تدفق الأسلحة».

وعلى سبيل المثال فإن الطائرات من دون طيار الإيرانية التي تم استخدامها في الحرب ضد أوكرانيا، نجد أن بعض مكوناتها هي من أصل أميركي ومشمولة بقائمة الحظر، ومع ذلك يتم تهريبها لإيران. وهذا لا يعني أننا يجب أن نتوقف أو لا نبذل الجهد، لكن يعني أنه لا يزال بإمكاننا إبطاء الكثير من نقل التكنولوجيا والتقنيات الحساسة إلى هناك.

أمر مخجل تأخر اعتماد سفراء في الكويت والسعودية والإمارات

في رده على سؤال في شأن فشل الكونغرس حتى الآن في اعتماد عدد من السفراء لدول عدة في الشرق الأوسط، مثل الكويت والإمارات والسعودية، قال السيناتور هولين:

«لدينا نظام معطّل، ومن المخجل أننا لم نتمكن من الحصول على أصوات كافية لاعتماد السفراء، بالرغم من وجود مرشحين لهذه المناصب».

ولا أستطيع أن أكون إيجابياً حيال هذا الأمر، لدينا عملية تسمح لعضو واحد بمجلس الشيوخ بالاعتراض والتأجيل والتأخير، وهذا الأمر قد يطول كثيراً، لذا ومن وجهة نظري فإننا بحاجة إلى إصلاحات تشريعية في هذا المجال، ولست متأكدا ما إذا كنا نملك الأصوات اللازمة لتمرير هذه التعديلات.

وأضاف «هذه مشكلة حقيقية وخطيرة للغاية، وترسل إشارة في غاية السوء للدول الأخرى».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي