No Script

جودة الحياة

كل الأوقات تصلح للتغيير

تصغير
تكبير

مع نهاية عام وبداية عام جديد، نبدأ بتبادل التهاني والأماني بفتح صفحات جديدة تتحقق فيها الأحلام المؤجلة ومفاجآت سارة تسعدنا وتدخل السرور في قلوبنا وتزيل عنا كآبات العام الذي انقضى.

فكل منا يطمح إلى تغيير مستقبله نحو الأفضل، وكثيرون هم الذين ينتظرون قدوم العام الجديد ليبدأوا تطوير حياتهم.

ولا بأس بهذا أبداً، ولكن السؤال، هل نحتاج فعلاً إلى بداية عام جديد للبدء من جديد في حياتنا، وهل البدايات الجديدة تستدعي انتظار عام بأكمله حتى ينتهي؟!

ذلك السؤال الذي نعرف اجابته جميعاً دون استثناء، بأن كل لحظة وكل وقت وبأي يوم في حياتنا نستطيع أن نبدأ في تحقيق أهدافنا، فكل ما نحتاجه هو قرار نتخذه ونلتزم به ونكون على قدر المسؤولية في تحمل عواقبه.

الحياة قرار، وأن تكون دوماً كما تريد ليس بالأمر السهل، وصحيح أن للظروف الحياتية والأسرية والبيئة والمجتمع الذي نعيش به دوراً في تشكيل حياتنا، ولكن في المقابل يمكننا أن نحد من أثر البيئة والظروف بقوة الطموح والعزيمة والإصرار ونكون قادرين على صنع حياتنا والتكيف معها بما يجلب لنا السعادة والرضا.

فنحن البشر أنواع، نوع ينتظر قدوم العام الجديد ليبدأ، ولكن التسويف يجر التسويف ويبقى الحال كما هو ويبقى التغيير في خانة الأمنيات فقط.

ونوع استسلم وفَقَد الرغبة في التغيير وأصبح غير مهتم بتغيير حياته وواقعه لتصبح الأيام كلها متشابهة.

ونوع ثالث لا ينتظر وقتاً ولا مناسبة للتغيير وتطوير ذواتهم وحياتهم، فكل الأوقات تصلح للتغيير، وقد يرافق ذلك التغيير تريث لإعداد وتهيئة متطلبات التغيير، وهذا لا يعتبر تكاسلاً بل تخطيطاً فيكون العمل على أفضل ما يرام ويكون الإنجاز كاملاً غير منقوص.

أعد حساباتك ورتب أولوياتك بشكل صحيح، ولا تضع أحلاماً كبيرة يصعب عليك تحقيقها، لا تستبق الأحداث وكن صبوراً، ولا تنس أن تشجع نفسك باستمرار وتذكرها بأنك قادر على النجاح وعلى اجتياز الظروف والمشكلات التي قد تواجهها في طريقك.

فرحلة الحياة ليست رحلة مفروشة بالورد، تنطوي على قدر من الصعاب والعقبات ينبغي مواجهتها دون تردد، وكي نفهم معنى الحياة علينا أن نسخر كل طاقاتنا لنحقق ما نصبو إليه من تطلعات وأحلام، ولا نحيط أنفسنا بحواجز الخوف من المستقبل ولا بالمتشائمين الكسالى، نفكر بإيجابية لأن يقيني أن الانسان المتفائل يعرف طريقه في الحياة ويعرف جيداً كيف يطوع الظروف والمعطيات لمصلحته ويزيل كل ما يعوق حياته وتطويره وسعادته.

إذاً، اللحظة التي تتخذ فيها قرار التغيير للأفضل هي البداية الحقيقية والصفحة الجديدة في حياتك سواء كان في بداية عام أو منتصفه أو حتى في نهايته.

Twitter: t_almutairi

Instagram: t_almutairii

Email: talmutairi@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي